مدينة بغداد
تُعدُّ مدينة بغداد عاصمة دولة العراق وأكبر مدنها، إذ تقع في وسط البلاد على نهر دجلة الذي يبعد حوالي 530 كيلومترًا من منابع الخليج العربي، وتضمُّ المدينة أكبر تجمّع حضريّ مكتظّ بالسكان ضمن منطقة الشرق الأوسط، تأسست في عام 762 للميلاد لتُمثّل عاصمة سلالة الدولة العباسية، كما بقيت مركزًا ثقافيًا مهمًّا للحضارة العربية والحضارة الإسلامية على مدى 500 عامًا، ويُقدّر عدد سكان المدينة بحوالي 5,904,000 نسمة، كما تعرّضت مدينة بغداد للعديد من الأضرار الجسيمة نتيجة القصف الجوي أثناء حرب الخليج العربي في الفترة الممتدّة من عام 1990 للميلاد، وحتى عام 1991 للميلاد، بالإضافة إلى تعرّضها للتدمير مرة أخرى نتيجة العمليات الجوية والبرية خلال حرب العراق التي بدأت في عام 2003 للميلاد، إذ تدهورت خدمات المدينة وبنيتها التحتية نتيجة الإهمال والقيود الناجمة عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق خلال الفترة الممتدّة بين الحربين.[١]
آثار بغداد القديمة
تضمُّ مدينة بغداد العديد من الآثار التاريخية القديمة، ومن أبرزها:[٢]
- المدرسة المستنصرية: هي مدرسة عريقة تأسست في زمن العباسيين على يد الخليفة المستنصر بالله عام 1227 الميلادي على الجانب الشرقي من مدينة بغداد، وكانت مركزا علميًا وثقافيًا هامًا، كما تُعدّ أقدم الجامعات العربية والإسلامية الواقعة على نهر دجلة التي درّست الفقه الإسلامي وفقًا للمذاهب الأربعة، وتتميّز المباني المستنصرية بالتخطيط، والهندسة المعمارية الفريدة، إذ تُمثّل المنطقة الشاسعة المحاطة بالغرف نظامًا متكاملًا من حيث التصميم المستخدم والرياض الجميلة، بالإضافة إلى العناصر المعمارية الجذابة، وتشير المباني إلى مدى النظام والذوق الرفيع اللذان بلغا حدّ الكمال في طريقة البناء المُتّبعة في ذلك الوقت، كما تُظهرالفهم العميق للبيئة المحيطة والموارد الطبيعية المتاحة، بالإضافة إلى الطرق المستخدمة لتلبية احتياجات الإنسانية.
- جامع الآصفية: أُسّس المبنى الحالي من قبل الحاكم العثماني داود باشا في عام 1825 للميلاد، إذ تبلغ مساحته حوالي 400 مترًا مربعًا، كما يتّسع إلى حوالي 500 مُصلٍّ، وجمع مبنى الجامع بين قُبّتين ومئذنتين تقعان على الجانبين، كما جُدّد المبنى سنة 1964 للميلاد من قبل قسم الأوقاف، إذ ما تزال تُقام فيه الصلاة، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات والمناسبات الدينية، وتُعطى فيه العديد من دروس تعليم المصحف الشريف.
- جامع الوزير: بُني جامع الوزير من قبل والي مدينة بغداد الوزير حسن باشا في عام 1599 للميلاد، إذ تولّى حكم الولاية في الفترة الممّتدة من عام 1594 للميلاد، وحتى عام 1603 للميلاد، كما شهد الجامع العديد من أعمال الترميم وإعادة الإعمار بعد تعرّضه للتدمير خلال فترة حكم الوزير، إذ أمر ضابط الجيش أحمد آغا بإعادة بناء الجانب الغربي من المسجد، بالإضافة إلى القبّة العالية المبنية عليه، كما أمر بتوسيع مساحته في عام 1686 الميلادي.
- مبنى القشلة التاريخي: يُعدّ هذا المبنى واحدًا من سلسلة المباني التراثية التاريخية الواقعة على طول ضفة نهر دجلة، إذ تتميّز معمارية المبنى بالتأثر في فترات الحكم العثماني، بالإضافة إلى الاحتلال البريطاني أيضًا الذي امتدّ من عام 1914 الميلادي، وحتى عام 1958 الميلادي في مدينة بغداد، ويضمُّ المبنى العديد من اللمسات الفنيّة، بالإضافة إلى الأسقف الفريدة المُستخدمة في تأسيسه، إذ تعكس ظهور النهضة والحضارة القومية البغداديّة، كما بُنيت ساعة المبنى ببرجها النحيف بعد فترة وجيزة من بناء القشلة في عهد الحاكم العثماني ناميك باشا، وأكمل بنائها الحاكم مدحت باشا في عام 1868 ميلادي بغرض إيقاظ الجنود في أوقات التدريب العسكري.
- بيت الحكمة: شُيّد هذا البناء بأمر من الحاكم العثماني مدحت باشا، إذ يحمل مبنى البيت شكل المستطيل المؤلّف من متجرين تبلغ مساحته حوالي 1856 مترًا، كما يحتلّ مدخل الواجهة الجنوبية مساحةً مقبّبة تحمل الشكل النصف الكرويّ، ويضمُّ المبنى عددًا من الغرف والقاعات التي تحتوي على أقواس نصف دائرية تطلُّ على العديد من الممرات داخل بيت الحكمة.
- القصر العباسي: يُعدّ هذا القصر العباسي آخر قصر بُنيَ في مدينة بغداد، إذ يُمثّل مبنىً تاريخيًا يضمُّ طابقين يطلّان على نهر دجلة في حيّ البكر التابع للمدينة، وحكمت الإمبراطورية الإسلامية العباسيّة مدينة بغداد الحديثة في الفترة الممتدة من القرن الثامن، وحتى القرن الثالث عشر الميلادي، إذ يُعدُّ هذا العصر أحد أهمّ العصور الذهبية الإسلامية التي شهدتها المدينة، إذ بُني في عهد الخليفة الناصر لدين الله، إذ يزعم المؤرخون أنّ الهيكل استُخدم للعديد من الأغراض التعليمية نتيجة أوجه التشابه في التصميم بينه وبين مدرسة المستنصرية في مدينة بغداد.[٣]
آثار حول بغداد
تقع العديد من المواقع الأثرية بالقرب من مدينة بغداد، ومن أبرزها:[٣]
- مدينة بابل: تضمُّ مدينة بغداد العديد من الآثار التي تعود إلى حضارة بابل القديمة، إذ تُعدُّ مركزًا تاريخيًا وثقافيًا للفن والعلوم والأدب لبلاد ما بين النهرين منذ آلاف السنين، وتبعد مدينة بابل القديمة حوالي 52 ميلاً في الجهة الجنوبية من بغداد، كما تأسست في عام 2300 قبل الميلاد، وتضمُّ المنطقة حدائق بابل المعلقة التي عُدّت واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
- زقورة أور: تضمُّ منطقة زقورة أور العديد من الزقورات والمعابد الهرمية التي بُنيت خلال الفترة الزمنية لحكم بلاد ما بين النهرين القديمة في مدينة بغداد، وتُعدُّ زيغورات أور واحدةً من أكثر الزقورات المحفوظة جيدًا، إذ بناها الملك أور نامو في القرن 21 قبل الميلاد، ويضمُّ الجزء العلوي من الزقورة معبدًَا مكرّسًا لتكريم نانا الذي عُدّ الراعي لمدينة أور القديمة الواقعة في تلّ المكيار التابع للمنطقة الجنوبية في دولة العراق، كما يُعتقد أنّ الزقورات استُخدمت قديمًا كموقع للتجارة الزراعيّة.
- قلعة كركوك: تقع هذه القلعة الفريدة في وسط مدينة كركوك التابعة لمنطقة كردستان العراق على قمة تل يبلغ ارتفاعه حوالي 130 قدمًا، إذ تأسسّت في عام 880 قبل الميلاد من قبل الملك آشورناسيربال الثاني لاستخدامها في العديد من الأغراض الدفاعية، إذ عُزّزت بحوالي 72 برجًا تحت حكم الملك سلوك، وتضمُّ القلعة من الداخل العديد من الأحجار الكريمة الملونة مثل أحجار الكنيسة الحمراء، وأحجار مسجد القبة الخضراء، بالإضافة إلى قبر الملك دانيال ذي القرميد الأزرق.
- زقورة عقرقوف: أُسّس مبنى زقورة عقرقوف في عام 1400 قبل الميلاد من قبل الملك كوريغالزو الذي حكم أسرة كاسيت، إذ يقع اليوم على بعد حوالي 19 ميلًا إلى الغرب من مدينة بغداد، كما أُنشئ مبنى الزقورة على شرف الإله إنليل، إذ كان يُمثّل مَعلمًا قديمًا مُهمًّا للمسافرين المارّين بالقرب من مدينة بغداد، ويبلغ طول الزقورة حوالي 57 متراً، كما عُدَّ قديمًا موقعًا شهيرًا تذهب إليه عائلات البغدادي للاستمتاع في قضاء أوقات الفراغ.
مناخ بغداد
يُوصف فصل الصيف في مدينة بغداد بكونه جافًا، وشديد الحرارة في أغلب أيام العام، بينما يوصف فصل الشتاء بكونه جافًا وصافيًا، بالإضافة إلى الانخفاض التي تشهده المدينة في درجات الحرارة على مدار السنة، وتتراوح معدّلات متوسط درجات الحرارة عادةً من حوالي 5 درجات مئوية، وحتى حوالي 45 درجة مئوية، ونادراً ما تشهد انخفاضًا يصل إلى ما دون 1 درجة مئوية، كما لا يمكن أن ترتفع درجات الحرارة عن حوالي 48 درجة مئوية، كما يُعدّ أفضل وقت في السنة لزيارة مدينة بغداد هو ضمن الفترة الممتدّة من أواخر شهر أبريل إلى أواخر شهر مايو، بالإضافة إلى الفترة الممتدّة من منتصف شهر سبتمبر إلى منتصف شهر أكتوبر للاستمتاع بممارسة أنشطة الطقس الحار في المدينة.[٤]
المراجع
- ↑ Phebe A. MarrLouay Bahry, "Baghdad"، britannica, Retrieved 2-10-2019. Edited.
- ↑ "Historical Features of the Tigris River in Baghdad Rusafa, which extends from the school Al-Mustansiriya to the Abbasid Palace", unesco, Retrieved 3-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Iraq Tourist Attractions", irfad, Retrieved 3-10-2019. Edited.
- ↑ "Average Weather in Baghdad", weatherspark, Retrieved 2-10-2019. Edited.