- ذات صلة
- ما معنى الخطاب
- ما معنى العنف
معنى رجل ناسك
ناسكٌ هو اسم وجمعه نُسّاكٌ واسم فاعل من نَسُكَ، والرجل الناسكُ هو المتعبِّد المتزهِّد،[١] وقد وردت كلمة نسك في القرآن الكريم بعدة معانٍ؛ فقد جاءت بمعنى الذبائح الي يتقرب بها العباد الى الله سبحانه وتعالى، ووردت بمعنى شعائر الحج والأماكن التي تؤدّى بها هذه الشعائر، ووردت بمعنى الموضع الذي تقدّم فيه الذبائح تقربًا الى الله تعالى، ووردت بمعنى العبادة مطلقًا كما في أصل اشتقاقها اللغوي، ومنه رجل ناسك، وقد حقق الطبري أن الأصل في كلمة (نسك) هو الموضع الذي يتردد إليه الناس سواء كان في الخير أو الشر وقد أُطلق على مشاعر الحج و المواضع التي كانوا يذبحون فيها للأصنام كالنُّصُب، جمع "مَنسَك" هو مناسك بفتح الميم وكسر السين وفتحها، وهو الموضع الذي يُنسك فيه لله، ويتقرب إليه لله بما يرضيه من الأعمال الصالحة: إما بالذبح، وإما بالصلاة، أو الطواف، أو السعي، وغير ذلك.[٢]
حقيقة الزهد
إنّ الزهد في الدنيا لا يعني تحريم الطيبات ومنع النفس عنها، ومن المعلوم أنّ النبي كان أزهد الناس ومع ذلك لم يحرم ما أباح الله، وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين، قول الإمام أحمد بن حنبل، أنّ للزهد ثلاثة أوجه، الأول هو زهد العوام ويكون بترك الحرام، والثاني هو زهد الخواص ويكون بترك الفضول من الحلال، أمّا الثالث فهو زهد العارفين وذلك بترك ما يشغل عن الله، وقد أجمع العارفون على أنّه يتمثل في سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة، فالزاهد لا يعلق قلبه بغير ربه ويقنع بما آتاه ولا يأسى على ما فاته، ويكون أوثق بما في يد الله أكثر مما في يده، ويبتعد عن كل ما يشغله عن ربه وعبادته، والزاهد الحقيقي هو من سلك طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته.[٣]
تعريف الزهد وأقسامه
الزهد: زهَد (اسم)، زَهِدَ (فعل)، زهِدَ عن / زهِدَ في يَزهَد، زُهْدًا وزَهادةً وزَهَدًا، فهو زاهد، والمفعول مزهود عنه، زَهِدَ في الشيء، زَهِدَ عن الشيء، أعرض عنه وتركه مخافة الحساب والعقاب، وزَهِد في الدنيا؛ أي ترك حلالها مخافةَ حسابه، وترك حرامها مخافة عقابه، وأقسام الزهد هي: الزهد في الحرام ، وحكمه أنّه فرض عين، والزهد في الشبهات ويكون وفقًا لمراتب الشبهة، والزهد في الفضول، وزهد في الناس، وزهد في النفس فلا تهون عليه نفسه في الله، وزهد جامع وهو الزهد فيما سوى الله ، وفي كل ما شغلك عنه.[٤]
النووي إمام الزاهدين
هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بْن شرف بن مُرِّي بن حسن بْن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، والنووي نسبة إلى نوى، وهي قريةٌ من قرى حوران في سورية، ومن ثم الدمشقي الشافعي، وهو شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه، وقد ولد رحمه الله في قرية نوى لأبوين صالحين، وعند بلوغه العاشرة بدأ يحفظ القرآن ويقرأ الفقه، وقد كان أصحابه يكرهونه على اللعب وهو يهرب منهم ويبكي بسبب إكراههم له على اللعب وهو يريد قراءة القرآن، ومن الصدفة أن مر بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي فرأى ذلك وذهب لوالده ونصحه أن يفرغه لطلب العلم، وقد كان النووي قمة في الزهد والورع ولا مثيل له في نصح الحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك مما أجمع عليه أصحاب كتب التراجم، ومما عرف عن الإمام النووي في زهده أن تفرَّغَ من شهوة الطعام واللباس والزواج، ووجد في طلب العلب التعويض الكافي عن تلك الملذّات، فبالرغم من انتقاله من بيئة بسيطة إلى دمشق حيث الخيرات والنعيم، وقد كان في ذروة شبابه وما تتصف به تلك الفترة من قوة الغرائز، ولكنه امتنع عن جميع المتع والشهوات.[٥]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى ناسك في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-22.
- ↑ "لفظ (النسك) في القرآن"، طريق الاسلام، 2014-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-22. بتصرّف.
- ↑ "حقيقة الزهد وصفات الزاهدين"، اسلام ويب، 2011-1-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ م.محمد سعيد قاسم، "الزهد في الدنيا"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ المشرف والمؤسس سعد آل محمود (2007-11-8)، "الإمام النووي"، مداد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-26. بتصرّف.