كركوك
تعد كركوك واحدةً من المدن العربية التابعة إلى الجمهورية العراقية، وهي العاصمة الإدارية لمحافظة كركوك، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الكلمة الآشورية كرخاد بيت سلوخ بمعنى المدينة المحصنة بجدار، أما التركمان فيعتقدون أن سبب تسميتها بهذا الاسم مأخوذة من الكلمة التركية القديمة كرك بمعنى الجمال، وعرفت بهذا الاسم منذ عهد دولة قرة قويونلو، وينتمي سكانها إلى العديد من الأجناس العرقية؛ العرب، والتركمان، والأرمن، والآشوريين [١].
أين تقع كركوك
تقع كركوك فلكيًا على خط طول 44.19° شرق خط جرينتش، وعلى دائرة عرض 35.28° شمال خط الاستواء، وتقع جغرافيًا في الجمهورية العراقية تحديدًا في محافظة كركوك على أطلال المدينة الآشورية القديمة عرفة التي تعرف أيضًا باسم أررابخا، وتبعد عن مدينة بغداد العاصمة من الجهة الشمالية 236 كيلو متر، وعن مدينة أربيل من الجهة الجنوبية 83 كيلو متر، وعن مدينة الموصل من الجهة الجنوبية الشرقية 149 كيلو متر، وعن مدينة تكريت من الجهة الشمالية الشرقية 116 كيلو متر، ويجاورها جغرافيًا من الجهة الشمالية جبال زاكروس، ومن الجهة الغربية نهر الزاب الصغير، ومن الجهة الجنوبية سلسلة جبال حمرين، ومن الجهة الجنوبية الغربية نهر ديالي الذي يعرف أيضًا باسم نهر سيروان [١].
السياحة في كركوك
تشتهر كركوك بأنها مدينة عراقية جاذبة للسواح؛ بسبب احتوائها عددًا وفيرًا من المعالم السياحية والتاريخية والأثرية والدينية والترفيهية والطبيعية، مثل [٢][٣]:
- القبور الإسلامية مثل: قبر النبي دانيال عليه السلام، ومرقد الأمام السلطان ساقي، وقبر الإمام زين العابدين ابن الإمام موسى الكاظم.
- قلعة كركوك التي تقع جغرافيًا في وسط المدينة، وتمتاز بأنها أقدم القلاع التي شيدت في العراق؛ إذ شيدت أيام حكم الآشوريين في عهد الملك أشور ناصر بال الثاني ما بين العام 850 والعام 884 للميلاد، وكان يطلق عليها اسم ديمتوكرخي شيلواخو بمعنى مدينة بني شيلو نسبة إلى الحاكم الحوري شيلوا تيشوب، وتمتاز باحتوائها العديد من المنازل التي تعرف باسم أصحابها مثل: بيت صديق علاف، وبيت طيفور، وبيت ميكائيل، وبيت عبدالغني، وبيت سيد فاتح، وبيت توما.
- الكنيسة الحمراء التي تقع جغرافيًا على طريق محافظة السليمانية تحديدًا على تلة تمتاز بالتربة الحمراء.
- الكنيسة الكلدانية التي تعرف أيضًا باسم كاتدرائية أم الأحزان، وقد شُيد بناؤها الأول في العام 1862 للميلاد، وشُيد بناؤها الثاني في العام 1930 للميلاد.
- قيصرية كركوك التي تعد واحدةً من أقدم الأسواق التي تقع جغرافيًا في جهة الجنوب من قلعة كركوك، وكان السوق في العام 1855 للميلاد تحديدًا أيام الحكم العثماني مركزًا مهمًا في البلاد من ناحية الشراء والبيع والتجارة، ورُمم في العام 1978 للميلاد، ويمتاز بالمواصفات الخاصة في بنائه مما جعله فريدًا من نوعه؛ إذ يتألف من ثلاثمئة وخمسة وستون محلًا تجاريًا دلالة على عدد أيام العام، وسبعة أبواب دلالة على عدد أيام الأسبوع، واثنتي عشرة غرفة دلالة على عدد شهور العام، وأربعة وعشرين فرعًا دلالة على عدد ساعات اليوم.
- معالم أخرى مثل: الجسر الحجري، وقشلة كركوك العثمانية، وقلعة جرمو، وجامع العريان الذي شيد في العام 1142 للميلاد، والكنيسة الحمراء، والسور العباسي.
محطات تاريخية من تاريخ كركوك
فتحت أراضي كركوك في العام 642 للميلاد على يد الجيوش الإسلامية، وفي أيام حكم الخليفة عثمان بن عفان استوطن فيها العديد من العشائر العربية التي هاجرت من نجد، وفي العصر الأموي والعصر العباسي هاجرت إليها العشائر التركمانية، واختلت العشائر العربية والتركمانية مع سكانها الأصليين الذين استوطنوا فيها في عصر السلالات في العام 26 قبل الميلاد، وفي العام 155 للميلاد دخلت المدينة تحت نفوذ الأتراك، وأيام حكم السلطان أرطغرل السلجوقي ضمت أراضيها إلى الدولة السلجوقية الكبرى [١].
وأصبحت كركوك في القرن الثالث عشر للميلاد تابعة إلى أتابكية بكتكين، وفي العام 1232 للميلاد تحديدًا بعد وفاة حاكم أربيل مظفر الدين غوغبوري ضمت المدينة إلى نفوذ الدولة العباسية مرةً أخرى، وفي العام 1258 للميلاد احتل المغول مدينة بغداد العاصمة وبذلك انتهى العصر العباسي الإسلامي في العراق، خاصةً بعد قتل الخليفة على يد قوات المغول، ثم اتُّخذت المدينة منطقةً لمشتى عشائر قرى قوينلوية، وبعدها ظهرت قوة التركمان السياسية فيها بعد انتهاء الإمبراطورية المغولية، وفي القرن الرابع عشر للميلاد أنشأ قوينلويون دولته الشهيرة في منطقة الأناضول الشرقية التي امتد نفوذها إلى الموصل، وكان عهدهم من أكثر عصور التركمان الاستيطاني في الأراضي الشمالية من العراق، وأصبح اسم المدينة كركوك بدلًا من أسم كرخيني [١].
خضعت كركوك إلى نفوذ دولة الاق قوينلية بعد مقتل جهان شاه سلطان القره قوينلية على يد مؤسس دولة الاق قوينلية اوزون حسن، وفي العام 1508 للميلاد ازداد عدد الصفويين في أراضي العراق كما ازدادت كثافة التركمان، وفي العام 1534 للميلاد انتهى حكم الصفويين بعد دخول السلطان سليمان القانوني مدينة بغداد، وأصبحت المدينة تحت حكمه؛ أي تحت إدارة الدولة العثمانية، وفي عهدهم أصبحت كركوك موقعًا إستراتيجيًا هامًا لها بسبب موقعها الإستراتيجي الذي استخدم في صد هجمات العدو والدفاع عن حدود البلاد من الجهة الشرقية [١].
وفي العام 1623 للميلاد دخلت المدينة تحت نفوذ الدولة الصفوية مرةً ثانية بعد الاستيلاء على مدينة بغداد والتقدم نحو الموصل، وفي العام 1630 للميلاد رجع حكمها إلى الدولة العثمانية على يد خسرو باشا، وفي العام 1732 للميلاد حاصرها نادر قولى ثم نادر شاه الذي فتك بأهلها كثيرًا، وفي العام 1743 للميلاد سيطر عليها الإيرانيون ثم رجعت إدارتها إلى الدولة العثمانية في العام 1746 للميلاد بعد عقد اتفاقية بين إيران والدولة العثمانية [١].
دخلت القوات البريطانية إلى كركوك في العام 1918 للميلاد تحديدًا في شهر مارس/ آذار، وفي نفس العام في شهر حزيران/يونيو طردت القوات البريطانية على يد القوات العثمانية، وبعد مرور خمسة أشهر انسحب القوات العثمانية إلى التون كوبرى، ودخل الجيش البريطاني إليها مرةً ثانية، وفي العام 1926 للميلاد أصبحت المدينة واحدةً من ولايات العراق بعد توقيع اتفاقية بين العراق وإنجلترا وتركيا عرفت باسم معاهدة أنقرة [١].