آثار واسط

آثار واسط
آثار واسط

العراق

تقع العراق في جنوب غرب آسيا، تُعرف باسم بلاد ما بين النهرين، وهما نهري دجلة والفرات، نشأت على أرضها أولى الحضارات في العالم منها؛ حضارات سومر وآكاد وبابل وآشور، وبعد القرن السابع أصبحت جزءًا أساسيًا من العالم الإسلامي، وعاصمتُها بغداد، والتي كانت عاصمة الخلافة العباسية في القرن الثامن، تحدُّها من الشمال تركيا، ومن الشرق إيران، ومن الغرب سوريا والأردن، ومن الجنوب المملكة العربية السعودية والكويت، وتنَّف العراق أنها أحد أكثر المجتمعات تنوعًا من الناحية الدينية والعرقية في الشرق الأوسط، فبالإضافة إلى وجود العرب الأكراد المقيمين في الجبال في كردستان العراق وفئات صغيرة من الأتراك والتركمان والآشوريين في شمال العراق[١] إلى جانب العاصمة العراقية بغداد توجد أيضًا أربع مدن رئيسية وهي الموصل والبصرة وأربيل وكركوك، واللغتان الرسميتان في العراق هما اللغة العربية والكردية، أما بالنسبة للاقتصاد فيعتمد كثيرًا على النفط، والعملة الرسمية للبلاد هي الدينار العراقي.[٢]


آثار واسط

تقع مدينة واسط في الجنوب الشرقي من مدينة الكوت في العراق، وتحديدًا على الضِّفة الغربية لنهر دجلة مقابل مدينة كاشكار التاريخية، تأسست في الربع الأخير من القرن الأول الهجري أي القرن السابع الميلادي في عام 702 م، وقد بنيت هذه المدينة العريقة من قِبَل الحجَّاج بن يوسف الثقفي كمركز إداري للعراق، ويبلغ محيطها 16 كم.[٣] كانت مدينة واسط أول مدينة ذات أهمية كبيرة جدًا خاصًة في عهد الخلافة الأموية؛ لأنها قد تأسست كمخيم عسكري خاص للخلافة في ذلك الوقت، فكانت المدينة العسكرية للعراق، بالإضافة إلى كونها المدينة التجارية أيضًا؛ لأنها كانت مركزًا رائعًا لبناء السفن والتجارة، كما تكمن أهمية المدينة أيضًا بسبب موقعها على نهر دجلة، فكانت تقع في وسط شبكة من الطرق التي كانت تتشعب إلى جميع أنحاء العراق، مما جعل الحجاج الأموي يشجع الرَّي وزراعة المنطقة، وتتميز المدينة بوجود قصر ومسجد رئيسيً بناهما الحجاج، وساهم في احتفاظ المدينة بأهميتها الاستراتيجية وهي انتقال عاصمة الخليفة من دمشق إلى بغداد.[٤] وتُعرَف مدينة واسط أنها كانت مركزًا مكتظًا بالسكان، وأنها كانت تحتوي على بعض من المجتمعات اليهودية.[٥]


تأسيس مدينة واسط

نشأت مدينة واسط في العصر الأموي، وكان لها أهمية كبيرة جدًا كونها نقطة ارتكاز للكثير من الإنجازات، وقد تأسست في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وهو الخليفة الخامس من الأسرة الأموية العربية المتمركزة في دمشق، إذ أعاد تنظيم وتعزيز الإدارة الحكومية خاصًّة بعد حدوث الكثير من الفوضى في العراق بسبب المتمردين والقوى المعارضة للأمويين، وقد استطاع إعادة السيطرة وإحكام قبضة الخلافة الأموية على ال كثير من الأراضي العراقية من جديد بتولّي الحاكم الحجَّاج الذي كان يقود القوَّات السورية في ذلك الوقت هذه المهمة، وعندما أصبح الحجَّاج حاكمًا على جميع المحافظات الشرقية قرَّر بناء مدينة واسط التي خطَّط أن تكون المدينة الحامية للقوات السورية ومحل إقامته الخاص.[٦]


نهاية آثار واسط

بقيت مدينة واسط محتفظة بأهميتها الكبيرة ومكانتها العريقة خلال العصور الوسطى المتأخرة حتى القرن السادس عشر عندما سقطت المدينة تحت الأنقاض نتيجة لتغيير مسار نهر دجلة الذي كانت تقع عليه نحو الشرق.[٥] ولكن بالرغم مما حدث لهذه المدينة، بقيَت العديد من مبانيها سليمة وآمنة بسبب بُعدها عن التأثير البنائي والزراعي، ومن أهم المباني التي بقيت صامدة هو المسجد، وفي وقت لاحق أجريت بعض الترميمات والتجديدات الصغيرة له في السنوات الأخيرة مع الحفاظ على بعض من أجزاء المئذنة بسبب الجدران، ولكن تجرى صيانة حقيقية لها للحفاظ على ما تبقى منها بالمستوى المطلوب.[٣]


أبرز الآثار التاريخية في العراق

بالرُّغم من مرور سنوات كثيرة إلَّا أن ماضي العراق ما يزال يحتفظ إلى الوقت الحالي ببصمته الرائعة والغنى بالتراث التاريخي من إمبراطوريات ومدن عديدة أثَّرت على العالم كثيرًا، ومن أبرز هذه الآثار:[٧]

  • آشور: أنقاض العاصمة القديمة للامبراطورية الآشورية، بدأت تنمية المدينة في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.
  • نيرود: بقايا المدينة الآشورية القديمة، وكانت عاصمة الإمبراطورية الآشورية في القرن التاسع والثامن قبل الميلاد ولمدة من الوقت كانت أكبر مدينة في العالم.
  • نينوى: مدينة آشورية قديمة كانت واحدة من أهم المراكز الحضرية في بلاد ما بين النهرين، تتميز المدينة بأبوابها المحفورة ووجود القصر الملكي والعديد من الهياكل والمنحوتات الأخرى.
  • تيسفون: بقايا مدينة البارثية القديمة، تأسست في القرن الأول قبل الميلاد.
  • حمرا: عاصمة البارثية القديمة، تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد، وفي وقت لاحق أصبحت عاصمة للمملكة العربية ومن أفضل المدن البارثية التي حوفظ عليها، فهي تتميز بتأثرها بأنماط العمارة اليونانية والرومانية، بالإضافة إلى وجود العديد من الهياكل المدهشة فيها.
  • قلعة كركوك: وهي الجزء القديم المحصَّن من كركوك، بنيت الجدران الحاليّة فيها على زمن الحُقبة العثمانية.
  • دير مار أتتاي: يعد واحدًا من أقدم الأديرة القائمة، تأسس من قِبل الناسك مار ماتتاي الذي هرب من الاضطهاد الروماني، يتميز بوجود مكتبة فيها العديد من الأشياء القيِّمة والفريدة.
  • قبر الشيخ عدي بن مصافير: وهو أحد الأضرحة الرئيسية للأكراد اليزيديين، بُنِيَ القبر مع سقوف مخروطيه مميزة.
  • بابل: بقايا المدينة القديمة، ازدهرت بابل لأول مرة في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وقد كانت أكبر مدينة في العالم، وفي القرن السابع قبل الميلاد أصبحت عاصمة الإمبراطورية البابلية.
  • جارمو: هي بقايا مستوطنة العصر الحجري الحديث، تقع في كركوك وهي واحدة من أقدم المجتمعات الزراعية في العالم.
  • جمعة نصر: هي بقايا مستوطنة قديمة عثر فيها على بعض أقدم الكتابات في العالم، كما عُثر فيها أيضًا على أقدم الوثائق الحسابية المعروفة في العالم.
  • مدينة أميديا: تأسست هذه المدينة في القرن التاسع قبل الميلاد، تقع على هضبة جبلية وكان الوصول إليها عن طريق دَرَج ضيّق فقط، وتتميز هذه المدينة بأنها كانت منزلًا للمجوس أي كهنة بلاد فارس القديمة.
  • طق كسرة: بقايا القصر الساساني، يقع في بغداد بالقرب من مدينة كتسيون، والجزء المتبقي منه والأكثر إثارة للإعجاب هو قوس الطوب العملاق الأكبر في العالم، غطى هذا القوس غرفة العرش العملاقة التي كان ارتفاعها أكثر من 30 مترًا وعرضها 24 مترًا وطولها 48 مترًا.
  • مسجد الإمام علي: يقع في منطقة النجف، وقد أنشئ هذا المسجد في عام 977 م، ويحتوي على مكان دفن علي بن أبي طالب.
  • دير ربان هرمزد: يقع في مدينة نينوى، ويعد أهم دير للكنيسة الكلدانية، أنشئ في 640 م.


المراجع

  1. "Iraq", britannica, Retrieved 23-12-2019. Edited.
  2. "Iraq | Facts and History", thoughtco, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Wasit Mosque", thesacredcity, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  4. "Wāsiṭ", britannica, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Wasit", jewishvirtuallibrary, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. "ʿAbd al-Malik", britannica, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. "LANDMARKS OF IRAQ", wondermondo, Retrieved 21-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

560 مشاهدة