أين تقع رام الله

مدينة رام الله

رام الله هي مدينة فلسطينية تُعد عاصمةً إدارية مؤقتة للسلطة الوطنية في فلسطين، ويوجد فيها مقر المقاطعة والمجلس التشريعي، ومقر جهاز الأمن العام، والكثير من وزارات السلطة ومكاتبها، وتوجد رام الله في سلسلة جبال القدس، وتعلو عن سطح البحر مسافة تتراوح بين 830 و880 مترًا، وتبعد رام الله عن القدس 15 كيلو مترًا، وعن البحر المتوسط 45 كيلو مترًا من الشرق، وعن نابلس 36 كيلو مترًا من الجنوب، وعن الخليل 82 كيلو مترًا من الشمال، وعن غزة 82 كيلو مترًا من الشرق، وعن يافا 45 كيلو مترًا من ناحية الشرق، وعن يافا 105 كيلو متر من الشرق ويُحيط بالمدينة الجبال من الناحية الشرقية والجنوبية، وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة إلا أن عدد سكانها وصل إلى ما يُقارب الثلاثين ألف نسمة، فقد امتلأت باللاجئين بعد حدوث النكبة، إضافة إلى انتشار الهجرة الداخلية بهدف العمل بها، خاصة بعد دخول السلطة الفلسطينية إليها وتغيرها إلى مركز إداري للسلطة.[١]


مناخ رام الله

تمتلك رام الله مناخًا مُعتدلًا يرجع إلى مناخ البحر المتوسط شبه الرطب، ومناخها لطيف نتيجة ارتفاع رام الله ومجاورتها للبحر، ويصل متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف إلى 22 درجة مئوية، أما الرطوبة النسبية فتنخفض إلى 55%، ونتيجة لهذا المناخ أصبحت رام الله مصيفًا مثاليًا في فلسطين، ويصل متوسط درجة الحرارة السنوي إلى 16 درجة مئوية، وتُصبح شتاءً منخفضة جدًا، إذ يبلغ متوسطها 8.5 درجة مئوية، وتتعرض رام الله لموجات شديدة البرودة بسبب هبوب كتل هوائية باردة آتية من الناحية الشمالية، ويصل متوسط الأمطار السنوي إلى 600 ملليلتر، وهي كمية ممتازة لنمو الغابات، والنباتات، والمحاصيل الزراعية، ولتجمع المياه الجوفية، غير أن هذه الأمطار غير منتظمة، إذ تتمركز بأيام محدودة من العام لا تتعدى الـ 90 يومًا، لذلك يعمد السكان إلى تخزين مياه الأمطار بآبار، وصهاريج على سطوح البيوت من أجل استخدامها عند الحاجة لها، وتهطل الثلوج كل عام في المدينة.[٢]


تاريخ رام الله

كانت رام الله قرية صغيرة من قرى البيرة، ومعنى اسمها "أراد الله"، أو "الله قضى"، وسُميت بذلك بعد القرون الوسطى، وبعد حدوث الفتح الإسلامي بدأت رام الله تكبر تدريجيًا، وفي فترة الحملات الصليبية كانت رام الله عبارة عن مستعمرة زراعية صليبية صغيرة الحجم اسمها "Ramalie"، ويُخمّن بأن البرج الموجود في الطيرة هو من مخلفات بناء صليبي أُقيم في تلك الفترة، وتطورت رام الله نتيجة هجرة عائلتين من منطقة الشوبك الواقعة جنوب الأردن في نهاية القرن الخامس عشر ميلادي، وإحدى العائلتين عائلة راشد الحدادين وهي مسيحية الديانة، وأقامت عائلة الحدادين في قرية رام الله التي تعود لعائلة من البيرة، أما العائلة الثانية عائلة حسين طناش، وهي عائلة مسلمة سكنت بمنطقة البيرة.[٣] وذُكرت قصة تأسيس مدينة رام الله، فقيل بأنه نشب خلاف بين عشائر منطقة الكرك، وتحديدًا بين عائلة الحدادين المسيحية، وبين عائلة بني عمر المتحكمة في الكرك، وسبب هذا الخلاف رفض المسؤول عن قبيلة الحدادين واسمه راشد تزويج ابنته لابن شيخ قبيلة بني عمر المسلم الأمر الذي أدى إلى رحيل الحدادين عن المنطقة بالخفاء ليلًا، وانتقل مع من خرج معه إلى ضواحي البيرة، وأُعجبوا بقرية رام الله بسبب الأحراش والحطب الكثير فيها، وقد اشتروا الأرض من أصحابها الغزاونة الذين يُعدون سكان منطقة البيرة الأصليين، حينها طُورت المنطقة وازدهرت إلى أن أصبحت كما هي عليه الآن.[٣]


وظائف رام الله

فيما يأتي أهم الوظائف في رام الله:[٢]

  • الوظيفة الزراعية: يوجد قسم من أهالي رام الله يعملون في الزراعة، وذلك لوجود مقومات ناجحة كالأرض، والمناخ، والنقود، والإنسان، إذ يُرسل أبناء المزارعين النقود، ثم يستثمرونها في العناية بالأرض وتطوير الأساليب لزراعية واستعمال الحصادات والجرارات للحصول على أفضل النتائج، وتمت محاربة الآفات والحشرات التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية بطرق عصرية فعّالة، كما حُسنت صناعة استخراج الزيت الأمر الذي نشّط من الحركة الصناعية، وقد وصلت مساحة أراضي رام الله إلى 14.706 دونم أغلبها أراضٍ زراعية، ومن أبرز المزروعات في رام الله الحبوب، والخضراوات، والأشجارالمثمرة.
  • الوظيفة الصناعية: تشتهر رام الله بالصناعات التقليدية المتمثلة في الصناعات الغذائية والصناعات النسيجية، إذ يستورد قسم من المواد الخام من الخارج، وقسم آخر يُصنع محليًا، وتطورت الصناعة في رام الله بسبب وفرة رؤوس الأموال ووفرة الخبرات المحلية والأسواق، ومن أبرز الصناعات الغذائية في المدينة استخراج زيت الزيتون، إذ يوجد فيها ثلاث معاصر حديثة، وتوجد أيضًا صناعة التين المجفف، والزبيب، والدبس، والحلاوة، والشوكولاتة، والحلويات، كما توجد مطحنتان تُستخدمان لطحن الحبوب، وتُصنع أيضًا الجبن والزبدة، ومن الصناعات المنتشرة في رام الله أيضًا النجف الخشبية من أشجار الزيتون والزان، والمطرزات اليدوية، ولفائف التبغ، والصابون، والطوب، والبلاط، والأحذية، ودبغ الجلود.
  • الوظيفة السياحية والتجارية: ازدهرت رام الله نتيجة للسياحة الداخلية والخارجية، فهذه السياحة طوّرت من اقتصاد المدينة، إذ يزورها الكثير من السائحين كل عام، خاصةً في فصل الصيف، وذلك للتمتع بمناخها اللطيف وبطبيعتها الخلابة، وأثرت السياحة على الوظيفة التجارية، فشُيّدت الفنادق، والمطاعم، والمصانع باختلافها، وعلى وجه الخصوص مصانع التحف والمطرزات، وأُسست أيضًا شركات تجارية ضخمة للاستيراد وللتسويق، وانتشرت المحلات التجارية، والمعارض التي تبيع منتجات محلية وأجنبية.
  • الوظيفة التعليمية: ازدهر التعليم في رام الله منذ العصر العثماني، إذ شُيّدت عدد من المدارس في بداية القرن الثامن عشر لتدريس اللغة العربية وعدة لغات أجنبية والدين والرياضيات، كما انتشرت حركة إنشاء المدارس التبشيرية المسيحية في المدينة في القرن التاسع عشر، وفي بداية القرن العشرين، كما وجدت منذ القدم مدارس ابتدائية للذكور، والإناث.


المراجع

  1. "رام الله "، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-10. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "رام الله (مدينة)"، الموسوعة الفلسطينية، 2014-8-3، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "رام الله والبيرة"، وكالة وفا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-10.

فيديو ذو صلة :