محتويات
المشكلة
يمكن تعريف المشكلة بأنها الصعوبات التي تواجه البشر في حياتهم، وتختلف في حجمها ونوعها ومكانها وزمانها، فأي مشكلة مهما كانت، هي بحاجة للحل، وقد أثبت الواقع أنّ الكثير من البشر غير مؤهلين في حل المشاكل بطريقة علمية حتى أبسط المشاكل، وللأسف لا يدرك الكثير أن حل المشكلة بالأسلوب العلمي قد ينتج عنه فرصة إيجابية تعود بالنفع الكبير، والاستفادة من نتائجها مستقبلًا، أما الأسلوب العلمي الأمثل في حل المشاكل فله ضوابط وثوابت سنذكرها لاحقًا، ولكن من المهم أن تكون البيانات ذات العلاقة بالمشكلة كافية ودقيقة، وأن القرارت الخاصة بجميع مراحل الحل للمشكلة قرارات مبنية على معطيات علمية موضوعية، غير متحيز، أي أنها يجب ألّا تتبع المزاج الشخصي.[١]
المشكلة البحثية
يعدّ تحديد المشكلة في البحث العلمي أهم خطوة في مراحله، وبالتالي يجب على الباحث دراستها ومعرفتها والإشارات الدالة عليها، وجميع العناصر المرتبطة بها، ومدى ترابطها ببعضها في التأثير على المشكلة، والإحاطة بالتفسيرات العلمية المرتبطة بها، كي يتمكن الباحث من إعادة تسليط الضوء عليها، الأمر الذي قد يضيف محتوى جديد في المجال العلمي الذي تنتمي إليه، وبانتهاج الباحث الطريقة العلمية السليمة في التعامل مع هذه المشكلة، فإنه يطرحها على شكل سؤال رئيسي يعبر عن حقيقة المشكلة، وتكون نتيجة بحثه هي الإجابة على هذا السؤال، بالإضافة إلى الأسئلة البحثية المتفرعة عنها، وحتى يجري الباحث دراسته بشكل علمي، أي اتباع منهجية البحث العلمي، لا بد له من الالتزام بالضوابط والمعايير التي أجمع عليها العلماء في هذا المجال. [٢]
المهارات المطلوبة لحل المشكلة بطريقة علمية
لحل أي مشكلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة، يجب اتباع الأسلوب العلمي نفسه في الحالتين، كما أنّ الفارق يكون فقط في حجم المشكلة ومدى تأثيرها، وعليه فإن الأسلوب العملي يجب أن يتضمن المهارات الآتية: [٣][١]
- الإحساس بوجود مشكلة: ينقسم الإحساس بالمشكلة من الناحية العملية لقسمين، الأول الإحساس بها والتفاعل معها عند وقوعها، الأمر الذي قد ينتج عنه خسارة في الوقت والجهد والتكلفة، أما الثاني فهو الإحساس بالمشكلة وتحليلها قبل قوعها، ومن المؤكد أن الأسلوب الثاني هو الأسلم والأقل جهدًا وتكلفةً ووقتًا، فسواء كان الإحساس بها قبل أو بعد ظهورها، ففي هذه المرحلة يجب التركيز فقط على جوهرها، والابتعاد عن العوامل المتوقع أن تكون ذات علاقة في حدوثها.
- تعريف المشكلة: أي أن نضع المشكلة في عبارة مختصرة تبين ماهيتها بدقة، وكلما كان تعريف المشكلة دقيقًا ساعد ذلك في معرفة الأساليب أو الطرق التي من شأنها أن تحل المشكلة.
- تحليل المشكلة: أي تقسيمها إلى أجزاء ومحاولة معرفة الدوافع لحدوثها، فكلما قُسمت المشكلة إلى أجزاء أكثر كلما أدى ذلك لسهولة الوصول للعوامل والحقائق المؤثرة عليها.
- صياغة الحلول التي تتناسب مع المشكلة: إن وجود عدد من الحلول، منها الإبداعي في حل المشكلة، ومنها البديل في حال تعذر الوصول للحل بالطرق الإبداعية، فلا يمكن الاعتماد في حل المشكلة على بديل واحد فقط، الأمر الذي يتعارض بشكل أساسي مع المنهجية العلمية في حل المشاكل، وبالتالي يجب أن ترتبط هذه البدائل بتحديد الفرص والمخاطر المترتبة لكل بديل على حدة.
- اختيار البديل الأفضل لحل المشكلة: يعتمد اختيار البديل الأفضل على المزايا التي تتوفر في أي بديل، والتي تتحدد في مهارة صياغة الحلول، من فرص وتحديات ومخاطر كل بديل.
- التنفيذ أو التطبيق: إذ تأتي هذه الخطوة بما فيها من مهارات لتحل المشكلة بشكل فعلي، ولا بد من اتباع التدرج في التطبيق لضمان تحقيق النتائج المرجوه.
- تقييم النتائج: بعد التطبيق الفعلي لحل المشكلة، تُقَيّم النتائج ومدى فعاليتها في حل المشكلة، وفي حال حدثت المشكلة مرة أخرى أو مشاكل مشابهة، ستكون مجدية وكافية أو لها حاجة للتعديل والإضافة.
التغذية الراجعة ودورها في حل المشاكل
التغذية الراجعة هي الطريقة العلمية التي يمكن من خلالها تقييم الحلول، وهي مرتبطة بجميع القضايا التي تولد مشاكل بغض النظر عن طبيعتها، فكل مهنة وكل وظيفة وكل مؤسسة، بحاجة لتغذية راجعة لتقييم أوضاعها ومعرفة ما إذا كانت تسير على الطريق المخطط لها أم لا، وهي في النهاية تسعى لتصحيح الأخطاء وبالتالي الخروج بنتائج أكثر دقةً وأكثر موضوعية، فأي عمل لا يتنهي بتغذية راجعة يمكن من خلالها وضع اليد على الأخطاء أو المشاكل فيه سيفقد جانبًا علميًا مهمًا، أما بخصوص حل المشاكل بالطرق العلمية ومدى أهمية التغذية الراجعة فيها، فمن الطبيعي أن أي مشكلة لا بد لها من حل، ويجب التأكّد من أن هذا الحل مناسبًا وملائمًا لطبيعة المشكلة وجميع العناصر ذات العلاقة المرتبطة بها، ولتوضيح المشاكل المتعلقة بالجودة وضمانها وضبطها في المنشآت الصناعية، أي أن المنتجات توضع في نظام ينتهي بالتغذية الراجعة والتي تُسمى المخرجات، للتأكد من عدم وجود الأخطاء أو وجود الأخطاء ليُعاد التقييم والتحسين للأفضل، وبالتالي إعادة معالجتها مرة أخرى وإدخالها لتصبح مدخلات من جديد، ونتيجة هذه الآلية وصلت بعض هذه المنشآت لما يُسمى بصفر العيوب في منتجاتها، وكمثال آخر لأهمية التغذية الراجعة في المهن، فوظيفة الطبيب مثلًا هي بأمس الحاجة لتطبيق التغذية الراجعة، أي كيف ستتراكم لدى الطبيب الخبرة الكافية دون معرفة نتائج تشخيصاته فيما إذا كانت في مكانها أم لا، فمتابعة المرضى بعد إجراء العلاج اللازم لهم ومعرفة مدى فعاليته لا يمكن أن تحدث دون فهم هذا الطبيب أهمية التغذية الراجعة في أساسيات مهنته، وأخيرًا فالتغذية الراجعة ليست مصطلح يُردد في الكتب والمحاضرات فقط، بل هي أداة هامة لكل شخص يريد أن يسير وفق منهج صحيح في كل أمور حياته. [٤]
المراجع
- ^ أ ب "سبع مهارات لحل أي مشكلة"، sacmmedia، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "ماهية مشكلة البحث صياغتها وشروطها"، manaraa، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "حل المشكلات"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
- ↑ عبير محمد (24-9-2017)، "مفهوم التغذية الراجعة و أنواعها"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.