محتويات
روما
تُعدّ روما عاصمة إيطاليا، وأكبر مدنها، وهي توجد في إقليم لاتسيو بالوسط الغربي لشبه الجزيرة الإيطالية، ويمر بها نهر التيبر، وتصل مساحتها إلى 1.287.36 كيلو متر مربع، وسُميت قديمًا باسم "المدينة الخالدة"؛ وذلك بسبب مركزها السياسي، والديني المهم، وهناك اعتقاد بأنها أول مدينة كبيرة ذات تأثير ثقافي، وديني عظيمين عالميًّا في التاريخ.[١]
تضم روما كثيرًا من الأبنية التاريخية الغنية بالتاريخ، وطبيعة في غاية الجمال، إذ فيها مبنى البانثيون، والكولوسيوم، ونافورة تريفي، وساحة إسبانيا، وديقة فيلا بوربيزي، وغيرها الكثير.[٢]
عدد سكان روما
تصل الزيادة الطبيعية في روما إلى ما يُقارب 51 في الألف في الأماكن الريفية، أما في المدينة فتصل الزيادة الزيادة الطبيعية إلى 5 في الألف، وما يزيد عدد سكان روما أيضًا الهجرة إليها، إذ تُعاني روما من مشكلة ازدياد عدد الإناث عن عدد الذكور، كما يدل الهرم السكاني بها إلى عدم فتوّة السكان، إذ إن قاعدته ليست عريضة، وفي النهار يبلغ عدد سكانها ما يُقارب 5 ملايين نسمة مع العلم بأن عدد سكانها وصل عام 1991 إلى 2340000 نسمة، وفي عام 2003 وصل إلى أكثر من 3400000 نسمة.[٣]
تاريخ روما
توجد العديد من الروايات المُتعلقة بنشأة روما وتسميتها، وتتمثل الرواية الرسمية بأنه شُيّدت المدينة في يوم الواحد والعشرين من شهر نيسان من العام 753 قبل الميلاد، وأول ملك حكمها هو "رومولو"، ومنه اشتُقّ اسم المدينة، وهناك اعتقاد بأن روما كانت على مدار ثلاثة آلاف عام أول مدينة في التاريخ الإنساني، وقلب واحدة من الحضارات الإنسانية، وقد أثرت بصورة كبيرة على الثقافة، والأدب، واللغة، والفن، والفلسفة، والعمارة، والدين، والقانون على مستوى العالم، وظهرت اللغة اللاتينية في روما، وقد كانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية التي كانت مُسيطرة على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وعلى قسم كبير من أوروبا، والدولة البابوية.
وتعدّ روما مركز الديانة المسيحية الكاثوليكية، كما أنها العاصمة الوحيدة في العالم التي تستقبل في أراضيها دولة أخرى، وهي دولة الفاتيكان التي تُعد أصغر دولة في العالم، فهي توصف في معظم الأحيان بأنها عاصمة لدولتين، ويُذكر في التاريخ بأن مدينة روما كانت ذا نظام ملكي لمدة 244 سنة، ويرجع أصل ملوكها إلى اللاتينيين والسابيين، ثم حكمها ملوك الأترورية، إلا أن تاريخ روما المُتحقَقُ منه بدأ منذ أن استغنت المدينة عن نظام الملكية، إذ أُنشئت جمهورية روما سنة 509 قبل الميلاد عندما حدث تراجع بطيء للحضارة الأترورية التي تحكم آخر ملوكها بروما الملكية، ودخلت روما في هذه الفترة في الوقت الذي تأثرت فيه بالحضارة اليونانية التي منعت توسع شعب الأتروسكان بصورة أكثر في المدينة، وفي هذا الزمن بدأت الديمقراطية بالانتشار بمُساعدة من القناصل، والقضاة، والمسؤولين إلى درجة المُساواة بين حقوق كل من النبلاء، والعامة.
مع حلول القرن الثاني قبل الميلاد، والقرن الثالث قبل الميلاد كانت روما قد أصبحت تُسيطر على دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وبلاد الشرق، وازدهرت بصورة كبيرة في فترة حكم أوكتافيوس الذي عمد إلى إنشاء الإمبراطورية، وتوسعت في عهده كثيرًا، فقام مجلس الشيوخ المعروف باسم "السناتو" بتلقيبه ب "آوغوسطو"، ويُقصد بهذا اللقب الفخامة، أو الجلالة، وفي زمن الحكام الذين أتوا بعده وصلت سيطرة روما إلى العالم كله، إذ بسطت حكمها من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي وصولًا إلى بريطانيا ومصر، وأصبحت روما في ذلك الزمن عاصمة للعالم بأسره.
في عهد الإمبراطور قسطنطين تغيرت روما، فقد جمع كافة إمارات الإمبراطورية في شخصه، كما نقل مقر الإمبراطورية من روما إلى مدينة القسطنطينية المعروفة الآن باسم إسطنبول، وعلى الرغم من هذه التحولات فقد بقيت روما تنشر رسالتها المسيحية إلى العالم، وبقيت كنيستها تُمارس نفوذًا قويًا لمدة خمسة قرون جمعت أثناءها ولايات الإمبراطورية تحت حكمها، وبأمر من قُسطنطين أُنشئت العديد من الكنائس في روما، ومن أبرزها كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، وكنيسة القديس يوحنا لاترانو.
ودُمّرت روما، ونُهبت مرتين من قبل القوط الغربيين في عام 410، وعام 455، وأُعيد تشييدها من قبل الباباوات، إلا أنها دُمّرت مرة ثانية عام 472، بعدها سيطر البيزنطيون عليها، وكان ذلك عام 1536، فأصبحت مقرًا للبابوية، واستغرق حكم البيزنطيين لها قرنين من الزمن، وفي نهاية القرن الثامن عشر، وتحديدًا عام 1798 أُعلنت جمهورية روما، وانتهت سلطة البابوات، وعندما جاء نابليون بونابارت أضحت روما جُزءًا هامًا من الإمبراطورية الفرنسية الأولى، وأُعلنت كمدينة ثانية للإمبراطورية الفرنسية، ومركزًا للإدارة.
وفي عام 1870 أعلنت عائلة سافويا المالكى روما كعاصمة لدولة إيطاليا، وبُنيت المدينة، ورُممت، وأُنشئت الأبنية الوزارية، والمؤسسات السياسية، ودفع ذلك روما للتطور، والازدهار لتُصبح لائقة بإيطاليا، فدخلت الحضارة الحديثة، وحدث تطور اجتماعي، واقتصادي ملحوظ، وفي عام 1922 سيطر الفاشيون على روما، وعُيّن الملك فيتوريو إيمانويلي الثالث بينيتو موسوليني رئيسًا للحكومة، فتوطدت السلطة من خلال تأسيس حكم ديكتاتوري، وبحلول عام 1940 انضمت إيطاليا إلى الحرب العالمية الثانية بجوار النازيين، وتعرضت مدينة روما عام 1943 لقصف حاد من قبل سلاح الجو الأمريكي أدى إلى قتل ثلاثة آلاف شخص، وفي الخامس والعشرين من شهر تموز من العام 1943 سيطر الألمان على روما لمدة ثمانية أشهر، أي إلى أن حُرّرت في الرابع من شهر حزيران من العام 1944، ومن الأمور المُثيرة للاستغراب وجود سفارة إيطالية في روما، وتحديدًا في حاضرة الفاتيكان، وهي الحالة الوحيدة في العالم التي تتواجد بها سفارة لبلد داخل حدوده، وهي أيضًا مركزًا لكافة المؤسسات الأساسية للدولة، إضافة إلى عدد من المؤسسات الدولية.[١]