أين تقع قسنطينة

تاريخ قسنطينة

تشتهر قسنطينة بين السياح والزائرين بلقب مدينة الجسور المعلقة، بنيت على كتلة من الصخر الكلسي، نالت شهرة واسعة كونها تحتضن العديد من المعالم التاريخية والحضارية والسياحية التي أذاعت الاسم وجعلته أشهر من النار على العلم في عالم السياحة والسفر والتاريخ، ناهيك عما أنجبته من علماء ومفكرين وأدباء ظلوا حاضرين في فكر القرّاء والعامة ومن أبرزهم عبد الحميد بن باديس، ومالك بن نبي، وأحلام مستغانمي، وغيرهم.

كانت تعرف باسم سيرتا قديمًا، وقد اتخذها يوغرطة النومندي عاصمة لمملكته الجديد قبل 2.500 سنة، ثم تعاقبت عليها الإمبراطورية الرومانية فالبيزنطية، وفي عام 311 ميلادي تمردت على السلطة المركزية، فخضعت البلاد من جديد للسلطة الرومانية، وعليه أمر الإمبراطور كاكسينوس بتخريبها، وفي عام 313 أعاد بناءها الإمبراطور قسطنطين فاكتسبت اسمه وصارت تسمى بالقسطنطينية أو القسنطينية، ثم غزاها الوندال سنة 429 ليستعيدها البيزنطيون من جديد، وفي منصف القرن السابع الميلادي سادها نوع من الاستقلال بعد دخول المسلمين، وظل أهلها يتولون شؤونها حتى القرن التاسع، وبحلول القرن الثالث عشر خضعت لسيطرة الدولية الحفصية في تونس، وظلت على الحال المذكور حتى دخول العثمانيين، وفي عام 1837 اقتحمت فرنسا البلاد واستعمرتها حتى نالت استقلالها سنة 1962.[١]


موقع قسنطينة

تقع مدينة قسنطينة في الناحية الشرقية من جمهورية الجزائر شمالي قارة أفريقيا، تبعد عن العاصمة الجزائرية 391 كيلو متر أي أن المسافة بين المدينتين تستغرق 4 ساعات و14 دقيقة بالسيارة، فيما تبعد عن عنابة 170 كيلو متر، وتعد مدينة ميلة أقرب مدينة جزائرية على قسنطينة بمسافة 59 كيلو متر.[٢]


السياحة في قسنطينة

تتربع مدينة قسنطينة على عرش السياحة الأثرية التاريخية لأنها احتضنت العديد من الحضارات ما بين الرومانية، والبيزنطية، والفنيقية، بالإضافة إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، وما لا شك فيه أن كل حضارة تركت بصمةً واضحًة في البلاد، ولا غرابة في ذلك كونها واحدة من أقدم مدن العالم، تلقب بمدينة الجسور المعلقة لأنها تمتلك عددًا كبيرًا من الجسور التي تربط بين ضفتيها الشرقية والغربية، كما تلقب أيضًا بمدينة الصخر العتيق لأنها بنيت على صخرة كبيرة، كما لُقّبت بعاصمة الثقافة العربية وعاصمة الشرق الجزائري، ومن عوامل الجذب السياحي فيها أن شتاءها معتدل، إذ يبلغ متوسط الحرارة 13 ْ، وربيعها وخريفها مناسبين للسياحة جدًا، فيما يستثنى الصيف من ذلك لأنه حار عمومًا مما يعكر صفو الرحلة وجمالها.[٣]


معالم قسنطينة

تزخر قسنطينة بالعديد من المعالم السياحية الهامة التي شكلت لبنة أساسية في قطاع السياحة، وجعلت المدينة وجهة هامة بالنسبة للكثيرين، ومن هذه المعالم ما يأتي:[٣]

  • الجسور المعلقة Suspension bridge in Constantine: تحتضن المدينة عددًا كبيرًا من الجسور منها جسر باب القنطر الذي يعد الأقدم في تاريخ المدينة، ويعود إنشاؤه إلى عهد الإمبراطورية البيزنطية، وقد شهدت أعمال ترميم وصيانة إبان عهد الأتراك سنة 1792، لكن الاستعمار الفرنسي هدمه ودمره فأعيد بناؤه ثانية سنة 1863، وجسر سيدي راشد المعروف باسم الجسر المعلق، إذ يرتفع 175 مترًا عن سطح الأرض ليكون أعلى جسرًا في المدينة والقارة معًا، بالإضافة إلى جسر الشالات الذي يعود تاريخه إلى نهاية عشرينيات القرن الماضي وتحديدًا سنة 1928، وجسر سيدي مسيد في منطقة الرمال بطول 186 مترًا ويتميز بمرور نهر دائم من تحته تنتشر على ضفافه أشجار خضراء يانعة ممّا يضفي على المكان جمالًا فوق جماله لا سيما وأنه محاط بمعالم هامة كمسجد الأمير عبد القادر.
  • قصر أحمد باى Palais Ahmed Bey Constantine: يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1835م على نمط قريب من المنازل العصرية المغربية وقد استغرق بناؤه على عشر سنوات، يتربع على مساحة جغرافية قدرها 6.500 متر، يبلغ عدد غرفه 121 غرفة أسطحها من الخشب المزين بالنقوش الإسلامية، كما يحتضن 27 رواقًا، و250 عمودًا رخاميًا، يؤمه السياح بهدف التعرف على ثقافة البلاد من عادات وتقاليد، بالإضافة إلى الاستمتاع بطبيعته الخلابة كونه محاطًا بثلاث حدائق تعج بالحيوانات الأليفة كالغزلان، والطيور المهددة بالفناء، بالإضافة إلى الأسماك الحمراء المميزة، وتجدر الإشارة إلى أن ساعات العمل في القصر ما بين التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً على مدار الأسبوع.
  • المساجد القديمة بالمدينة Old mosques: تحتضن المدينة مساجد تاريخية قديمة أبرزها المسجد الجامع الكبير الذي بني سنة 1136، وجامع سوق الغزل الذي بني سنة 1730، ومسجد الأمير عبد القادر الذي بني سنة 1807 ويتميز بطراز المعماري الأندلسي، فقبته ترتفع 64 مترًا عن سطح الأرض، كما يتميز بكونه أكبر مساجد شمال أفريقيا، ناهيك عن احتضانه جامعة العلوم الإسلامية، ومن المساجد الهامة أيضًا مسجد سيدي الأخضر الذي بني سنة 1743، وجامع سيد الكتاني الذي بني سنة 1776.
  • الكهوف التاريخية: من الأمثلة عليها كهف الدببة وكهف الأولي.
  • النصب التذكارية: من أشهرها نصب الأموات الذي بني سنة 1934 تخليدًا لذكرى الشداء الذين قضوا نحبهم على يد المستعمر الفرنسي
  • منتجع صالح باي: يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر الميلادي على يد الملك صالح باي وأبنائه، وذلك بقصد الحصول على الراحة والاستجمام.
  • الآثار الرومانية: وتتنوع آثار الحضارة الرومانية في المدينة ما بين الحمامات الجميلة ومن أشهرها حمامات القيصر في وادي الرومال وهي عبارة عن 20 حمامًا لا زالت تعمل حتى يومنا الحاضر ويؤمها السياح للاستمتاع بالأجواء التاريخية مع الاستجمام والراحة، وضريح ماسينسيا، والأقواس التي تتدفق منها المياه في مشهد جميل.
  • مدينة سيرتا: تأسست على يد الفينقيين وسموها أنفاق الدببة، تضم معالم أثرية مميزة منها باب سيرتا الذي يعود إلى سنة 363م، بالإضافة باب الرواح وباب الحنائشة.


المراجع

  1. "قسنطينة"، الجزيرة، 3-12-2014، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019.بتصرّف.
  2. " اين تقع قسنطينة والمسافات بينها وبين اهم مدن الجزائر"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019.بتصرّف.
  3. ^ أ ب " السياحة في مدينة قسنطينة .. إستمتع برحلة لن تنساها فى مدينة الجسور المعلقة ” قسنطينة ” .."، المرتحل، 14-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019.بتصرّف.

فيديو ذو صلة :