أول معركة هزم فيها المسلمون الروم
خاض المسلمون الكثير من المعارك منذ بداية نشأة الدّولة الإسلاميّة، وكانت معاركهم تتسم بالشدّة والحزم وعدم التّراجع إلا بتحقيق النّصر أو الشّهادة، وكان المحرك الرّئيسي لهم في معاركهم إيمانهم بالله وتمسّكهم بدينهم، وكان هدفهم الأساسي في خوض المعارك هو الدّفاع عن الدّين ونشره في كل بقاع الأرض، مما استطاعوا لذلك سبيلًا والنصر على أعداء الإسلام، أو الظفر بالشهادة، فكانوا كما وصفهم الله تعالى في محكم كتابه، قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، وخرجوا في أغلب معاركهم بالفوز السّاحق على خصومهم، ليس بسبب عددهم ولا عدّتهم، بل كان السبب الرّئيسي تأييد الله لهم، وتثبيته لأقدامهم في ساحة القتال، فكانت الجيوش الإسلاميّة في النّهار شعلة من النّشاط والقوّة، وكانوا يقضون ليلهم في الصّلاة والدّعاء لله تعالى بتأييدهم ونصرهم على أعدائهم، وكانت أول معاركهم هي غزوة بدر الكبرى التي حققوا فيها انتصارًا مدويّا على كفار قريش، جعل الكفار يهابون جانب المسلمين ويحسبون لهم ألف حساب.
وكانت أول معركة هزم فيها المسلمون الرّوم هي معركة أجنادين التي وقعت في سنة 634 للهجرة، في عهد خلافة أبو بكر الصّديق، وقد كان قائد جيش المسلمين خالد بن الوليد، وقائد جيش الرّوم هرقل، وكان عدد المشركين مضاعفًا أضعافًا لعدد المسلمين، فبلغ عدد المشركين 100 ألف مقاتل، بينما عدد المسلمين لم يتعدَّ 30 ألف مقاتل، وكان السبب الرّئيسي لمعركة أجنادين هو احتلال الرّوم لبلاد الشّام، وتوسّعهم إلى المناطق المجاورة لها، فعدّ المسلمين العدّة للقضاء على الرّوم ومنع تمدّدهم وانتشارهم، وجهّز أبو بكر الصّديق أربعة كتائب من الجيوش لفتح دمشق وفلسطين وبصرى وحمص. [١][٢]
أحداث معركة أجنادين
خرجت جيوش المسلمين لملاقاة جيوش الرّوم في بلاد الشّام، فبعث أبو بكر الصّديق إلى خالد بن الوليد وهو في العراق وأوصاه بقيادة الجيوش الإسلامية، لحنكته وخبرته الكبيرة في أمور الحرب، فاتجهت الجيوش نحو منطقة بصرى وحاصرتها، وأعلن أهالي بصرى استسلامهم وهزيمتهم ودفعهم للجزية، مقابل تأمينهم على أموالهم وأرواحهم، وعندما سقطت بصرى على أيدي المسلمين أحس الرّوم وقائدهم هرقل بالخطر الشّديد من توالي سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، فجهّزوا جيشًا ضخمًا يقارب المائة ألف مع عتاد وعدّة كبيرة، فأرسل الرّوم بجيوشهم إلى منطقة أجنادين غرب فلسطين، وتواجهت الجيوش في أجنادين، فأعاد خالد بن الوليد ترتيب الجيش وجعل قسم منهم على الميمنة، وقسم على ميسرة الجيش، وقسم المشاة جعلهم في قلب الجيش، واعتمدوا في طريقة قتال الرّوم على طريقة الكرّ والفرّ لإضعاف الخصم جسديًا ونفسيًا، فانتصر المسلمين على الرّوم وأوقعوا بينهم آلاف القتلى والجرحى، وأبلوا بلاءًا حسنًا في دفاعهم عن أرضهم وعقيدتهم، وتمّ طرد الرّوم من أجنادين، فبعث خالد بن الوليد برسالة لأبو بكر الصّديق يبشره بالنصر على الأعداء. [٣]
المراجع
- ↑ "اول معركة انتصر فيها المسلمون على الروم من 7 حروف"، dhakirti، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019.
- ↑ "تلخيص معركة أجنادين التي وقعت بين المسلمين والبيزنطيين"، maoswatsyriafree، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.
- ↑ نجلاء، "احداث ” معركة اجنادين ” بالتفصيل"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.