الغذاء الصحي
يُشكل الغذاء الصحي ركنًا أساسًا من أركان الحياة الصحية التي من المفروض أن يطمح إليها جميع الأفراد من أجل الحفاظ على أوزانهم وتجنب الإصابة بالأمراض المزمنة؛ كأمراض القلب والسرطانات؛ إذ تشير التقارير إلى مساهمة العادات الغذائية السيئة في تفشي مشكلة السمنة في العالم، كما بات الكثير من الخبراء يتحدثون عن آثارٍ سلبية للعادات الغذائية غير الصحية حتى على الأفراد الذين لا يُعانون من السمنة؛ويُمكن الجزم بأنَّ الكثير من حالات السرطان، وضغط الدم، والسكري، وهشاشة العظام، وأمراض القلب، هي ناجمة في الأصل عن اتباع العادات الغذائية غير الصحية.[١]
ويتمحور الغذاء الصحي كما هو معروف حول الحصول على السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من الفاكهة والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الخالية من الدهون، بالإضافة إلى المكسرات والبقوليات، كما يجب وفي الوقت نفسه الحرص على التوقف عن تناول مصادر السعرات الحرارية الفارغة، مثل المشروبات الغازية، والنقانق، والبيتزا، والمثلجات[٢].
أهمية وفوائد الغذاء الصحي
تكمن أهمية وفوائد الغذاء الصحي في الكثير من الأمور التي يُمكن توضيحها على النحو الآتي[٣]:
- الحفاظ على الوزن المناسب: يؤدي اتباع العادات الغذائية الصحية المتمثلة في تناول المأكولات قليلة السعرات الحرارية والغنية بالألياف الغذائية إلى تقليل خطر الإصابة بالسمنة على المدى البعيد، ومن المعروف أنَّ السمنة هي من بين أبرز العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، ومرض السكري، والكثير من السرطانات.
- الحد من خطر الإصابة بالسرطان: تشتهر الفواكه والخضراوات الصحية باحتوائها على مضادات أكسدة وفيتامينات يُمكنها الوقاية من أنواعٍ كثيرة من السرطانات، بما في ذلك سرطان الكبد وسرطان القولون والمستقيم، ومن بين هذه الفيتامينات كل من فيتامين ج وفيتامين هـ، كما تُساهم التغذية الصحية كذلك بالحد من خطر الإصابة بالسمنة، التي تُعدّ من أبرز عوامل خطر الإصابة بالسرطان كما ذكر مسبقًا.
- الحد من أمراض القلب والسكتات الدماغية: أظهر بعض الدراسات أنَّ 80% من أمراض القلب والسكتات الدماغية بالإمكان تجنب حدوثها عبر اتباع العادات الحياتية الصحية التي تُعد التغذية الصحية أحد أبرز جوانبها بالطبع، كما بات بعض الخبراء يتحدثون عن دورٍ مهمٍ لفيتامين هـ في منع حصول الخثرات الدموية التي تؤدي إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية، ومن المعروف أن هذا الفيتامين يتواجد بكثرة في الكثير من الخضراوات المكسرات، مثل اللوز والفول السوداني.
- الحفاظ على صحة العظام: تشتهر الأطعمة الصحية باحتوائها على كميات كبيرة من عنصري الكالسيوم والمغنسيوم اللذان يُعدان مهمان للغاية لصحة العظام، ومن بين أبرز أنواع هذه الأطعمة كل من البروكلي، والقرنبيط، والملفوف، ومنتجات الألبان قليلة الدهون، وبعض أنواع الحبوب.
- تزويد الجسم بما يحتاجه من العناصر الغذائية: يوفر الغذاء الصحيّ ما تحتاجه أعضاء وأنسجة الجسم من العناصر الغذائية المختلفة للقيام بوظائفها الطبيعية على أكمل وجه، كما يزود الغذاء الصحي الأطفال بما تحتاجه أجسامهم للنمو طبيعيًا دون مشاكل[٢].
- تقوية الذاكرة وتحسين المزاج: بات موضوع تأثير الغذاء على المزاج والحالة النفسية من بين المواضيع المهمة التي تتسابق الكثير من الدراسات على تباحثها، ولقد توصل بعضها إلى نتائج تؤكد وجود علاقة بين سوء المزاج وبين تناول الأطعمة غير الصحية، كما بات الكثير من الخبراء يرون علاقة بين تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات وأحماض الأميغا 3 وبين الحد من خطر الإصابة بالخرف أو تدهور القدرات العقلية والذاكرة.
- الحفاظ على صحة المعدة والامعاء: ينعكس تناول الأطعمة السكرية وقليلة الألياف سلبًا على البكتيريا المفيدة التي تعيش داخل الأمعاء، بينما يُساعد الغذاء الصحي على الحفاظ على صحة البكتيريا داخل الأمعاء ويجعلها أكثر فائدة للإنسان.
مشكلة سوء التغذية
تدل مشكلة سوء التغذية إلى حصول نقصٍ، أو زيادة، أو عدم اتزان في حاجة الجسم إلى الطاقة أو العناصر الغذائية الأخرى، وهذا يضع الكثير من الأفراد ذوي الوزن القليل وذوي الوزن المفرط في خانة سوء التغذية، وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى معاناة 462 مليون فرد بالغ حول العالم من نقصان الوزن في عام2014، بينما وفي العام نفسه وصل عدد الأفراد الذين يُعانون من السمنة حول العالم إلى 1.9 مليار فرد بالغ، أما بالنسبة إلى الأطفال، فإن تقارير المنظمة تشير إلى معاناة 155 مليون طفل بعمر أقل من 5 سنوات من التقزم بسبب سوء التغذية، بينما هنالك 41 مليون طفل آخرون يُعانون من السمنة، وللأسف فلقد أرجعت المنظمة 45% من حالات الوفاة بين الأطفال بعمر 5 سنوات وأقل إلى نقص التغذية أو عدم توفر ما يكفي حاجاتهم إلى الغذاء، ويعيش جل هؤلاء الأطفال بالطبع في الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل، لكن من المثير للاهتمام أنَّ هذه الدول تحتوي كذلك على نسبة عالية من الأطفال الذين يُعانون من السمنة أيضًا[٤].
المراجع
- ↑ "Importance of Good Nutrition", tuftsmedicarepreferred ,26-1-2017، Retrieved 30-4-2019. Edited.
- ^ أ ب Natalie Butler, RD, LD (12-2-2016), "Balanced Diet"، Healthline, Retrieved 30-4-2019. Edited.
- ↑ Natalie Butler, RD, LD (26-6-2018), "What are the benefits of eating healthy?"، Medical News Today, Retrieved 30-4-2019. Edited.
- ↑ "Malnutrition", World Health Organization,16-2-2018، Retrieved 30-4-2019. Edited.