محتويات
كوكب المشتري
يُعد كوكب المشتري أضخم كوكب في المجموعة الشمسية المكوّنة من ثمانية كواكب، وهو يقع في المركز الخامس في هذه المجموعة من حيث البعد عن الشمس، ويمكن مشاهدته من الأرض في أوقات معينة، إذ إنّ سطوعه الواضح وحجمه الكبير يمنحانه تلك الأفضلية، وهذا الكوكب العملاق يشبه النجم، لكنه ليس كبيرًا بما يكفي لكي يحترق.
ويحتوي كوكب المشتري على دوامات سحابية مخيفة، لها عواصف كبيرة مثل البقعة الحمراء الكبرى، وهي مستمرة منذ مئات السنين، ولديه حلقات تشبه حلقات كوكب زحل، لكنها حلقات خافتة جدًا لدرجة أنك لن تستطيع رؤيتها جيدًا، وهذا الكوكب هو كوكب غازي وليس له سطح صلب، ولكن قد يكون له نواة داخلية صلبة يبلغ حجمها حجم الكرة الأرضية، وفي المقال الآتي بيان عدد أقمار المشتري، بالإضافة لأقسامها، وأبرز المعلومات عن هذا الكوكب.[١]
عدد أقمار كوكب المشتري
يمتلك المشتري ثاني أكبر عدد من الأقمار لكوكب في المجموعة الشمسية بعد كوكب زحل الذي أصبح حديثًا في المرتبة الأولى،[٢]إذ يبلغ عدد أقمار المشتري حاليًا 79 قمرًا، وقد اكتشفت على مراحل مختلفة بسبب تطور علم الفلك وتقدم التقنيات المستخدمة في مراقبة السماء والأجرام السماوية فيها، وتختلف أقماره عن بعضها البعض في القطر والحجم والكتلة وفترة الدوران حوله، بالإضافة إلى زاوية الميلان والشذوذ المداري.
أما بالنسبة لأسماء أقمار هذا الكوكب فهي؛ أدراستيا، وإتنا، وأمالثيا، وأنانكي، وآيدي، وآرش، وأوتونوي، وكاليرو، وكاليستو، وكارمي، وكاربو، وتشالدين، وسايلين، ديا، وآيريني، وإيلارا، وإرينوم، وإرسا، وإيوانث، وإيوكيلاد، ويوفيم، ويوبوري، ويوروبا، ويوريدوم، وجانيميد، وهاربليك، وهيجامين، وهالاكي، وهيرميبي، وهيرس، وهيماليا، آيو، وآيوكاست، وآيسونو، والمشتري إل آي، والمشتري إل آي آي، وكايل، وكاليكور، وكاليك، وكور، وليدا، وليسيثيا، وميجاكلايت، وميتي، وإمنيمي، وأورثوسي، وبانديا، وباسيفاي، وباسيثي، وفيلافروزين، وبراكسيدايك، وسنوب، وسبوند، وتايجيتي، وتبيه، وثيلشينو، وثيميستو، وثايون.[٣]
أقسام أقمار كوكب المشتري
استغل العالم غاليليو غاليلي اكتشافه لأقمار المشتري لدعم نظرية مركزية الشمس للعالم كوبرنيكوس (دوران الكواكب حول الشمس بطريقة ثابتة ضمن نموذج فلكي)، وكذلك استفاد العالم جيوفاني كاسيني منها عام 1660 في رصد مكونات جديدة على سطح المشتري، كما تمكّن العالم بورلي من استخدام القراءات لإنشاء جداول دقيقة تمثّل شكل حركة أقمار المشتري،[٤]وعلى الرغم من التوصل لاكتشافات مهمة حول أقمار المشتري إلا أن عددًا كبيرًا منها لم يُعرف تصنيفه حتى الآن، إذ تختلف الأقمار في بُعدها عن المشتري بحسب الفترة الزمنية اللازمة لإتمام الدورة الواحدة حوله، وجرى تقسيم الأقمار إلى ثماني مجموعات بعد أن كانت أربعة بناءً على العوامل المشتركة فيما بينها، ومع تزايد الأبحاث وتطور الآلات والتقنيات الحديثة في جمع العينات بُدلت أسس تقسيم الأقمار إلى ثلاث مجموعات، وهي:[٥][٦]
- الأقمار النظامية: سميت بذلك لأنها تدور في نفس اتجاه دوران كوكبها ومنها أقمار غاليليو نسبة إلى العالم غاليليو الذي اكتشفها، وهي الأكبر والأكثر شهرة، وتضم ما يأتي:
- قمر جانيميد: يعد أكبر الأقمار حجمًا ليس فقط في مجموعة أقمار غاليليو بل في مجموعة الأقمار التابعة لكوكب المشتري، وهو القمر الوحيد الذي يمتلك غلافًا مغناطيسييًّا، والذي يُعتقد أنه أنشىء من خلال الحمل الحراري داخل لب أو نواة الحديد السائل، ويتكون القمر بصورة أساسية من صخور سليكات والجليد المائي، ويعتقد أنه يوجد محيط من المياه المالحة توجد على بعد قرابة 200 كيلو متر تحت سطح القمر، ويضم القمر عددًا كبيرًا من الحفر، ومعظمها مغطى الآن بالجليد، كما أن له غلافًا رقيقًا من الأكسجين.
- قمر كاليستو: يحتل المرتبة الثانية من الحجم بين أقمار غاليليو، وهو ثالث أكبر قمر في المجموعة الشمسية، وأكثر ما يميزه أنّه يتكون من كميات متساوية تقريبًا من الصخور والجليد.
- قمر آيو Io: يتكون بصورة أساسية من صخور سيليكات تحيط بحديد مصهور أو كبريتيد الحديد، ويحتوي على غلاف رقيق للغاية يتكون معظمه من ثاني أكسيد الكبريت.
- قمر يوروبا: يتألف الجزء العلوي من القمر من ثلج صلب بينما يُعتقد أن الجزء السفلي عبارة عن ماء سائل دافئ وذلك بسبب الطاقة الحرارية والمد والجزر.
- الأقمار غير النظامية: وتنقسم إلى مجموعات، كل مجموعة منها تتكوّن من قمر واحد أو مجموعة من الأقمار، وهي كما يأتي:
- مجموعة أنانك: من أهم ما يميّز أقمار هذه المجموعة أن لها مدارات عكسية تظهر بلون رمادي، وما زالت الحدود التي تدور ضمنها مدارات أقمار هذه المجموعة غير معروفة.
- مجموعة كارم: مثل أقمار أنانك، فإنّ حركتها حول المشتري عكسية.
- مجموعة باسيفي: تتميز بحركتها العكسية.
- مجموعة الهيمالايا: تتكوّن هذه المجموعة من عدد من الأقمار تتجمّع مع بعضها، ويبلغ متوسط قطرها 85 كم، وهذا يجعلها خامس أكبر الأقمار التي تدور حول كوكب المشتري، ويُعتقد أن الهيمالايا كانت ذات يوم كويكبًا جُذب بواسطة جاذبية المشتري.
- شظايا التصادمات: هي أقمار صغيرة، وغالبًا ما تكون غير منتظمة الشكل، ويبدو أنها تتآكل باستمرار بسبب التصادمات المستمرة مع الأجسام الصغيرة، وقد صُنفت العديد من أقمار زحل وأورانوس ضمن هذه المجموعة.
درجة حرارة كوكب المشتري
عند الحديث عن الأمور المتعلقة بدرجة الحرارة، فإن كوكب المشتري يتميز بدرجات الحرارة القصوى، أي الحر الشديد والبرد الشديد، إلا أنه نظرًا لأن الكوكب لا يمتلك سطحًا فإنه من غير الممكن قياس درجة الحرارة في مكان واحد بدقة، وتختلف اختلافًا كبيرًا بين الغلاف الجوي واللب.
وفي الوقت الحالي، لا يمتلك العلماء أرقام دقيقة لطبيعة درجات الحرارة داخل الكوكب، ويصعب قياس درجة الحرارة مع التوجه إلى اللب لأن الضغط يشتد، ومع ذلك، فقد تمكن العلماء من الحصول على قراءات حول درجات حرارة العلوية من الغطاء السحابي وبلغت ما يُقارب -145 درجة مئوية، وبسبب هذه الدرجة الباردة للغاية، يتكون الغلاف الجوي في في هذا المستوى من بلورات الأمونيا وربما هايدرسلفيت الأمنيوم، وهو مادة صلبة متبلورة تتواجد فقط عندما تكون الحرارة باردة بدرجة كافية، وعلى الصعيد الآخر عند الدخول أعمق في الغلاف الجوي، فإن الضغط سيرتفع إلى درجة تبلغ عشرة أضعاف الضغط الموجود على الأرض، ويُعتقد أن درجة الحرارة تصل هناك إلى 21 درجة مئوية، أي أنها تعادل ما نسميه "درجة حرارة الغرفة" هنا على الأرض.
ومع الدخول أكثر في الغلاف الجوي يصبح الجو حارًا بدرجة كافية كي يتحول الهيدروجين إلى سائل، ويُعتقد أن درجة الحرارة عند هذا التحول تصل إلى أكثر من 9700 درجة مئوية، وفي الوقت نفسه، في لب أو نواة هذا الكوكب، الذي يُعتقد أنه يتألف من صخور وهيدروجين معدني، تصل درجة الحرارة إلى ما يُقارب 35,700 درجة مئوية، ومن الجدير بالاهتمام أن هذا التباين في درجات الحرارة من الممكن أن يقود إلى العواصف الشديدة على كوكب المشتري، إذ تنشأ العواصف على الأرض عند اختلاط الهواء البارد بالهواء الدافئ، ويعتقد العلماء أن الأمر نفسه ينطبق على كوكب المشتري، لكن الاختلاف أن التيارات النفاثة التي تحرك العواصف والرياح على الأرض سببها تسخين الشمس للغلاف الجوي، أما على كوكب المشتري، فسبب التيارات النفاثة هو حرارة الكوكب نفسه.[٧]
معلومات عن كوكب المشتري
وفيما يأتي بعض المعلومات الهامة عن كوكب المشتري:[٨]
- كوكب المشتري هو رابع جسم لامع في المجموعة الشمسية بعد الشمس والقمر والزهرة، كما أنه واحد من خمسة كواكب مرئية بالعين المجردة من الأرض.
- البابليون القدماء هم أول من شاهد كوكب المشتري، وكان هذا حوالي القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد.
- كوكب المشتري لديه أقصر يوم من بين جميع الكواكب، إذ يدور حول نفسه دورة كاملة كل 9 ساعات و55 دقيقة، وهذا الدوران السريع يساهم في تسطّح الكوكب قليلًا ومنحه شكلًا مفلطحًا.
- يدور كوكب المشتري حول الشمس مرة واحدة كل 11.8 سنة.
- يمتلك كوكب المشتري سحبًا فريدة من نوعها، وينقسم الغلاف الجوي العلوي لهذا الكوكب إلى أحزمة ومناطق سحابية، وهي مكونة في المقام الأول من بلورات الأمونيا والكبريت.
- البقعة الحمراء الكبرى الشهيرة على سطح المشتري هي عبارة عن عاصفة ضخمة، استعرت منذ 350 عامًا على الأقل، وهي كبيرة جدًا لدرجة أنها يمكن أن تتسع لثلاثة كواكب من الأرض.
- يتكون كوكب المشتري من الصخور والمعادن والهيدروجين، وتوجد أسفل غلافه الجوي الهائل الذي يتكون أساسًا من الهيدروجين طبقات من غاز الهيدروجين المضغوط والهيدروجين المعدني السائل ونواة من الجليد والصخور والمعادن.
- يحتوي كوكب المشتري على حلقات رفيعة تشبه حلقات كوكب زحل، تتكون من جزيئات الغبار التي نتجت جراء اصطدام المذنبات والكويكبات القادمة من العالم الخارجي، ويبدأ النظام الحلقي للمشتري على ارتفاع 92,000 كيلو متر فوق قمم السحاب، ويمتد إلى أكثر من 225,000 كيلو متر من الكوكب، أما بالنسبة لسماكتها فتتراوح بين 2000 و12,500 كيلو متر.
- أقمار جوبيتري، وهي أكبر أقمار المشتري، وقد اكتشفها العالم الإيطالي غاليليو غاليلي عام 1610 للميلاد، وليس هذا فحسب بل إن هذه الأقمار هي أول أجسام متحركة تدور حول أجسام أخرى اكتُشفت بعد اكتشاف حركة الشمس والأرض، وتقسم أقمار جاليليو إلى أربعة أجرام، وسميت بأسماء آلهة يونانية.
- زار كوكب المشتري ثماني مركبات فضائية من ضمن بعثات استكشافية لهذا الكوكب المهيب، وهي: بايونير 10 و11، وفوياجر 1 و2، وغاليليو، وكاسيني، وأوليسيس، ونيوهورايزن، وآخر هذه المهمات كانت لمركبة الفضاء جونو التي وصلت إليه في عام 2016، والرحلات المستقبلية القادمة ستركّز على استكشاف أقمار جانيميد، ويوروبا، وكاليستو، وما يوجد تحت سطحها.
المراجع
- ↑ "All About Jupiter", spaceplace,25-7-2019، Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ Ian Sample (7-10-2019), "Saturn overtakes Jupiter as host to most moons in solar system"، theguardian, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ "Jupiter Moons", solarsystem.nasa, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ Hal Hellman (9-9-1998), "Galileo vs. the Pope"، washingtonpost, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ "Jupiter Satellites", sciencedirect, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ "The moons of Jupiter", phys, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ↑ "What are Temperatures Like on Jupiter", universetoday, Retrieved 2019-10-22. Edited.
- ↑ "Jupiter Facts", space-facts, Retrieved 8-10-2019. Edited.