محتويات
كم عدد قوات الجيش المصري؟
مصر من الدول العربية التي لها مكانة خاصة لدى معظمنا، فنشعر دائمًا بأننا على اتصال معها ومع شعبها، ولا يقتصر الأمر على كونها حاضرة بيننا بفضل سلاسة لهجة أهلها، أو دورها الفني والثقافي القوي في المنطقة، بل نعرفها بفضل تاريخها العظيم، ففيها قامت واحدة من أعظم الحضارات البشريّة والتي لا نزال إلى الآن نحاول فهم بعض أسرارها، إلى جانب أنّ مصر تُعرف لدينا بكثافتها السكانية العالية فعدد السكّان فيها يصل إلى 104,124,40 مليون نسمة، الأمر الذي قد يدفع أيّ منّا للتساؤل حول جيشها وعدد الأفرد المصريين المنضمين للفرق المختلفة فيه، ووفقًا للإحصائيات السنوية الصادرة عن مؤسسة جلوبال فاير باور Global firepower للعام الحالي2021م، فإنّ الأفراد العسكريين في الجيش المصري يصل عددهم إلى حوالي 930 ألف عسكري بالمجمل، منهم حوالي 480 ألف جندي احتياط، الأمر الذي جعلها تحتل المرتبة الثالثة عشر من أصل 138 دولة شملتها إحصائية المؤسسة السابقة.[١]
فروع الجيش المصري
يتألف الجيش المصري من قوات فرعية مختلفة، تخدم كل واحدة منها أرض الوطن بطريقتها، ووفق اختصاصها، وفيما يلي أهم قوتين للجيش المصري، وهما: القوة الجوية والقوة البحرية:[٢]
القوات الجوية المصرية
يُصنّف سلاح الجو المصري كواحد من أقوى القوات في منطقة الشرق الأوسط بكاملها، إذ يحتل المركز الأول من حيث قوة الجهاز الجوي في القارة الافريقية، أمّا عالميًا فيحتل المركز الثامن، الأمر الذي يدل على تفوّقه من حيث عدد الجنود والتجهيزات العسكرية اللازمة، فعدد المصريين المنضمين لسلاح الجو يُقدر بحوالي 50,000 فردًا ما بين عسكريين وعمّال أو وظائف أخرى.
ويجدر الإشارة هنا إلى أنّ سلاح الجو المصري شُكّل عام 1930م، وكان يُسمى وقتها بسلاح الجو الملكي المصري، واعتمد في بدايته على الجنرالات البريطانيين لتدريب الجيوش وتجنيد الأفراد، ثم استعان بالقوات والطائرات السوفييتية الميج 21 في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبعدها تغيّر تشكيل القوات الجوية المصرية، بعد تزويدهم بالمعدات الحربية المختلفة من قبل الدول العظمى؛ كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصين، واستمرت التغييرات والتطورات تطال أجهزة وإدارة الجيش المصري إلى ثمانينات القرن الماضي، حين حصلت مصر على رخصة دولية، تمكّنها من تصنيع الطائرات الحربية مثل؛ ألفا جت Alphajet وتوكانو Tucano، ومروحيات ويستلاند جازل Westland Gazelle، وتمكّنت في نفس الفترة من إضافة أجهزة جديدة لقواتها الجوية مثل؛ طائرات آباتشي المزوّدة بأنظمة رادار متطوّرة، وشاركت القوات الجوية المصرية في مختلف الحروب التي قامت سابقًا في الشرق الأوسط منذ فترة الحرب العالمية الثانية، وحتى عام 1973 حين خاضت حربًا مع إسرائيل.
القوات البحرية المصرية
تُعد القوات البحرية في مصر الأكبر على المستوى الإفريقي والعربي، إذ يتكوّن أسطولها البحري من حوالي 319 سفينة حربيّة يجعلها سادس أكبر دولة من حيث عدد السفن، وعتادها الكبير يناسب مهامها، إذ تشرف القوات البحرية على حماية ما يزيد عن 2000كم من الشريط الساحلي على امتداد البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، بالإضافة لمهامها الدفاعية عن قناة السويس، ودورها في دعم العمليات العسكرية للجيش.
ويجدر الإشارة إلى أنّ بدايات تأسيسها كانت في السّتيّنيّات من القرن المنصرم بالاستعانة بالاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، وفي الثّمانينيات استعانت بالمعدات الصينية بالإضافة لأجهزة من مختلف الدول الأجنبية، أمّا مؤخرًا قامت القوات البحرية المصرية ببناء زوارق بحرية سريعة مزودة بصواريخ، تُعرف باسم سفن أمباسدور أم كيه Ambassador MK III، ومع هذا لا يعتبر السلاح البحري في مصر مستقلًا، فهو لا زال يعتمد على نظيره الجوي للقيام بالعمليات الاستطلاعية لمراقبة الغواصات الحربية وغيرها، ومن الحروب التي خاضتها القوّات البحريّة حرب عام 1967م ضد العدو الصّهويني، وأظهر أفرادها بسالة منقطعة النّظير، حين قامت بإغراق أحد الزوارق الصهيونيّة، والثانية خلال حرب 1973م، عندما قامت القوات البحرية بزراعة ألغامًا داخل خليج العقبة، بهدف إعاقة السفن التجارية ومنع مرورها لإيلات المحتلّة.
ما مهام الجيش المصري؟
لا يختلف دور الجيش المصري عن غيره من الجيوش الأخرى، إذ يتحور حول الدفاع عن الوطن من أي أخطار محتملة، بالطبع يخطر لك بأن الأخطار هذه عسكرية والمتمثلة بقيام الجيش بصد الهجمات والمشاركة في الحروب، إلّا أن الأخطار التي تواجه البلدان الآن لا تقتصر على الحروب، إذ يعد الأمن الاقتصادي والمدني من أهم الجوانب التي وُضعت ضمن المهام التي توكل للجيوش، وفيما يلي بعض من المهام التي يقوم بها الجيش المصري في مختلف القطاعات:[٣]
- القطاع العسكريّ أو الحربي: تحاول القوات المصريّة الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي فيما يخص الأدوات والأجهزة الحربية التي يستخدمها الجيش، إذ تسعى إلى عمل اللازم لزيادة إنتاجها المحليّ فيما يخص التكنولوجيا العسكرية والصناعات الحربية، فإذا ما وصلت الجيوش إلى الاستقلال العسكريّ من هذه الناحية، سهلت مهمتها في فرض سلطتها الإقليميّة، وتحقيق استقلاليّتها من النّاحية الأمنيّة، ناهيك عن الفوائد الاقتصادية لذلك من خلال توفير فرص العمل، ورفع مستويات التنمية الاقتصادية.
- القطاعات المدنيّة: يُعنى فريق مشروعات الخدمة الوطنيّة المصرية (NSPO) والتابع لوزارة الدفاع بتوجيه طاقات الجيش المصري نحو الدخول إلى القطاع الصناعي، فهناك أجهزة خاصة ضمن هذا الفريق تعمل على زيادة مشاركة الجيش المصري في كافة القطاعات الصناعية والإنتاجيّة، وقد بدأ هذا المشروع يؤتي ثماره بالفعل، إذ يبيع الجيش المصري منتجاته لمنتسبيه بأسعار مخفضة، ويتيحها بالأسواق للمدنيين بأسعار منافسة، تضمن بقاءه ضمن هذه السّوق، ومن أشهر المنتجات والسلع التي أشرف الجيش المصري على تصنيعها الأجهزة الإلكترونية، والملابس، والمستحضرات الصيدلانيّة كالأدوية، وغيرها الكثير.
- القطاع الزراعي: يؤمن الجيش المصري بأنّ الأمن الغذائي هو أول خطوة في سبيل تحقيق الأمن القومي، لذا فإن نفس الجهاز السابق (NSPO ) يؤدي دورًا مهمًا في الإشراف على مصانع الألبان، ومزارع السمك والدواجن، والجدير بالذكر هنا أنّ الجيش المصري نجح في سد حاجاته الغذائية بنسبة 60%، وساهم في سد 18% من حاجة الدولة.
- البنى التحتيّة للدولة: يتبنى الجيش المصري مشاريع إنشائية تُعنى بتطوير البنى التحتيّة لمصر، وذلك بقيامه بمشاريع الإمدادات الكهربائية، وإنشاء شبكات الصرف الصحي، وبناء الكباري والجسور، وشق الطرقات، وبناء المدارس، وغيرها.
مَعْلومَة: نشأة الجيش المصري
يعد الجيش المصري أحد أقدم الجيوش النظامية في المنطقة، إذ تعود بدايات تأسيسه لما قبل 5200 عام، بعدما توحدت مصر عام 3200 قبل الميلاد على يد الملك نارمر، فقبل قيامه بذلك كان لكل إقليم مصري جيشًا خاصًا به يدافع عنه، وبعد التوحيد أصبح لمصر جيش واحد تحت إمرته، وكانت مصر في ذلك الوقت تمتد من تركيا إلى الصومال، ومن العراق إلى ليبيا، وقد امتاز الجيش المصري منذ نشأته بحنكته العسكرية، فلا تزال بعض الخطط الحربية للجيش المصري تُدَرَّس في الأكاديميات العسكرية الحالية في مصر ومختلف دول العالم، ومن وقتها قدّم الجيش المصري بطولات حقيقية في مختلف المعارك والحروب التي شارك فيها، بدءًا من مشاركته في حرب عام 1967م، ودوره التاريخي في معركة رأس العش التي دمّر فيها السفن الصّهيونيّة المتمركزة قبالة السواحل المصرية في بور سعيد بالاستعانة بالصواريخ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها الصواريخ من قبل أحد الجيوش العربية، وصولًا إلى حرب الاستنزاف التي مهدت الطريق للجيش المصري ليشارك في معركة العبور عام 1973م التي تعرّف باسم حرب السادس من أكتوبر، وفيها تغلّب الجيش المصري على أكبر سد مائي وعملوا على هدم الحاجز الترابي وحطموا خط بارليف.[٤]
المراجع
- ↑ "Egypt Military Strength (2021)", globalfirepower, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ↑ "The Military of Egypt", fanack, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ stephen H., " the role of the Egyptian military in domestic society ", community.apan, Retrieved 17/1/2021. Edited.
- ↑ "الجيش المصري أمجاد وبطولات"، الهيئة العامة للاستعلامات، 28/11/2016، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2021. بتصرّف.