بحث عن كليوباترا

كليوباترا

تعد كليوباترا من أشهر من حكم مصر القديمة؛ إذ كانت الملكة السابعة للفراعنة، ويُعرّف اسم كليوباترا بأنّه اسم يوناني لسلالة مقدونية ويعني ابنة المجد، وقد حكمت مصر مع أخيها الأصغر بطليموس الثالث عشر، ليقودوا مصر بعد وفاة أبيها بطليموس الثاني عشر، لكن كليوباترا أرادت أن تحكم مصر لوحدها فخلقت العديد من المشاكل والنزاعات ممّا أدّى إلى نفيها خارج مصر على عكس ما كانت تأمل، وانتقلت إلى سوريا ثم عادت مع جيش خاص بها وأقامت أمام العاصمة.[١] أمّا عن طبائعها الشخصية، فعرفت كليوباترا بعدم الوفاء بالوعود، خاصة في الأمور المادية كالهدايا اللوجستية للممالك وغيرها، كما يصعب التعامل معها من قبل الحاشية فقد كانت متكبرة ومتغطرسة، وسميت في روما الوحش القاتل، وعار مصر، وتسببت في طرد أنتوني لزوجته الأولى من قصره الذي يعيش فيه في روما، وكان ذلك مستغربًا لكون كليوباترا لا تتفوق على زوجته أوكتافيا من أي ناحية جمالية أو فكرية.[٢]


صفات كليوباترا

عرفت كليوباترا بشخصيتها الساحرة، وقدرتها على لفت انتباه الناس من حولها، فمنذ الولادة وكغيرها من ملوك مصر كانت تعد نفسها واحدة من الآلهة، وخلقت العديد من الأساطير الخيالية حول ذاتها ما زالت تروى إلى يومنا، واشتهرت كليوباترا إلى جانب شخصيتها بأسطورة جمالها الساحر؛ فقد كانت تهتم بمظهرها الخارجي كثيرًا، إلّا أن علماء الآثار والباحثين أدركوا من صورها المنقوشة على العملات المعدنية المصرية الموجودة في المتاحف أنّها لم تكن جميلة ولكن شخصيتها الجذابة والذكاء والدهاء الذي امتلكته جعل منها امرأة مؤثرة ومختلفة، فقد حازت بحب اثنين من أعظم الشخصيات في التاريخ وهم يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس، كما عرفت بحبها المفرط للأزياء؛ فقد كانت تخصص زيًا ملائمًا لكل مناسبة وحرصت على التميّز في الحفلات التنكرية وهو ما يدل على شخصيه سياسية بارزة حسب ما قاله عالم الآثار فليتشر، كما أنّها امتلكت صوتًا جميلًا ساعدها في إخضاع الناس لرغباتها.[٢]


قصة حكم كليوباترا

أخرج أوصياء شقيق كليوباترا من مصر ونفوها إلى سوريا بعد وفاة والدها، وكان الرومان قد وضعوا مصر تحت الحماية الرومانية في ذلك الوقت، وتزامن ذلك مع وصول حاكم روما يوليوس قيصر إلى الإسكندرية، إذ وقع في حب كليوباترا وطلبت منه المساعدة في استعادة الحكم، وأعاد سيطرتها من خلال محاربة المعارضين لحكمها وإغراق شقيقها بطليموس الثالث عشر في نهر النيل أثناء هروبه، وهكذا أعاد يولويس حكم مصر لكليوباترا مع شقيقها الآخر بطليموس الرابع عشر.[١]

واستمر صراع كليوباترا على العرش؛ إذ تزوجت من يوليوس قيصر وأنجبت منه ابنها المسمى قيصرون، وتأكدت من عدم تهديد أيّ شخص لحكمه في المستقبل، لتبقي مصر تحت سيطرتها من خلال ابنها، وقتلت أخيها غير الشقيق بطليموس الرابع عشر، من خلال إرسال أختها أرسينوي وكانت من أبرز الداعمين لسياسات كليوباترا، وبعدها أصبحت كليوباترا حاكمة مصر والمشرفة على جميع أعمالها، وكانت أغنى حضارة في العالم المتوسط، بالإضافة إلى استمرارها كدولة مستقلة عن روما.[١]

ويمكن استنباط بعض المعلومات من الآثار المصرية المتبقية من طريقة حكمها؛ إذ تدل بعضها على أنّ كليوباترا حظيت بشعبيّة كبيرة أثناء حكمها عكست إيجابًا على تطور البلاد، واتخذت كليوباترا من الإسكندرية عاصمة لحكمها، كمن سبقها من الفراعنة المنحدرين من أصل يوناني، وتحدّثت اللغة اليونانية والتزمت بعادات اليونان، وفصلت نفسها عن العرقية المصرية، ولكن في نفس الوقت عملت جاهدة على تعلم اللغة المصرية والظهور للشعب بصورة الحاكم على الطراز المصري الفرعوني التقليدي، وعززت موقعها الوطني والسياسي كحاكم للمنطقة من خلال هذا الأسلوب، وتظهر كليوباترا في بردية ترجع إلى عام 35 قبل الميلاد بعنوان كليوباترا فيلوباتريس، وتعني المرأة المحبة لبلدها.[١]

بعد حكمها الإسكندرية عاشت كليوباترا قصة حب مع يوليوس قيصر، وتزوجها يوليوس بالرغم من وجود زوجات له في روما، وزاروا روما معًا أكثر من مرة، وحضرا حفل إقامة تمثال ذهبي على شرف كليوباترا، وعرف عن حياتهما أنّها مليئة بالصخب والفجور، وفي عام 44 قبل الميلاد قتل قيصر أثناء تواجد كليوباترا في روما، واستلم ماركوس أنطونيوس المعروف باسم أنتوني حكم روما، وانتقل إلى مصر ثم وقع في حب كليوباترا وتزوجا، ثمّ أسسوا معًا حياة مكرسة لعبادة الآلهة، وفي سنة 40 قبل الميلاد، أنجب توأمان لأنتوني وكليوباترا أسموهما كليوباترا سيلين وألكساندر هيليوس.[٣]


وفاة الملكة كليوباترا

تعد وفاة الملكة كليوباترا حادثة مأساوية وغير متوقعة، كما تروي الكثير من معاني الحب والكبرياء، فبعد فترة من حكمها مع زوجها أنتوني، والذي حكم نصف روما في ذلك الوقت، أعلن الحاكم الآخر لروما وهو الملك الروماني أوكتافيان الحرب على أنتوني وزوجته كليوباترا للتفرد بالمُلك لنفسه، وبعد معركة غير متكافئة، هربت سفن كليوباترا إلى مصر بعد هزيمة قوات أنتوني في روما، وانتصر الملك أوكتافان وأصبحت مصر في عهدة المملكة الرومانية، وفي تلك الفترة أشيع خبر عن وفاة كليوباترا فوصل إلى زوجها أنتوني، وحزن حزنًا شديدًا وأقدم على الانتحار وقتل نفسه بالسيف، وعندما علمت كليوباترا بخبر وفاة زوجها، وطلب الملك أوكتفان منها أن تأتي للقصر الملكي لتمجيد نصره، شعرت كليوباترا بالإهانة الشديدة وأحضرت نوعًا من الأفاعي السامّة تسمى بالكوبرا ثم لدغتها بيدها لتنتحر عن طريق السمّ، ودفنت إلى جانب زوجها أنتوني تلبية لرغبتها، تاركة أوكتافيان للاحتفال بسلطته وتوحيد روما.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Who Was Cleopatra?", smithsonianmag, Retrieved 3-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Was Cleopatra Beautiful?", penelope.uchicago, Retrieved 3-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Cleopatra", britannica, Retrieved 3-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :