موقع مدينة بلباو
تقع مدينة بلباو في إقليم الباسك الواقع شمال إسبانيا، وتحديدًا على ضفتي نهر نيرفيون القريب من خليج بسكاي، وتعد عاصمة مقاطعة فيزكايا بروفانس، كما أنها الميناء والمركز التجاري الإسباني الرائد منذ القرن التاسع عشر الميلادي، كما تعد من المناطق الصناعية المهمة ومركزًا ماليًا في المقاطعة، بالإضافة إلى أنها تعد مركزًا لشركات التكنولوجيا العالية،[١]وتقع المدينة على خط عرض 43.26 درجة، وخط طول -2.93 درجة، وعلى ارتفاع يبلغ حوالي 20 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 35,460 نسمة، مما يجعلها أكبر مدينة في إقليم الباسك،[٢]ويحاط وسط المدينة الحضري الرئيسي بالعديد من السلاسل الجبلية الصغيرة، والتي يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 400 متر.[٣]
جغرافية مدينة بلباو
تقع مدينة بلباو في الجزء الشمالي لشبه الجزيرة الأيبيرية، وعلى بعد يبلغ حوالي 19 كيلومتر من خليج بسكاي، وتبلغ مساحتها حوالي 40.65 كيلومتر مربع، وتحتل المنطقة الحضرية حوالي 17.35 كيلومتر مربع من المساحة الإجمالية للمدينة، بينما تحتل الجبال المحيطة بها مساحة تقدر بحوالي 23.3 كيلومتر مربع من المساحة الكلية، وتقع المدينة بين جبال كانتابريان الكبرى وجبال البرانس، وتتكون تربتها من مزيج من الحجارة الرملية والجيرية والمارل، والتي ترسبت على قواعد بدائية قديمة من التربة، كما تتكون جبالها من العديد من المنحيات والطيات، ويعد خط بلباو الطيّة الرئيسية في المنطقة، إذ يمتد من بلدية إلوريو إلى بلدية غلداميس، كما يعد جبل غانيتا أعلى نقطة في البلاد، إذ يبلغ ارتفاعه حوالي 689 مترًا، ويليه جبل باغاساري الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 673 مترًا، وكلا الجبلين يقعان على حدود المدينة مع إقليم ألونسوتيجي.[٣]
يعد نهر بلباو النهر الرئيسي في المدينة، والذي ينتج من التقاء نهري نيرفيون وإيزابابل في منطقة باسوري مشكلات مصب نهر بلباو، ويمتد هذا المصب على مسافة تصل إلى حوالي 15 كيلومتر، ويتدفق النهر بسرعة تبلغ حوالي 25 مترًا مكعبًا في الثانية، ويعد نهر كاداجوا الرافد الرئيسي لبلباو، الذي يصب في وادي مينا مشكلًا حوضًا تبلغ مساحته حوالي 642 كيلومتر مربع، ويقع معظمه في مقاطعة بورغوس المجاورة، كما أن هذا النهر يشكل الحدود الطبيعية بين كل من بلباو وباراكالدو، كما أنه يشكل الحدود الطبيعية بين العديد من الأحياء والمناطق الداخلية في المدينة، إذ يفصل بين مقاطعات بيجونيا وإيبايوندو، وأباندو وأوريبري، بالإضافة إلى مقاطعات ديوستو وباسورتو زوروزا.[٣]
مناخ مدينة بلباو
يتميز مناخ مدينة بلباو بأنه مناخ محيطي، ويعود ذلك لقربها من خليج بسكاي، إذ يتميز بهطول الأمطار على مدار العام دون وجود موسم محدد للصيف، وتمثل الأيام الممطرة حوالي 45% من العام، بينما تبلغ نسبة الأيام الملبدة بالغيوم في المدينة حوالي 40%، ويمتد موسم الأمطار في بلباو بين شهري أكتوبر وأبريل، ويعد شهر نوفمبر الأكثر رطوبة في العام، كما أنه لا يحدث هطول متكرر في المدينة، إلا أنه يمكن رؤية الثلوج على قمم الجبال المحيطة بها، ويمتد الصقيع فيها إلى حوالي 10 أيام في العام خلال فصل الشتاء.[٣]
ساعد قرب المدينة من المحيط على جعل فصول الشتاء والصيف معتدلة مع وجود ذبذبات حرارية طفيفة، إذ يتراوح متوسط درجات الحرارة القصوى بين 25 و26 درجة مئوية خلال فصل الصيف، بينما يتراوح متوسط درجات الحرارة الدنيا خلال فصل الشتاء في المدينة بين حوالي 6 و7 درجات مئوية، وقد بلغت أعلى درجة حرارة مسجلة في بلباو حوالي 42.2 درجة مئوية في عام 2003م، بينما بلغت أدنى درجة حرارة مسجلة في المدينة حوالي 8.6 درجة مئوية في عام 1963م، وبلغ الحدّ الأقصى لهطول الأمطار حوالي 225.6 ملم في أغسطس من عام 1983م، والتي أدت إلى حدوث فيضانات شديدة.[٣]
تاريخ مدينة بلباو
نشأت بلباو كمستوطنة للأفراد العاملين في الملاحة البحرية على ضفاف مصب نهر نيرفيون، وقد بدأ السكان في تلك الفترة بتصدير كميات كبيرة من خام الحديد ومنتجات مصانع الحديد على طول الضفة الشرقية للنهر والتي أصبحت معروفة في أوروبا، وقد منح دون دييغو لوبيز دي هارو؛ أمير بسكاي، المدينة ميثاقًا للحكم الذاتي وجعلها بلدية مستقلة في البلاد، كما كان الميناء الخاص بالمدينة يعد مركزًا لتصدير الصوف من مدينة بورغوس إلى داخل مدينة قشتالة وفلاندرز، وفي عام 1511م حصلت المدينة على محكمة تجارية خاصة بها تمكنها من إقرار القوانين التجارية والتي أصدرت قانونًا تجاريًا في عام 1737م كان الأساس لأول قانون تجاري إسباني في عام 1829م، كما ازدهرت المدينة خلال القرن الثامن عشر الميلادي بالتجارة المكثفة من المستعمرات الأمريكية في إسبانيا، كما أُقيلت من قِبل القوات الفرنسية خلال حرب شبه الجزيرة التي امتدت من عام 1808م إلى عام 1814م.[٤]
ضُمت العديد من البلدات الواقعة على الضفة اليسرى من النهر إلى مدينة بلباو بعد عام 1890م، الأمر الذي شكل امتدادًا حديثًا للمدينة، كما شهدت المدينة في بداية سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادي تصنيعًا سريعًا اعتمد على تصدير خام الحديد لإنتاج وتطوير صناعة الحديد والصلب وبناء السفن، وقد جذب نمو الصناعة في المدينة العديد من العمال الإسبان إليها، كما ازدادت أهمية السياحة والخدمات في بلباو في فترة الستينات والسبعينات بعد تراجع صناعات الصلب وبناء السفن، أما في فترة التسعينات فقد أُنشئت العديد من المشاريع التي تسعى إلى تطوير المدينة من خلال بناء مترو وتطوير المطار والمرفأ الخاص بها، بالإضافة إلى إنشاء مركز للمؤتمرات، وتنظيف النهر، وتطوير واجهة بحرية تحل محل أحواض بناء السفن، وفي أوائل القرن الحادي والعشرين ساعد الدخل السياحي في تخفيف آثار تراجع الصناعات في المدينة، واستمرت المدينة بالتطور حتى يومنا هذا.[٤]