أين تقع الشام

موقع بلاد الشام

بلاد الشام هي منطقة جغرافية تقع شرق البحر المتوسط، وهي المنطقة الّتي يطلق عليها اسم المشرق، وليس لها حدود ثابتة وتتغيّر بمرور الوقت، وتتميز هذه البلدان بسمات لغوية، وثقافية، ودينية متشابهة، وهذه البلاد هي العراق، وفلسطين، وسوريا، وتركيا (مقاطعة هاتاي)، والأردن، ولبنان، وقبرص، وتعدّ بلاد الشام موطنًا لحوالي 44.550.926 نسمة تعود أصولهم عادة إلى الكردية، والتركمانية، والعربية، والأشورية، والأرمنية، واليهودية، ويعتنقون ديانات مختلفة محصورة بالديانة الإسلامية، والمسيحية، واليهودية.^[١]

أصبحت الديانة الإسلامية هي الديانة المهيمنة في العصر الحديث في بلاد الشام، كما شهدت بعض بلاد الشام صراعات سياسية آخرها في العراق وسوريا، تسبب في دمار وخراب بعض المناطق فيها، وتتكون الجماعات المسيحية في بلاد الشام من الطوائف المارونية، والبروتستانتية، والأرثودوكسية، واليونانية، والرومانية، والكاثوليكية، إضافة إلى وجود كنائس مسيحية مثل: كنيسة المشرق الآشورية، وكنيسة الأرمن الأرثدوكسية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.^[١]

مصطلح بلاد الشام

استُخدمت كلمة بلاد الشام، أو المشرق (levant) لأول مرة باللغة الإنجليزية عام 1497 للإشارة إلى جزر البحر الأبيض المتوسط شرق إيطاليا، وهي مشتقة من المصطلح الفرنسي للارتفاع (levare) الّتي استخدمها الفرنسيون لأول مرة في أواخر القرن الخامس عشر لوصف الانتداب الفرنسي لسوريا، والّتي تَعني الارتفاع أو الشرق بلغات أخرى مثل الهنغارية، والإسبانية، والإيطالية، والجرمانية، واليونانية، والكاتالانية، وخضع مصطلح بلاد الشام لتغيرات كثيرة بمرور الوقت، إذ استخدم للدلالة على السكّان الأصليين للمنطقة.^[١] ثم استخدم هذا المصطلح من قبل الإيطاليين للإشارة إلى التجارة البحرية في شرق البحر المتوسط، وفي نهاية الأمر أصبح مصطلح بلاد الشام يُستخدم للإشارة إلى الدول الإسلامية في مصر، وسوريا، وفلسطين، وظهر في مراجع تعود إلى العصور الوسطى.^[٢]

تضاريس بلاد الشام

تتنوع تضاريس بلاد الشام؛ إذ تمتد ما بين المنطقة الشمالية من شبه الجزيرة العربية وحتى المنطقة الغربية من العراق، ومن تضاريسها:^[٣]

• السهول الساحلية: تمتد هذه السهول على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتختلف تضاريس هذه السواحل بسبب عوامل التعرية البحرية والأرضية، فهي بعض الجهات رملية منخفضة، وفي جهات أخرى صخرية منبسطة، كما تنحدر من مرتفعاتها أنهار قصيرة سريعة الجريان يجف أغلبها في فصل الصيف، كما يمتاز الساحل بقلّة تعرجاته، ومن أهم هذه السهول، سهل إسكندرون، سهل العلويين، وسهل عكار، سهل صيدا، وسهل فلسطين.
• المرتفعات الغربية: تتكون هذه المرتفاع من محدبات خفيفة تمتد من الجهة الشمالية الشرقية إلى الجنوبية الغربية، وتتكون قاعدتها من الصخور الطباشيرية الكريتاوية و تعلوها صخور جيرية صلبة تنتمي للعصر الجوراوي، ومن أشهر هذه الجبال، جبال امانوس، والجبل الأقرع، وجبال لبنان، جبال العلويين، وجبال لبنان، وجبال فلسطين.
• المنخفض الأخدودي: يعد جزءًا من الأخدود الأفريقي الآسوي الكبير، وتختلف أجزاء المنطقة في البنية والارتفاع عن سطح البحر والمناخ، وصاحب انكسارات المنطقة ظهور العديد من الحمم البركانية.
• المرتفعات الشرقية: تختلف المرتفعات الشرقية عن المرتفات الغربية، فهي أقل انتظامًا وأكثر تقطعًا، وأقل ارتفاعًا، كما أنها لا تمتد في سلاسل منتظمة، بل تمثل كتلًا متباعدة، وتتشعب منها محدبات تمتد إلى الداخل حتى تصل إلى أراضي الفرات.
• السهول الداخلية الشمالية : وتنتهي بادية الشام في منطقة من السهول في الشمال الغربي، هي سهول حلب، وسهول حماة، وحمص، إذ تمتد سهول حلب بين وادي الفرات والمنخفض الأخدودي، وتحفها هضبتان هما : هضبة حلب الواقعة في الشمال الشرقي، وهضبة إعزاز في الشمال الغربي، كما يجري فيها نهران هما: نهر قويق الّذي ينبع من هضبة عنتاب، ونهر الذهب الّذي ينبع من هضبة حلب.

التجارة في بلاد الشام

تعد التجارة من أهم وسائل الربط بين القارات، وعُدّت بلاد الشام أحد أكثر المراكز التجارية النشطة في المنطقة الشرقية، ومن خلالها عبرت القوافل التجارية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وهي من أهم المناطق الّتي تستورد المنتجات ذات الطراز الفاخر، وبدأت النشاطات التجارية في بلاد الشام في الفترة الواقعة بين القرن الرابع عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ومن أشهر السلع الّتي كانت متداولة حينها الصابون، والتوابل، والقماش، والمنسوجات، والمواد الحربية والجدير بالذكر أن مستوى التجارة في بلاد الشام انخفض نتيجة لفتح البرتغاليين لطريق بحري نحو الشرق، وأكثر ما تأثر في هذا الفتح هي تجارة التوابل، وبالرغم مما واجهته بلاد الشام من صعوبات في الفترة الماضية، إلى أنها ما تزال محتفظة بمكانتها التجارية خلال فترة القرن الثامن عشر وما يليه، بسبب جودة السلع الفاخرة الّتي كانت تصدّرها.^[٤]

وفي أواخر القرن السادس عشر أصبحت اللغة الإنجليزية ذات أهمية متزايدة في تجارة بلاد الشام، وكانت التجارة الإنجليزية تحت سيطرة شركة المشرق الإنجليزي في لندن، وكانت تعتمد في استيرادها إلى حد كبير على القماش، وانخفضت التجارة الإنجليزية مؤقتًا في القرن الثامن عشر عندما أصبح تجار مرسيليا المهيمنين، كما أقام الفرنسيون علاقة دبلوماسية وثيقة مع العثمانيين في أوائل القرن السادس عشر، وكانت تجارتها تخضع لرقابة ملكية صارمة للغاية، إضافة إلى دور الهولنديين المهم في تجارة بلاد الشام، وكانت تجارة هذه البلاد تخضع إلى حكم العثمانيين كثيرًا الّذين كانوا بمثابة وسطاء بين التجّار الغربيين والمنتجين المحليين، إذ كان الوسطاء يميلون في الغالب إلى اليونانيين، والأرمن.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} "Where Is The Levant?", worldatlas, Retrieved 3-8-2019. Edited.
2. ↑ "Levant", britannica, Retrieved 3-8-2019. Edited.
3. ↑ يحيى نبهان، أطلس الوطن العربي الجغرافي والطبيعي والسياسي (الطبعة الأولى)، الأردن: دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، صفحة 15-30. بتصرّف.
4. ↑ "LEVANT", encyclopedia, Retrieved 3-8-2019. Edited.