مقال قصير الصدق

مقال قصير الصدق
مقال قصير الصدق

الصدق

لقد جاء إسلامنا العظيم بمنظومة عظيمة من القيم والأخلاق، التي متى التزم بها الناس فإنّ واقعهم في الحياة سيتغير، ومن هذه القيم قيمة الصّدق، فالصّدقُ هو التزام الإنسان بقولِ الحقيقة ومطابقته للواقع في الأقوال والأفعال والنوايا، وللصّدق مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام، وله مظاهر ومجالات، وتترتب عليه آثار وثمار، وبانعدامه سلبيات كثيرة على الفرد والمجتمع.

فهو إذًا عنوان الرّفعة والرّقي، وعنوان الانسجام الحقيقي لما يؤمن به الفرد من قناعات فلا يصدرُ منه سلوك يخالف ذلك، وهو عنوان النّجاة الحقيقية في الدّنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا. وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) خلاصة حكم المحدث: صحيح رواه مسلم


مظاهر الصدق

يوجدُ عدّة مظاهر للصّدق، منها:

  • الصّدق مع الله، بأن يكون المسلمُ صادقًا مع الله فتكون أقواله وأفعاله وسائر تصرفاته دائرة فيما يرضي الله سبحانه، ويكون ظاهره انعكاس لباطنه ومعبّر عنه فيطيع الله في العلن كما يطيعه في السّرّ سواءً بسواء، فقال تعالى في حقّ هذا الصّنف من الناس: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) (الأحزاب ـ 23)
  • الصّدقُ في النّيات، بأن يكون المسلمُ صادقًا فيما يخفيه في صدره من بواعث للعمل.
  • الصدق في الأقوال، ومجال الصّدق في الأقوال هو التّعامل اليوميّ مع النّاس، وذلك بأن يكون صادقًا في سائر أقواله فلا يصدرُ منه إلا صدقًا، ولا بُدّ موافقة الظاهر للباطن في ذلك.
  • الصّدقُ في الأعمال، بأن تكون سائرُ أعماله منضبطة بضابط الشّرع، فلا يَصدرُ منه عمل معارض للشّرع ومخالفٌ لمعتقداته التي يؤمن بها بدافع الشّهوة والمصلحة والمنفعة.
  • الصّدقُ مع الخلق، بأن يكون المسلمُ صادقًا في تعامله وسلوكه مع النّاس، فيكون صادقًا في أقواله وأعماله كافّة لا يغشُ ولا ينافقُ، ولا يرائي.


مكانة الصدق في الإسلام

وللصّدق مكانةٌ عظيمةٌ في ديننا الإسلامي الحنيف، فمن ذلك:

  • ثناء الله على أهل الصّدق ومساواتهم بمنزلة الشهداء.
  • يتمايزُ بهِ أهل الإيمان عن أهل النّفاق.
  • صفة من صفات الله سبحانه فالله وكما أخبر عن نفسه هو الأصدق في الحديث.
  • صفة ملازمة للأنبياء والرّسل، وعنصر مهمّ في نجاح دعوتهم.


ثمار الصدق وآثاره

يوجدُ ثمارٌ إيجابيّة للصّدق على الفرد والمجتمع على حدٍّ سواء، منها:

  • طمأنينة النّفس، فالصّادق نفسه مطمئنة، لا يشعرُ بتأنيب الضّمير لما يصدر عنه، بل هو مرتاح جدًا لما يصدر عنه من صدق.
  • كسب محبّة الناس، فالصّادق يحبّه النّاس ويرتاحون له.
  • كسب محبة الله ، فالصّادقون يحبهم الله ويرضى عنهم، ويسهل أمورهم.
  • الفوز بالجنة، وهي ثمرة مناسبة لالتزام الصّدق قولاً وعملاً واعتقادًا.
  • تماسكُ المجتمع وترابطه وانتشار المحبّة بين أبنائه.
  • الإسهام في تحقيق التّقدم والازدهار في الحياة.


آثار الكذب

وفي المقابل فإنّ للكذب آثار سلبية كثيرة، منها:

  • التّوترُ والقلقُ والاضطراب، وهو شعورٌ ملازم لمن دأبه الكذب مع النّاس ومع الله.
  • كسب كره الناس وبغضهم له.
  • السّمعةُ السّيئةُ، وتعطّل الكثير من مصالحه بسبب ذلك.
  • استحقاقُ بغض الله له، وعذابه يوم القيامة.
  • عدم المباركة في الرزق.

فيديو ذو صلة :