أين تقع مدينة تمنراست

موقع مدينة تمنراست

تقع مدينة تمنراست في الجهة الجنوبية من العاصمة الجزائر، وتبعد عنها مسافة 2000 كيلو متر تقريبًا، وتحدها من الجهة الشمالية ولاية ورقلة وولاية غرداية، ومن الجهة الشرقية ولاية إليزي، ومن الجهة الغربية ولاية أدرار، ومن الجهة الجنوبية دولة مالي ودولة النيجر، وتعد تمنراست أكبر الولايات في الجزائر من حيث المساحة، وبالرغم من أنها توجد في قلب الصحراء إلا أنها تتميز بمناخها المتعدد والذي يغلب عليه الاعتدال بسبب تضاريسها الجبلية، فهي توجد على ارتفاع 1400 متر عن مستوى سطح البحر، وتتضمن سلسلة جبال الهقار والتي تشتمل على أعلى القمم الجبلية في الجزائر، وهي تاهات آتاكور والتي يصل ارتفاعها لـ 3303 متر.[١]


السياحة الصحراوية في الجزائر

تعد صحراء الجزائر أرضًا فريدة ومميزة، وذلك بسبب ما يوجد فيها من تكوينات بركانية نُحتت بفعل الرياح بأشكال وتصاميم مدهشة وجميلة، وتتميز مدينة تمنراست عاصمة الهقار الجزائرية بتاريخ عريق، ويظهر ذلك جليًا من خلال النقوش الحجرية والرسومات التي تعكس تاريخ المنطقة والتي تتضمن تيديكلت وبطاسيلي الهقار، والتي تعد اليوم أغنى المتاحف الموجودة في الهواء الطلق لفنون ما قبل التاريخ، لذا أدرجت منظمة اليونسكو الحظيرة الوطنية للهقار ضمن قائمة التراث العالمي المحفوظ.

وتشتهر المدينة تمنراست بأنها ملحمة الرجال الزرق وهم "أهل اللثام" أو "الطوارق" أو الذين عرفوا بكنية "الرجال الأزرق"، وقد أُطلق عليهم هذا الاسم بسبب ارتداء الكوفية والعمامة الزرقاء، فقد تحدى هؤلاء مصاعب الصحراء الكبرى منذ قديم الزمان، وجعلوا منها متحفًا فريدًا، فأينما يتوجه النظر نحو أضلاع السلسلة الجبلية يشعر وكأنه يلامس حضارة العصر الحجري، ومهارة الإنسان الأول في منطقة تواجد الإنسان فيها قبل نصف مليون سنة، كما دلت الحفريات على ذلك.

وقد بقيت تمنراست تجذب اهتمام الشعوب من أمثال البربر (الطوارق) الذين جاؤوا من عزان، وقد شهدت كذلك تواجدًا بشريًا نشيطًا عندما استقر الرومان في الجهة الشمالية من أفريقيا واتخذوها مسلكًا وقطبًا تجاريًا هامًا، وأصبحت مكان التقاء القوافل التجارية القادمة من أفريقيا وأوروبا (روما)، وقد استقر بها خلال الفتح الإسلامي الشرفاء والمرابطون من الساقية الحمراء وتافيلالات، وخلال فترة احتلال فرنسا شهدت وقوع الكثير من الثورات الشعبية والمقاومات.

وتعد مدينة تمنراست الوجهة السياحية الأولى في الجزائر للعديد من السياح من مختلف بقاع العالم، وذلك بسبب ما تشتمل عليه من معالم طبيعية مكنتها بجدارة كي تكون مدينة سياحية من الطراز الرفيع، فصحراؤها تبعث في النفس الهدوء، والسكينة، وروح التأمل كي ترجع بالناظر إليها إلى الأصول الأولى للإنسان.[٢]


سمات مدينة تمنراست

تتميز ولاية تمنراست أرض الطوارق بكرم أهلها، وطيبتهم، واستقبالهم، ومساعدتهم لضيوف الصحراء بكل ما يملكون، وأما المرأة الطارقية فتمتاز بجمال خاص، ولها حضور بارز ومميز في مجتمع الطوارق، وتستعمل امرأة الطوارق "النيلة" من أجل صبغ أصابعها باللون الأزرق، إذ تستخدمها من أجل الزينة من جهة، ومن أجل الحماية من شمس الصحراء وبردها من جهة ثانية، ويغلب على لون ملابسها الأزرق ودرجاته، بالإضافة إلى اللون البني والعنابي، ولمرأة الطوارق حضور واضح في التراث والأساطير والفنون التي تزخر به المنطقة الصحراوية.

وقد ابتكرت المرأة الطارقية موسيقى "الأمزاد" التي يختص بها الطوارق، إذ تؤديها النساء من خلال العزف على آلة "الأمزاد" وهي عبارة عن كمان بوتر واحد، ويُقال بأن مكانة هذه الآلة ترجع إلى أنه عندما كانت القبائل تتحارب صنعت إحدى النساء آلة "الامزاد"، وأخذت بالعزف بين القبيلتين اللتين تقتتلان تعبيرًا منها عن احتجاجها على ذلك القتال، وعندما سمع المقاتلون هذه الموسيقى، سكنوا وألقوا أسلحتهم.

وتمتاز منطقة الأهقار بالصناعات التقليدية، وتحتوي تمنراست على عدد من مشاغل الجلود والفضيات، وكذلك يوجد فيها معهد مهني وجامعة، وتنتشر محلات بيع الأعمال اليدوية في الشارع القديم في تمنراست التي يتوافد إليها السياح من مختلف مناطق العالم، وتستخدم في الجولات السياحية في تلك الصحراء البركانية سيارات الدفع الرباعي.

توجد في منطقة الصحراء الكبرى في الجزائر طقوس خاصة للشاي والذي يسمى "التاي"، وللشاي عندهم ثلاث درجات؛ حلو ومتوسط الحلاوة ومرّ، ويقال بأنه في الجلسة الواحدة يُتناول الشاي بدرجاته الثلاثة، دلالة على الموت والحياة، والتناوب بين الحلاوة والمرارة.[٣]


المراجع

  1. "الموقع الجغرافي"، mdar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-19. بتصرّف.
  2. "السياحة الصحراوية في الجزائر"، alarab، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-19. بتصرّف.
  3. "سمات مميزة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-19. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :