أول نبي عربي
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرّسل على مدى فترة الدّعوة الإسلاميّة، لتبليغ الناس رسالات ربهم، ولإنذارهم من سخط الله وعقابه إن هم عصوه، وتبشيرهم بجنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدها الله لعباده المتقين الصّالحين، والأنبياء اللذين أرسلهم الله تعالى هم صفوة الخلق وأفضلهم، وهم القدوة الأولى للمسلمين في أفعالهم وأقوالهم، والإيمان بأنبياء الله ورسله اللذين أرسلهم هو أساس الدّين وصُلبه ولا يصح إيمان العبد إلا بالإيمان بهم، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150-151].
أول نبي عربي
وكان سيدنا هود هو أول نبي عربي أرسله الله لقومه، وهم قوم عاد، اللذين كانوا يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله تعالى، قال تعالى: {وإلى عادٍ أخاهُم هُودًا قالَ يا قومِ اعبُدوا اللهَ ما لكُم مِنْ إلهٍ غيرهُ أفلا تتَّقون} [الأعراف: 65]، واسم سيدنا هود هو هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عَوص بن إرم بن سام بن نوح، ، لبث يدعو قومه 760 عامًا دون كللٍ ولا ملل، وكان عمره عندما بعثه الله لقومه أربعين عامًا، وقد ذُكِر سيدنا هود في الكثير من الآيات والأحاديث النبويّة الشريفة. [١]
قصّة هود عليه السّلام مع قومه
قبيلة سيدنا هود كانت تعيش في اليمن في منطقة تُدعى الأحقاف، وهم أول من عبد الأصنام بعد حصول الطوفان، وقد أعطى الله سبحانه وتعالى لقوم عاد القوة الجسديّة والأطوال الضّخمة والذكاء الحادّ، وكانوا ينحتون من الجبال والصخور القصور والقلاع الضخمة والأبنية الشّاهقة، وقد تكبّروا وتجبّروا على خلق الله، وظلموا عباده وجحدوا بآيات الله ورسله؛ بسبب ما أعطاهم الله من قوة بدنيّة ومال وفير، فعمّ الظلم البلاد والعباد، وانحصرت الأموال بيد فئة معينة من الناس، والبقيّة كانوا يعيشون حياة بسيطة ليس فيها أقل متطلبات الحياة، فكثرت الأحقاد والضغائن بينهم، وأصبح كل واحد يكيد للآخر المكائد، وفي هذه الأوقات العصيبة بعث الله تعالى سيدنا هود لقومه لتركهم ما هم عليه من عبادة للأصنام وظلم وقهر للعباد، وتذكيرهم بنعم الله الكثيرة عليهم، فهو الذي مدّهم بالمال والجاه والبسطة في الأجسام، وأنبت لهم الزّرع، وفجّر الأنهار، ولكن قوم سيدنا هود أنكروا ما جاء به رسولهم وأنكروا البعث والحساب، وظنّوا أن سيدنا هود إنما جاء ليكون سيدًا عليهم وليقاسمهم المال والسّلطة، فأخبرهم أنه رسولٌ من الله ولا يريد مالأً ولا سلطة بل أجرًا من رب العالمين، وظلّ قوم عاد مصرين على موقفهم من إنكار كل ما جاء به رسولهم، وطلبوا منه أن يُنزل العقاب عليهم إن كان صادقًا، هنا دعا هود ربه أن ينصره على القوم الكافرين، فأرسل الله عليهم الرّيح العاصفة لسبعة أيامٍ بلياليها، لم تذر منهم بشر ولا حجرٌ إلا إقتلعته وأفنته، ونجا سيدنا هود ومن أسلم معه. [٢][٣]
المراجع
- ↑ "نبي الله هود عليه السلام"، darulfatwa، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.
- ↑ احمد محمد، "«هود» أول نبي عربي ولبث في قومه 760 عاماً"، alittihad، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصة نبي الله هود عليه السلام كاملة من قصص الأنبياء في القرآن الكريم"، storiesrealistic، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2019. بتصرّف.