موقع سوهاج
تقع محافظة سوهاج في صعيد مصر تحديدًا جنوب أسيوط وشمال محافظة قنا، وتبعد عن العاصمة المصرية القاهرة حوالي 467 كيلومتر، وعن محافظة أسوان 412 كيلو متر، و200 كيلو متر عن محافظة الأقصر، وحوالي 700 كيلومر من مدينة الإسكندرية، وتبلغ مساحتها الكليّة حوالي 1500 كيلومتر مربّع، وتقدّر المساحة المأهولة بالسكّان حوالي 150 كيلو متر مربّع، كما يقدّر عدد سكان هذه المحافظة حوالي خمسة ملايين نسمة[١] ويقسم نهر النيل هذه المحافظة إلى نصفين، النصف الشرقي، والنصف الغربي، وتقع جميع الأراضي الصالحة للزارعة تقريبًا على غرب النهر، كما تعدّ منطقة صالحة للسكن ومن أكثر المناطق السكنية كثافةً في مصر، ويعد ثلاثة أرباع السكّان من العاملين في مجال الزراعة، وتشتهر سوهاج في زراعة محاصيل رئيسية مثل القطن، والقمح، والسكّر، والقصب، والبصل، والفول السوداني، والبطيخ، كما تشمل على صناعات محلية مثل نسج الحرير، وتسقى الأراضي الزراعية دائمًا.[٢]
تاريخ سوهاج
تعد محافظة سوهاج من أكثر الوجهات المصرية القديمة، ويؤكّد بعض المؤرخين أن هذه المنطقة مأهولة بالسكّان خلال حكم الملك مينيس، وموحدي مصر العليا والدنيت خلال القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت تعد سوهاج عاصمة مصر في عهد الأسرتين الأولى والثانية للمملكة القديمة في مصر القديمة، وأظهرت الحفريات أنقاض معبد سيت الأول في سوهاج وأسماء الملوك ابتداءً من مينيس إلى سيتي الأول الّذي حكم مصر خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وأصبحت بعد ذلك ذات أهمية كبيرة في عهد الأسرة الرابعة عندما أنشئ معهد ديني مهم لأبيدوس، وأصبح موقعًا رئيسيًا للحج للمصريين القدماء، وتعد أبيدوس واحدة من أكثر المواقع الأثرية المصرية شهرةً، الأمر الّذي وجد فيه العلماء والمؤرخون مصدرًا مهمًا لتعلم أمور حياتية كثيرة كالسياسة، والأمور الاجتماعية، والدينية عن مصر القديمة، لكن مع تراجع العصر الفرعوني في مصر، بدأ الإغريق في احتلال مناطق مختلفة من العالم القديم، كما احتل البطالمة الإغريقيون مصر لمدة ثلاث عقود، وانتهت سنة 30 قبل الميلاد، عندما انتحرت كيلوباترا، وسيطر الرومان على العالم.[١]
أقام البطالمة العديد من المنشآت المصرية، وكان لسوهاج حصتها بين مدن أخرى في أرض النيل، وإحدى هذه المؤسسات هي مدينة آريت الّتي بناها بطليموس الأول في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، وأصبحت عاصمة لمدينة طيبة، ثم تحولت لعاصمة كل منطقة الصعيد آنذاك، وتعد مدينة أخميم من أشهر مناطق سوهاج المعروفة من ذلك الوقت حتى يومنا هذا، إذ سميت باسم بانوبوليس من قبل البطالمة، وذكرت المدينة في سجلات المؤرّخ الشهير هيرودوت باعتبارها واحدة من أكثر المدن المتحضّرة في العصر البطلمي في مصر، وخلال الفترة الرومانية في مصر والّتي حكمت البلاد لمدة تزيد عن سبعة عقود ولد السيّد المسيح، وكان المصريون الّذين اعتنقوا المسيحية يعاملون بوحشية من قبل الأباطرة الرومان، الأمر الّذي أجبر المسيحيين المصريين على اللجوء إلى الصحراء والمناطق المعزولة لتأسيس أول مجتمع رهباني في العالم، وعدت سوهاج مقاطعة مهمة في مصر خلال الحكم الإسلامي فيها، ووتسمى حاليًا الصعيد، أو محافظة جرجا الّتي ما تزال واحدة من أهم مدن محافظة سوهاج حتى اليوم، الّتي تشمل على مسجد سوهاج العتيق، وهو أحد أقدم المساجد الّتي تأسست في مصر، إضافة إلى مسجد العارف بالله، ومسجد الأمير، ومسجد السوق، وفي عام 1960 ميلاديًا، تحوّلت من مديرية إلى محافظة سميًّا.[١]
الصناعة في سوهاج
تمتلك محافظة سوهاج العديد من مصانع القطن، والنسيج، وتجهيز الأغذية، ومصانع لتصنيع قطع غيار السيارات، والعديد من الأماكن لتصليح السيارات، إضافة إلى وجود جامعة سوهاج الشهيرة الّتي تدرس التجارة، والطب، والزراعة، وغيرها من التخصصات، وتحتوي المحافظة على أربع مناطق صناعية، واحدة في حي الكوثر وتبلغ مساحتها 600 فدان، والثانية هي منطقة الأحايوه وتبلغ مساحتها حوالي 250 فدانًا، والثالثة هي منطقة جرجا وتبلغ حوالي 1086 فدانًا، والرابعة هي منطقة الكوثر الّتي تحتوي على مجمّع صناعي للصناعات الصغيرة وتتكوّن من 720 وحدة إنتاجية، والجدير بالذكر أن هذه الصناعات خففت كثيرًا من نسبة البطالة بين شباب محافظة سوهاج، إذ إن أغلب هذه الصناعات تعتمد على مواد أولية متوفّرة محليّا؛ مما يقلل هذا الأمر من كلفة الإنتاج.ref name="t9EnLHCHEw">"Sūhāj", britannica, Retrieved 1-8-2019. Edited.</ref>
السياحة في سوهاج
تعدّ سوهاج عاصمة إدارية وثقافية واقتصادية، وتشمل العديد من المعالم الهامة مثل أبيدوس وهو الموقع الرئيسي للحج في عهد الفراعنة، وهو معبد شيّده رمسيس الثاني في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، إذ يستضيف هذا المعبد أكبر تمثال لزوجة فرعونية في تاريخ مصر القديم عثر عليه حتى يومنها هذا، كما يبلغ ارتفاع تمثال الأميرة ميريت آمون حوالي 12 مترًا، ويزن أكثر من 31 طنًا، ويحتوي المعبد على تمثالين كبيرين لرمسيس الثاني، إضافة إلى تمثال روماني، وبعض أنقاض الأعمدة والجدران، وعلى الرغم من أن ركود السياحة فيها إلا أن بعض المسافرين يستهدفونها لعيش تجربة الفلاحين المصريين، وتجربة العادات والتقاليد المصرية، والجدير بالذكر أن على الحكومة المصرية الاهتمام بالمحافظة بجذب المزيد من السيّاح الّذين يرغبون في قضاء إجازتهم في مصر.[١]
وتحتوي سوهاج على متحف وطني يعرض آثارًا محلية بما في ذلك المستخرجة من حفريات معبد رمسيس الثاني، كما تحتوي على الدير الأبيض، وهي عبارة عن أرض صخرية فوق مستوى فيضان النيل القديم على بعد ستة كيلو مترات غرب سوهاج، إذ أسس الدير الأبيض على يد القديس شنودة قبل حوالي 400 سنة، إضافة إلى الدير الأحمر الواقع على بعد أربعة كيلومترات من شرق الدير الأبيض، وكان من أكثر المباني المسيحية شهرةً في مصر، الّتي أسسها بيسا تلميذ شنودة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Sohag Egypt tourist Attractions", gattours, Retrieved 1-8-2019. Edited.
- ↑ "Sūhāj", britannica, Retrieved 1-8-2019. Edited.
- ↑ "Top choice monastery in Sohag", lonelyplanet, Retrieved 1-8-2019. Edited.