أين تقع عكا
تُعد عكا من المدن الفلسطينية القديمة، وهي موجودة على البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا على الرأس الشمالي من خليج حيفا غرب الجليل، وتبعد عكا مسافة 179 كيلومتر شمال غرب مدينة القدس، وكان معظم سكان مدينة عكا قبل النكبة من العرب المسلمين، ووجدت مجموعة صغيرة من اليهود وبعد حدوث الحرب، وتوسع اليهود في فلسطين أصبح الفلسطينيون في عكا يُشكلون 35 بالمئة فقط وِفقًا لإحصائيات عام 2010، ولعكا أهمية اقتصادية وتجارية نتيجة لمينائها الذي يُعد من أقدم موانئ فلسطين لصيد السمك، وهي ذات موقع أثري مهم؛ إذ تضم الكثير من الآثار التاريخية القديمة، ويشتغل أهالي عكا بالعديد من المجالات منها صيد الأسماك، والأعمال الحرة، والسياحة، والخدمات، والتجارة.[١]
تاريخ عكا
شُيدت مدينة عكا في الألف الثالث قبل الميلاد من قبل قبيلة كنعانية عربية اسمها (جرجاشيين)، وقد جعلتها مركزًا تجاريًا هامًا، وأطلقت عليها اسم (عكو)، وتعني (الرمل الحار)، وذكر المؤرخ الروماني (بلني) أن الجرجاشيين هم من أوجدوا صناعة الزجاج، وذلك بعد هبوط ملاحي سفينة تابعة لهم مليئة بنترات البوتاسيوم (القلي) على شواطئها الممتدة بالرمال الناعمة، وكانوا قد استخدموا كتل البوتاسيوم كأثافي يضعون عليها طعامهم لطبخه، فأشعلوا النار الأمر الذي أدى إلى اختلاط نترات البوتاسيوم بالرمال، وبالتالي تكوُن الزجاج، وقد أخذوا من على شواطئها الموركس الذي يتميز بالنوعية الممتازة، وأخرجوا منه صباغ الأرجوان[٢]، واحتلت مصر عكا سنة 1479 قبل الميلاد عندما اقتحم تحتمس الثالث سوريا، بعدها سيطر الفرعون سيتي الأول عليها، ولم يتمكن العبرانيون من التحكم بها خلال غزواتهم التي شُنت عليها، فبقيت عكا مدينة كنعانية إلى أن سيطر عليها الملك الأشوري شلمناصر الخامس، وكان ذلك في القرن الثامن قبل الميلاد، وعندما دخل الفرس سوريا أضحت عكا تابعة للإمبراطورية الفارسية الكبرى التي ضمت كافة البلاد العربية، واستمرت هكذا إلى أن بدأت حملة الإسكندر المقدوني فدخل سوريا، وأصبحت عكا تحت سيطرته.[٢]
بعد وقوع عكا تحت سيطرة الصليبيين ومرورها بحقب عديدة وقعت تحت حكم العثمانيين، وأباح السلطان سليمان القانوني لملك فرنسا (فرانسوا الأول) بتشييد مركز تجاري بها خاص للفرنسيين، وتطورت عكا في عصر الأمير فخر الدين بن قرقماز، فقد شيد بداخلها قصرًا، ومسجدًا، ومخفرًا للجمرك، وتطورت مبانيها، وتجارتها، وأصبحت تُصدر القطن، وترسو بها السفن، وبلغت ذروة نهضتها في زمن الشيخ ظاهر العمر الزيداني التي أصبحت عكا أثناءها عاصمة له بعد سيطرته عليها سنة 1750 للميلاد؛ إذ جدد حصونها، وأبراجها، ورمم أسوارها، وشيد السوق الأبيض فيها، وخان الشونة، وطورّ الزراعة، والصناعة، والتجارة، وصدرّ الحرير، والقطن، والقمح للخارج، وجاء بعد الظاهر الزيداني أحمد باشا الجزار الذي هزم نابليون بونابرت، وجعله يعود إلى سوريا بعد هزيمة عكا له، وحصّن أحمد باشا عكا مرة أخرى، فشيد سورين، وسوقًا، وحمامًا، وجامعًا على طراز جوامع إسطنبول العريقة، كما شيد بها خان العمدان، وأمد المدينة بالمياه عن طريق قنوات من قرية الكابري.[٢]
خضعت عكا للانتداب البريطاني، وبعد نكبة سنة 1948 سيطر اليهود على المدينة، وقل عدد السكان إلى أربعة آلاف نسمة من ضمنهم 874 يهوديًا، وذلك بسبب خروج أعداد كبيرة من السكان عنوة، واستبدالهم بمهاجرين يهود، وأصبح عدد سكان عكا يرتفع تدريجيًا بسبب ازدياد الهجرة اليهودية إليها، فقد زاد عدد السكان إلى 9.000 نسمة من ضمنهم 5.200 يهودي، واستمرت الأعداد بازدياد، وتُعد المتاجر الموجودة خارج أسوار عكا تابعة لليهود، أما العرب فيمتلكون محلات داخل سور عكا، ويسعى الاحتلال إلى إلغاء الملامح العربية بالمدينة، وجعلها ذات طابع يهودي، فدُمرت أبنية العديد من الأماكن، وشُيدت ساحات مكانها، كما حدث يالقرب من قهوة الطحين، وجنوب حمام الباشا، ومكان الكازينو القديم.[٢]
المعالم السياحية في عكا
فيما يأتي أبرز المعالم السياحية في عكا:[٣]
- أحمد باشا الجزار: شُيد جامع أحمد باشا الزار عام 1781 على نمط الجوامع العثمانية ذات القبب، وقد أُقيم فوق موقع الكاتدرائية الصليبية، ويوجد على يمينه كشك صغير الحجم مُشيد على طراز الروكوكو، ويوجد حول ساحة الفناء قناطر غرف كانت قديمًا مكانًا لإقامة الحجاج، وعلماء الدين، وهناك مبنى صغير بقباب بسيطة موجود على يمين مدخل غرفة الصلاة مُشتمل على ضريح أحمد باشا الجزار، وللجامع مئذنة طويلة رفيعة مُشيدة على النمط التركي من الروكوكو.
- قلعة أحمد باشا الجزار: شُيدت القلعة داخل أسوار المدينة القديمة، وتعد من أبرز المعالم السياحية في عكا، وقد استخدمت وقت الانتداب البريطاني كسجن من قبل البريطانيين، ويوجد بالقلعة متحف السجناء أسفل الأرض، وهو مليئ بالتاريخ الذي يُسطر حكايا المساجين.
- خان العمران: يُعرف خان العمران أيضًا باسم خان الأعمدة، وسُمي بذلك نسبة إلى أعمدة الجرانيت، واعمدة البورفيري التي جلبها أحمد باشا الجزار من منطقة قيصرية لتشييد الخان، وشُيد خان الأعمدة في دير الدومينيكان الصليبي، وكان مكانًا لإقامة التجار القادمين إلى المدينة، ويُحاط بالخان ساحة واسعة مُستطيلة، واستعملت الغرف الموجودة بالطابق الأرضي في التخزين، أما غرف الطابق العلوي فكانت مخصصة للنوم.
- النفق الصليبي: يُعد النفق الصليبي من أكثر المعالم السياحية في عكا إثارة، وقد اكتشف سنة 1994 من قبل سباك محلي، وهذا النفق أسفل الأرض يربط بين الميناء وبين قصر تمبلر، فهو بمثابة طريق سري للهروب باتجاه البحر في حال حدث أي هجوم، أما اليوم فهو موجود على طول شارع هاجانا إلى خان آل عمران، ويُمثل النفق العمارة الصليبية بامتياز.
- سوق المدينة القديمة: يوجد سوق عكا القديم في منتصف المدينة، ويضج هذا السوق بالحياة، وهو غني بالمنتجات الطازجة، والطعام قليل التكلفة، والتوابل، والمشغولات اليدوية.
المراجع
- ↑ "عكا"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "عكا (مدينة)"، الموسوعة الفلسطينية، 2014-25-8، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
- ↑ "12 مناطق سياحية في Akko (عكا)"، Tripn holidays، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.