العلاج الكيماوي
تهدف العقاقير المستخدمة في العلاج الكيماوي إلى القضاء على الخلايا السرطانية التي تتكاثر وتنقسم بسرعة، ويتميز العلاج الكيماوي بمقدرته على ملاحقة الخلايا السرطانية في الجسم كله، وليس في مواضع محددة من الجسم كما هو حال العلاج الاشعاعي، لكن يبقى العلاج الكيمياوي قادرًا على إلحاق الأذى بالخلايا الطبيعية التي تنقسم بسرعة أيضًا؛ كتلك الموجودة في الشعر، والأمعاء، والجلد، ونخاع العظم، وهذا ما يُفسر حصول تساقط للشعر عند الخضوع لجلسات العلاج الكيماوي، وعلى العموم قد يكون بمقدور العلاج الكيماوي القضاء نهائيًا على الخلايا السرطانية احيانًا ومنع تكاثرها مرة أحرى داخل الجسم، كما بوسع العلاج الكيماوي المساهمة في السيطرة على انتشار السرطان ومنع وصوله إلى مناطق أخرى من الجسم، لكن في حال عجز العلاج الكيماوي عن القضاء أو السيطرة على انتشار السرطان، فإن بوسعه أحيانًا التخفيف من آلام السرطان على الأفل وجعله أقل مقدرة على التسبب بحدوث أعراضٍ سيئة لدى المرضى[١].
آلام جرعات العلاج الكيماوي
ساهمت الكثير من وسائل الاعلام والأفلام السينمائية في تصور العلاج الكيماوي على أنه مصدرٌ من مصادر الألم والمعاناة عند مرضى السرطان، وهذا دفع بالكثيرين إلى التساؤل حول ما إذا كان العلاج الكيماوي يؤدي فعلًا إلى الشعور بالألم أم لا، وفي الحقيقة يُمكن للعلاج الكيماوي أن يؤدي بالطبع إلى الشعور بالانزعاج وربما ببعض الألم أيضًا، لكن القلق والتوتر الناجمين عن التعرض لتجربة الخضوع للعلاج الكيماوي تؤدي بالمحصلة إلى إضفاء صورة مغلوطة وغير دقيقة لحجم الألم الذي يشعر به المرضى أثناء خضوعهم لجلسات العلاج الكيماوي، وبالإمكان شرح طبيعة الآلام التي يشعر بها المرضى أثناء أخذهم لجرعات العلاج الكيماوي بطريقة موضوعية كما يلي[٢]:
- الآلام الناجمة عن إدخال القثطار إلى الوريد: من الطبيعي أن يشعر المريض بالألم عند إدخال إبرة أو قثطار العلاج داخل الوريد، لكن من المعروف أن الإبرة لن تدوم طويلًا داخل الجلد بعد إدخال القثطار إلى الوريد، كما من المعروف أن بوسع مرضى السرطان مطالبة الممرضين بتخدير المنطقة باستعمال رقعة أو لصقة جلدية خاصة بهذا الغرض، وعلى العموم فإن أغلب مرضى السرطان لا يشعرون بالكثير من الانزعاج من عند إدخال الإبرة في الوريد، كما أن بعض الحالات قد تتطلب إدخال قثطار بحجم كبير داخل الوريد، مما يضطر الأطباء إلى تخدير المريض موضعيًا ووضع القثطار لفترات زمنية طويلة دون الحاجة لإدخال القثطار مرة أخرى إلى الوريد، لكن بعض المرضى قد يشكون من بعض الألم بسبب هذه العملية البسيطة.
- الآلام الناجمة عن إدخال العلاج إلى الوريد: عادةً لا تتسبب عملية إدخال العلاج الكيماوي داخل الوريد بحصول آلامٍ مزعجة لدى المرضى، لكن بعض عقاقير العلاج الكيماوي قد تتسبب بشعور المريض بالحرقة أثناء دخولها إلى الوريد، وقد يشعر المريض بالحرقة داخل ذراعيه في حال كانت قثطار العلاج مثبتًا باليد أو المعصم، لكن سرعان ما تختفي الحرقة مع مرور الوقت.
- الآلام والمضاعفات بعد أخذ جرعة الكيماوي: يشعر بعض المرضى ببعض الآلام والمشاكل الجانبية بعد أيام وربما أسابيع من أخذ جرعة الكيماوي، وقد يشعر البعض منهم بالألم والتنميل نتيجة لحدوث ضرر في الخلايا العصبية، كما قد يشعر البعض كذلك بالآلام أو التشنجات العميقة في القدمين أو الذراعين بسبب استعمال بعض العقاقير الكيميائية، ولا يغيب عن الكثيرين التذكير بإمكانية أن يتسبب العلاج الكيماوي بمضاعفات أخرى؛ كظهور التقرحات الفموية، والغثيان، والإسهال أيضًا.
تخفيف آلام جرعات العلاج الكيماوي
تتفاوت حدة الآلام الناجمة عن جرعات العلاج الكيماوي بين المرضى، لكن الكثير منهم يشعرون بالألم بسبب القلق والتوتر الناجم عن تشخيصهم بالسرطان وليس عن العلاج الكيماوي بالدرجة الأولى، وقد يشعر البعض منهم بالصداع وبعض الآلام المرتبطة بتضرر الأعصاب كما ذكر مسبقًا، وعلى العموم قد ينصح الطبيب بتجربة الخضوع لجلسات التدليك والعلاج الطبيعي، وأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، وممارسة تمارين الاسترخاء من أجل تقليل الآلام العضلية، كما ينصح الطبيب كذلك بأخذ أدوية لتسكين الآلام أيضًا[٣].
المراجع
- ↑ Laura J. Martin, MD (10-9-2017), "Chemotherapy: How It Works and How You'll Feel"، Webmd, Retrieved 4-8-2019. Edited.
- ↑ Lisa Fayed (23-7-2019), "Does It Hurt to Receive Chemotherapy?"، Very Well Health, Retrieved 4-8-2019. Edited.
- ↑ Christina Chun, MPH (26-10-2018), "What are the side effects of chemotherapy?"، Medical News Today, Retrieved 4-8-2019. Edited.