أسباب كثرة الطلاق

• ذات صلة
• أبرز أسباب الطلاق
• ما هي أسباب الطلاق

الطلاق

بات الطلاق مشكلة العصر وتهديدًا يمسّ كل المجتمعات من مختلف الطبقات، ومع أن الحياة في الماضي كانت أصعب بكثير، إلا أنّ العلاقة بين سهولة الحياة والطلاق عكسية؛ فكلما أصبحت الأمور أسهل أصبح الطلاق أكثر، وكلما زاد الانفتاح نحو الخارج زاد التفكك في الداخل، ومن أهم العوامل المؤدية إلى الطلاق في القرن العشرين انفتاح الشعوب وتوفر الخيارات المختلفة والأكثر تنوعًا في الحياة الاجتماعية والحياة الخاصة كذلك، مما جعل نسبة الرضا في الزواج تقل لتتلاشى مع مرور الوقت.

وقديمًا، ساد الاعتقاد القائل أن 50% من حالات الزواج من المحتم أن تنتهي بالطلاق، إلا أن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن ثلث حالات الزواج مآلها الطلاق انطلاقًا من نظرية تأخر سن الزواج بسبب الإقبال على الدراسة ونسبة الوعي بين المتعلمين المتزوجين التي تخلق نوعًا من الاستقرار في العلاقات الزواجية وتطيل من عمرها؛ إلا أن الإحصاءات الاجتماعية قد تشير إلى غير ذلك استنادًا على النظرية القائلة أن الطلاق منذ خمسين سنة مضت كان صعبًا نظرًا لعدم توفر الموارد اللازمة لتشجيع الانفصال، على عكس وقتنا الحالي الذي بات فيه الطلاق سهلًا للغاية، ومن خلال هذا المقال سنحاول تسليط الضوء على أبرز الأسباب التي تؤدي إلى زيادة نسبة الطلاق في المجتمعات.^[١][٢]

أسباب كثرة الطلاق

توجد العديد من الأسباب التي تشجّع على الطلاق، إلا أن الوصول إلى قرار الطلاق ليس قرارًا لحظيًا؛ بل هو تراكم للعديد من المواقف والحوارات العقيمة والمشاعر الناقمة حتى يدرك أحد الطرفين أو كلاهما عدم جدوى المحاولة ليقررا الاستسلام في نهاية، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق ما يلي:^[٣]

• عدم الاستعداد النفسي أو المادي أو الجسدي للزواج: إذ أن كثيرًا من الأزواج يظنون أن الزواج كما تصوره الدراما والسينما، ولكنهم يتفاجأون بوجود الكثير من المسؤوليات التي تنتظر كلا الزوجين، والكثير منهم يرى نفسه أقل من تحمل مثل هذه المسؤوليات، الأمر الذي قد يدفعه إلى اللجوء للطلاق لأنه الحل الأسرع للتنصل من الضغوط والعودة إلى الحرية السابقة دون أي مسؤوليات تذكر.
• الخيانة الزوجية: وهي من أهم وأخطر أسباب الطلاق، إذ إن اكتشاف أحد الزوجين لخيانة الطرف الآخر تسبب الانفصال المبني على الخيانة العاطفية أو الجسدية على حدّ سواء، ومن أسباب الخيانة الزوجية عدم الاكتفاء بالشريك على عدة أصعدة والشعور الداخلي بالغضب والحقد على الشريك لأسباب تتعلق بخلافاتهما المستمرة على الأرجح.
• التوقعات غير المنطقية أو الواقعية بين الزوجين: مما يدفع كلًا الطرفين إلى رمي حمل إضافي على كاهل شريكه وإثقاله بالتخيلات السابقة للزواج، مما يشعر الطرف الآخر بعدم كفايته في الزواج.
• عدم التوافق بين الزوجين: سواء أكان هذا في الأفكار أو في المستوى التعليمي والثقافي لكلا الزوجين، ومع أن الاختلاف مطلوب ولكن يجب أن لا يصل إلى حدود كبيرة تؤدي إلى تباعد الأفكار والأهداف، ومن أهم الآثار التابعة لعدم التوافق تنمية التصرفات الأنانية بين الزوجين والجدال المستمر دون الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين وعدم التواصل اللفظي أو الجسدي بينهما وعدم توفر الدعم المعنوي العاطفي في الزواج.^[٤]
• عدم تفهم أحد الزوجين لاحتياجات الطرف الآخر: إذ أن للرجال احتياجات مختلفة عن احتياجات النساء، ومحاولة تلبية بعضها على حساب الطرف الآخر من الأسباب التي تؤدي إلى الحقد والبعد بين الطرفين وفي النهاية إلى الطلاق، وفي الواقع إن شريك الحياة هو الشخص المسؤول عن تلبية مختلف احتياجات الطرف الآخر ولو كان ذلك على حساب نفسه، شريطة تلقي نفس الأولوية في حياة الشريك لا مقابلة الحسنى بالأنانية.^[٥]
• التدخل السلبي للأهل: إذ أنه في الكثير من الأسر تجد الأهل وخاصة الأم كثيرة التدخل في حياة ابنها أو ابنتها، مما يسبب نشوب الخلافات بين الزوجين؛ وفي الواقع أثبتت الدراسات تمتع الزوج بزواج أطول بنسبة 20% في حال وجود علاقة طيبة تجمعه مع أهل زوجته، في حال ترتفع نسبة الطلاق لدى الزوجة في حال خضوعها لأهل الزوج بنسبة 20%.^[٥]

تبعات الطلاق

يهرب العديد من الأزواج من تعاسة زواجهم إلى ما يرونه كحرية العزوبية، إلا أن للطلاق آثار عديدة تنعكس على الفرد بعد طلاقه قد تكون صحية واجتماعية ونفسية وعائلية كذلك؛ ومن هذه التبعات:^[٦]

• الآثار الصحية: مثل العرضة للاكتئاب والحزن والأمراض الصحية وتعاطي المخدرات والإدمان.
• المشاكل الاجتماعية: مثل الوحدة وعدم الاختلاط بالجيران أو الأصدقاء المقربين والزملاء في العمل، إلى جانب ضعف العلاقات مع الأطفال والأهل.
• المشاكل العاطفية: كالتعلق بالشريك حتى بعض الطلاق، وذلك من باب العادة والتعوّد على سرد أحداث اليوم والاستعانة به لحل المشاكل أو كمصدر للدعم العاطفي.
• الكره والحقد المتبادل بين الطرفين: في بعض الحالات الأخرى، يمكن أن ينشأ الطلاق بعد علاقة كره متبادلة والعديد من المشاكل بين الطرفين، مما يصعب النسيان على الطرفين ليبقيا متمسكين بمشاعر الحقد والكراهية التي تؤثر سلبًا على الأطفال وعلاقتهم بالوالدين.

آثار الطلاق على الأطفال

يتساءل العديد من المتزوجين ما إن كان عليهم تحمل الزواج الفاشل لقاء الحفاظ على تماسك الأسرة الظاهري واستقرار الأطفال، إذ أن للطلاق آثارًا كبيرة على الأطفال من ناحية نفسية واجتماعية وعقلية وصحية كذلك، إلا أنه بإمكان الوالدين اتخاذ عدد من الإجراءات بعد طلاقهما بغرض مساعدة أطفالهما على تخطي تلك المرحلة وتقبل الأمر، إذ يتقبل بعضهم الأمر بسرعة ريثما يحمل آخرون تأثير طلاق والديهم معهم إلى الأبد، ومن أهم آثار الطلاق على الأطفال ما يلي:^[٧]

• يقلق بعض الأطفال صغار السن حيال التنقل بين بيتين منفصلين بدلًا من عيش والديهم تحت سقف واحد، إذ أن محبة الوالدين لبعضهما مرتبطة لدى الأطفال بحب الوالدين لهم.
• يحمّل بعض الأطفال أنفسهم مسؤولية طلاق الوالدين معتقدين أن الانفصال نتيجة لتصرف أو خلق سيء عاقبه عليه والداه بالانفصال عن بعضهما.
• أما المراهقون فقد يواجهون الأمر بالغضب الموجه لأحد الوالدين أو كلاهما، وتحميلهما مسؤولية تفكك العائلة والتغيرات التي قد يكون المراهق غير مستعد لمواجهتها في تلك المرحلة العمرية الصعبة أساسًا.
• يواجه الأطفال من كل الأعمار صعوبات في التأقلم مع نمط الحياة الجديدة سواء من الناحية المادية أو المعنوية، فعلى سبيل المثال قد يضطر الأطفال إلى الانتقال لمنزل جديد مع أحد الوالدين وتقليل مستوى معيشتهم فيحاولون التعايش مع الأوضاع المادية الجديدة.
• يقف الأطفال أمام العديد من التغييرات الناجمة عن زواج أحد أو كلا الوالدين مرة أخرى.

المراجع

1. ↑ "Divorce", britannica, Retrieved 16-11-2019. Edited.
2. ↑ "DIVORCE STATISTICS", wf-lawyers, Retrieved 16-11-2019. Edited.
3. ↑ Shellie Warren (31-10-2019), "10 Most Common Reasons for Divorce"، marriage, Retrieved 16-11-2019. Edited.
4. ↑ "Top 5 reasons for incompatibility in marriage", breezystorm, Retrieved 16-11-2019. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "Divorce Causes: 5 Ways To Destroy Your Marriage", huffpost,17-12-2012، Retrieved 16-11-2019. Edited.
6. ↑ "How Might Divorce Affect Me?", yourdivorcequestions, Retrieved 16-11-2019. Edited.
7. ↑ Amy Morin (14-09-2017), "The Psychological Effects of Divorce on Children"، verywellfamily, Retrieved 16-11-2019. Edited.