وجع الظهر
يتسبب وجع أو آلم الظهر في عزوف الكثير من الناس عن أداء أعمالهم اليومية، وتشير الإحصاءات إلى احتمالية أن يشكو 80% من السكان من أوجاع الظهر أثناء إحدى فترات حياتهم، ويحتل وجع الظهر المرتبة الثالثة في قائمة أبرز الأسباب المؤدية إلى زيارة مكاتب الأطباء (بعد المشاكل الجلدية والتهابات المفاصل)، لكن ولحسن الحظ فإن أغلب أسباب أوجاع الظهر هي أسباب ميكانيكية وليست عضوية، وهذا يعني أنها أسباب غير خطيرة أو جدية، كما أن أغلب المصابين بأوجاع الظهر يتمكنون من التخلص من هذه الأوجاع في النهاية، لكن تكلفة علاج آلام الظهر تصل إلى 50 مليار دولار في أمريكا وحدها في كل سنة، كما أن حجم الخسارة في الإنتاج والدخل يصل إلى 100 مليار دولار سنويًا في أمريكا أيضًا نتيجة لأوجاع الظهر، وعلى أية حال، يتكون الظهر أصلًا من تركيبة معقدة من العظام، والعضلات، والأربطة العظمية، والمفاصل، ويُمكن لأوجاع الظهر أن تحدث نتيجة لالتواء الأربطة العظمية، أو لشد العضلات، أو لانضغاط الأقراص الفقرية، أو لأسباب أخرى مرتبطة بالتراكيب التشريحية الموجودة في الظهر[١]، وستحاول الأسطر التالية شرح المزيد عن الأسباب التي قد تؤدي إلى ألم أو وجع ظهرك بالإضافة تبيان العلاجات للمناسبة لذلك.
أسباب وجع الظهر
توجد أسباب كثيرة وراء الإصابة بأوجاع أو آلام الظهر، من بين أكثرها شيوعًا ما يلي[٢]:
- الشد العضلي: ينظر الخبراء إلى الشد العضلي والتواء الأربطة العظمية بصفتها الأسباب الرئيسية الأكثر شيوعًا وراء الإصابة بأوجاع الظهر، خاصة في المنطقة السفلية من الظهر، ومن المعروف أن الشد العضلي يحدث نتيجة لتمزق العضلات أو الأوتار العضلية.
- تمزق الأقراص الفقرية: تتموضع الأقراص الفقرية بين القفرات لغرض امتصاص الصدمات، لكن تعرضها للإصابات المباشرة أو التوتر المتكرر يجعلها أكثر عرضة للتمزق والانهيار، وهذا يؤدي-كما هو معروف- إلى الإصابة بالديسك أو القرص المنفتق.
- الفصال العظمي النخاعي: يُمكن لمرض الفصال العظمي Osteoarthritis أن يصيب أي مفصل من مفاصل الجسم، بما في ذلك المفاصل الموجودة بين الفقرات الظهرية، ويرجع سبب حدوث هذا المرض إلى تآكل الغضاريف الموجودة بين مفاصل الظهر.
- عرق النسا: ينشأ عرق النسا عن تعرض العصب الوركي (أو النسا) للانضغاط نتيجة للإصابة أصلًا بالديسك أو إحدى مشاكل العظام، أو بسبب التعرض لضربة مباشرة فوق الحوض، أو الفخذ، أو السكري، أو حتى بسبب الجلوس لفترة طويلة.
- التضيق النخاعي: يتسبب هذا المرض بآلام في الظهر عند الكبار بالسن تحديدًا، ويرجع سببه إلى التضيق التدريجي الحاصل في القناة النخاعية نتيجة للإصابة بالفصال العظمي وزيادة سماكة الأنسجة في العمود الفقري.
- انحلال الفقار: يشير هذا المرض باختصار إلى إصابة إحدى الفقرات بكسور توترية، وقد يكون سبب ذلك راجعًا إلى ممارسة أحد أشكال الرياضة التي تضع مزيدًا من التوتر أو الضغط المتكرر على الفقرات، كرياضة كرة القدم مثلًا، لذا ليس من الغريب أن يشيع هذا المرض عند الأطفال والمراهقين الذين يُمارسون بعض أنواع الرياضة.
- هشاشة العظام: تضعف العظام وتُصبح أكثر عرضة للكسر نتيجة للإصابة بمرض هشاشة العظام، وغالبًا ما يرتبط وجع الظهر الناجم عن هشاشة العظام بما يُعرف بالكسور الضاغطة التي تصيب الفقرات الظهرية، وهذا يتسبب في شعور المصاب بالألم المفاجئ بعد القيام بأبسط الأنشطة البدنية.
- الجنف: يشكو المصاب بالجنف Scoliosis من ميلان أو تحدب العمود الفقري واتخاذه لشكل شبيه بشكل حرف (S)، وللأسف يظهر هذا المرض بكثرة عند الأطفال والمراهقين، ولا يوجد الكثير من المعلومات المؤكدة حول أسباب الإصابة به، لكن البعض يربطونه مع الإصابات أو التشوهات الخلقية.
- أسباب إضافية: يرجع سبب أوجاع الظهر أحيانًا إلى الإصابة بالسرطانات، أو الالتهابات، أو المرض المعروف باسم التهاب الفقار المقسط Ankylosing Spondylitis، أو متلازمة ذنب الفرس Cauda Equina Syndrome، كما يُمكن لأوجاع الظهر أن تنجم ببساطة عن اتخاذ وضعيات سيئة عند الجلوس أو تحريك الجسم، أو السمنة، أو التدخين، أو ممارسة الأنشطة البدنية المجهدة، أو حتى بسبب أمراض الكلى[٣]، وهنالك بعض الخبراء الذين يربطون بين اوجاع الظهر وبين استعمال الحذاء ذي الطول العالي والتعرض للمشاكل العاطفية؛ كالاكتئاب والقلق[٤].
علاج وجع الظهر
بما أن هنالك أسبابًا كثيرة ومتنوعة للغاية وراء الإصابة بآلام الظهر، فإن من البديهي القول بوجود علاجاتٍ كثيرة للتعامل مع هذه الأوجاع أو الآلام، ومن بين هذه العلاجات ما يلي[٥]:
- الأدوية: لا يوجد دواء وحيد مناسب لعلاج جميع أوجاع الظهر، وإنما توجد أنواع متنوعة وكثيرة من الأدوية المفيدة لهذه الغاية، ومن بين هذه الأنواع-مثلًا- بعض أصناف مضادات الالتهابات التي يُمكن الحصول عليها دون وصفة طبية؛ كالايبوبروفين مثلًا، وأصناف الأدوية المرخية للعضلات، والكريمات الموضعية، وبعض أنواع الحقن الطبية المضادة للالتهابات.
- العلاج الطبيعي: يهدف العلاج الطبيعي إلى تسكين آلام الظهر عبر الاستعانة ببعض الأساليب الطبية؛ كالحرارة والتحفيز الكهربائي، ويُمكن لأخصائي العلاج الطبيعي تعليم المريض تمارين بدنية مفيدة لزيادة المرونة وتقوية العضلات وتحسين وضعية الجسم لديه.
- العمليات الجراحية: تحتاج أعداد محدودة من المصابين بأوجاع الظهر إلى الخضوع للعمليات الجراحية التي تهدف عادةً إلى علاج انضغاط الأعصاب أو تضيق العمود الفقري، وبعض المشاكل الأخرى التي يصعب التعامل معها بالأساليب التقليدية العادية.
قَد يُهِمُّكَ
قد يكون من الصعب وقاية نفسك تمامًا من أوجاع أو آلام الظهر، لكن يبقى هنالك الكثير من الأساليب المناسبة للحد من فرص الإصابة بهذه الأوجاع، مثل[٦]:
- مارس الأنشطة البدنية أو الرياضية التي تستهدف عضلات الظهر تحديدًا.
- حرّك جسمك دائماََ أو مارس الأنشطة الرياضية لـ 150 دقيقة في الأسبوع على الأقل.
- تجنب الجلوس لفترات زمنية طويلة واحرص على اتخاذ الوضعية المناسبة الوضعية عند الجلوس أمام شاشات الحاسوب أو التلفاز.
- ركّز على تناول الأطعمة الغنية بعنصر الكالسيوم وفيتامين د؛ لأن هذه العناصر مهمة لصحة العظام[٣].
- حاول النوم فوق الفراش أو السرير القادر على دعم الوضعية الطبيعية لظهرك.
- استخدم الساقين لرفع الأوزان الثقيلة، وليس الظهر، وذلك عبر الحفاظ على استقامة الظهر وثني الركبتين قليلًا أثناء رفع الأوزان[٣].
- حاول خسارة الوزن عبر اتباع الأساليب الغذائية والبدنية المناسبة.
المراجع
- ↑ "Back Pain Facts and Statistics", American Chiropractic Association, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ Grant Hughes, MD (14-4-2020), "Causes of Back Pain and Treatment Options"، Very Well Health, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Peggy Pletcher, M.S., R.D., L.D., CDE (23-2-2017), "What is causing this pain in my back?"، Medical News Today, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ Tyler Wheeler, MD (26-1-2020), "Causes of Back Pain"، Webmd, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "Back pain", Mayo Clinic,4-8-2018، Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "Back pain-Overview", National Health Service (NHS) ,14-1-2018، Retrieved 12-6-2020. Edited.