البحث العلمي
هو مصطلح يطلق على البحث المنهجي لوصف وتفسير الظواهر والحقائق، ثم توقعها والسيطرة عليها لتسخيرها في سبيل العلم، وتوجد طريقتان للبحث العلمي وهما الأساليب الاستقرائية والأساليب الاستنتاجية، إذ تحلل الطرق الاستقرائية الظاهرة من خلال الملاحظة وتحديد المبادئ والقوانين العامة أو الهيكلة أو العمليات التي تقوم عليها الظاهرة التي توصف بأنها ملاحظة، أمّا الطريقة الاستنتاجية فتتحقق من الملاحظات المأخوذة من خلال القوانين، والغرض منهما مختلف، فالأول هدفه وضع التفسيرات، والآخر هدفه اختبار صلاحية وحقيقة هذه التفسيرات.[١]
أهمية البحث العلمي وأهدافه
من الأشياء التي يجب الانتباه اليها أنّ أهمية البحث العلمي تكمن في أساس البحث نفسه، وليس بالإحصاءات المأخوذة للمساعدة في البحث، فالهدف الأساسي هو التفكير في نتائج الأبحاث وما يترتب عليها، وإحدى الفوائد الأساسية للأبحاث هي تعزيز القدرة التنافسية للطلاب، لضمان القبول في المدارس العليا، والوظائف المتميزة، وحتى الالتحاق المهني، كما تبرز أهمية البحث العلمي في إيجاد حلول للمشاكل من خلال جمع البيانات والملاحظات وتحليلها وابتكار حلول جديدة ومنتجات مفيدة للبشرية، وتحويل النظريات إلى تطبيقات عملية يتيح للأفراد والبلدان والصناعات الاستفادة منها.[٢][٣]
ومن أهمية الأبحاث أنها تتفرع في جميع المجالات وتعود بالنفع الكبير في كافة الاختصاصات، وعلى سبيل المثال، تهدف الأبحاث الاقتصادية إلى خلق منتجات جديدة تساعد في رفع الاقتصاد، أما البحوث الاجتماعية فتسعى لمعرفة آثار العلاقات بين القطاعات المختلفة، وتهدف البحوث البيئية لتحسين الإنتاج الزراعي بالإضافة إلى المحافظة على موارد الكوكب واستدامتها، أمّا الأبحاث الثقافية فتكمن أهميتها في معرفة الروابط بين الأمم والشعوب لتقريبها وتقليص الفجوات فيما بينها، وتهدف البحوث الطبية والمخبرية إلى ارتفاع مستوى الخدمات الصحية ومقاومة الأمراض وتوفير أفضل الأساليب لضمان صحة الإنسان.[٤]
تعدّ الأبحاث العلمية ومجالاتها محط إعجاب وتقدير؛ إذ إنّها خط الدفاع الأول الذي يحمي البشرية ويحافظ على وجودها من الكوارث الطبيعية المختلفة، إذ يساعدنا علم الأرصاد الجوية على معرفة مسار العواصف، والأعاصير، وحتى الأمطار والتنبؤ بها قبل حدوثها، لأخذ الإجراءات اللازمة للحماية، ونذكر أنّ قلة الأبحاث حول ظاهرة البراكين يمكن أن يعرّض نسبة كبيرة جدًا من العالم للتدمير والخراب بسبب الانفجارات البركانية غير المتوقعة، بالإضافة إلى حجم أهمية الأبحاث التكنولوجية الطبية والسريرية، والدور الذي تشغله في تشخيص الأمراض والتقليل من الإصابات وبالتالي إنقاذ حياة الأشخاص وتقليل نسبة الوفيات، ففي هذا العصر لا يمكن أن نتصور المجال الطبي دون أجهزة التصوير المغناطيسي أو الإشعاعي، أو أجهزة التخدير، أو عدم وجود مادة الإنسولين التي تنقذ ملايين الأشخاص المصابين بمرض السكري حول العالم، أو الاستغناء عن اللقاحات التي تحمي البشر من مئات الأمراض.[٥]
وتتعدد أهداف البحث العلمي وفقًا لنوعه، وطبيعة النتيجة المتوقع الوصول إليها، ومن أهم أهداف الأبحاث العلمية نذكر ما يلي:[٦][٧]
- الوصول إلى حقائق جديدة: إنَ استخدام طريقة التفكير المنهجي وتحليل الظواهر والمشكلات والسعي إلى إيجاد حلول محققة لها، مع الاستناد على حقائق ومعلومات موثوقة يتيح لنا معرفة حقائق وتوصيات غير مسبوقة.
- الوصف العلمي: وهو عملية تحليل الظاهرة وتتبّع أساسها ومعرفة مسبباتها وأعراضها للوصول إلى الوصف العلمي الدقيق لها، وعند اكتمال أجزاء البحث العلمي ومعرفة المشكلة ومكوناتها وتداعياتها الظاهرة والمخفية والتوصل لوصف حيادي موضوعي دقيق يشمل توجيهات للوصول للحل الأمثل.
- التنبؤ بالمستقبل: وهو التنبؤ المبني على الأدلة العلمية والمنهجية الموثوقة والخطوات البحثية المنطقية المتتالية، كل ذلك يضمن الوصول إلى معرفة مستقبلية قابلة للتطبيق على أرض الواقع وأقرب ما تكون للحقيقة بمساعدة البحث العلمي الصحيح.
- تقديم حلول منطقية للمشكلات: يدور موضوع الأبحاث العلمية حول مشكلة حقيقية، إذ يلجأ الباحثون لتفكيكها وحلها عن طريق البحث العلمي، وطرح الفرضيات والملاحظات وغيرها، إلا أنّه في النهاية يتمكن من طرح العديد من الحلول المدعومة بالدلائل العلمية والتجارب في الميدان لتؤكد على جدواها وصلاحيتها.
- الابتكار والتجديد: إذا نظرت إلى الاختراعات والمنتجات ذات الجودة العالية ستجد أنها مصممة وفق معايير مثالية نتجت عن عدد كبير من الأبحاث والتجارب، فاستناد الأبحاث على حقائق وتجارب ومعلومات جديدة سيتيح للباحث الوصول لنتائج مبتكرة وجديدة بنيت على آخر ما آلت له الوقائع والأبحاث.
- المعرفة: الإنسان لا يتطور مع وجود الجهل ولا ينافس غيره بالركود، ولذلك فإنَّ البحث العلمي أداة فعالة لتطوير معارف الإنسان ومهاراته، ليكتسب المعرفة العلمية الموثقة والمثبتة ميدانيًا، وهذه هي المعرفة المثبتة بالتجربة العملية والدليل الموثق.
اختيار موضوع البحث العلمي
عند العمل على بحث علمي في أي من المجالات، يفضل الأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل المساعدة على تسهيل العملية وجعلها أكثر فاعلية، وأولها هو عنوان البحث، إذ يجب على الباحث اختيار عنوان ضمن تخصصه، لأن البحث يحتاج إلى أقصى قدر من المعلومات والمعرفة التي يمكن أن يمتلكها الباحث حول الموضوع، فالبحث ضمن التخصص الدراسي للباحث يعطي فرصة أفضل للباحث لإنجاز البحث بدقة وفي أقل مدة زمنية ممكنة، ولضمان نجاح البحث يجب التأكد من وجود الدعم المعنوي والمادي، إذ يتوجب وجود أشخاص يتكفلون بالتكلفة المادية للاستفادة من النتائج النهائية للبحث ومعطياته، بالإضافة لدعم الباحث معنويًا من خلال نصحه وتقديم الدعم الكامل له، كما يراعى عند اختيار البحث أهميته للعالم، إذ يفضل أن يحتوي على حلول حقيقية وفعالة لمعالجة المشاكل التي يعاني منها العالم على اختلافها، ولكن يمكن إنشاء بحث علمي معتمد على نظريات هدفه تقديم معلومات إضافية للمجال العلمي والناس.[٨]
المراجع
- ↑ "what is research?", personal.psu, Retrieved 8-7-2-19. Edited.
- ↑ "The Importance of Scientific Research", ourpastimes, Retrieved 8-7-2019. Edited.
- ↑ "Why do Research?", uvu.edu, Retrieved 8-7-2019. Edited.
- ↑ "The importance of academic research", news.uwa, Retrieved 8-7-2019. Edited.
- ↑ "How does research impact your everyday life?", studyinternational, Retrieved 8-7-2019. Edited.
- ↑ "Understanding Research Methodology 3: Goals of Scientific Research", psychcentral, Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ↑ "LEARNING ABOUT RESEARCH METHODOLOGY: THE AIMS OF A SCIENTIFIC RESEARCH ", topthesis, Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ↑ "How To Choose a Good Scientific Problem", sciencedirect, Retrieved 8-7-2019. Edited.