محتويات
الاستفراغ
يسعى الكثيرون إلى تحفيز أنفسهم على الاستفراغ أو التقيؤ لمساعدة أجسامهم على التخلص من أحد المواد السامة أو المؤذية التي دخلت إلى أجسامهم من قبل، وفي الحقيقة دأب الكثير من الأطباء والناس على الاعتقاد لسنوات طويلة بأن الاستفراغ هو الحل الأمثل للتخلص من السموم، وقد احتفظ الكثيرون بمشروبات وعقاقير خاصة بالاستفراغ في منازلهم من أجل مساعدتهم على الاستفراغ عند الحاجة لذلك، لكن حاليًا بات الخبراء ينصحون بعدم تحفيز النفس على الاستفراغ ذاتيًا بعد بلع أحد المواد الخطرة، كما بدأت بعض الجهات الصحية بالدعوة إلى ضرورة التخلص من المشروبات والمحاليل المحفزة على الاستفراغ والموجودة في بعض المنازل، ويرجع سبب ذلك إلى كون الاستفراغ أمرًا خطرًا بحدّ ذاته ولا ينصح به على الإطلاق؛ لأنه يؤدي إلى تلف أنسجة الفم، وحصول جفاف، واختلاط السموم مع أحماض المعدة، وزيادة خطر الاختناق، وهذا يعني باختصار أن على الأفراد التوقف عن البحث عن الأمور التي تساعدهم على الاستفراغ والحرص فقط على استشارة الطبيب لتحديد الأدوية والعقاقير المناسبة للاستفراغ في حال كان ذلك ضروريًا لهم[١].
أشياء تساعد على الاستفراغ
توجد بعض الأساليب التي يُمكن اللجوء إليها لتحفيز الجسم على الاستفراغ، من أبرزها الآتي:
- الأدوية: لا يخفى على أحد وجود أنواع كثيرة من الأدوية والعقاقير التي بوسعها تحفيز الجسم على الاستفراغ، ويُعد شراب عرق الذهب –أو الإيبيكا- أحد أشهر هذه الأدوية، وهو يُستخرج أساسًا من جذور أحد النباتات الاستوائية، وقد أستعمل لغرض تحفيز الاستفراغ منذ العصور القديمة، خاصة لعلاج حالات التسمم، لكن المعايير الطبية الغربية الحديثة نبذت استخدامه وفضلت استخدام أنواع أخرى من الأدوية الخاصة بتحفيز الجسم على الاستفراغ[٢]، ومن بين أبرز المواد الشائعة الأخرى المُسببة للاستفراغ –مثلًا- كلوريد الصوديوم أو ملح الطعام، الذي يلجأ إليه البعض بهدف تحفيز أجسامهم على الاستفراغ، لكن بالطبع يُمكن للجرعات الكبيرة من ملح الطعام أن تؤدي على حصول اختلالاتٍ خطيرة في مستوى الكهارل أو الأملاح في الجسم، أما بالنسبة لشراب عرق الذهب الذي ورد سلفًا، فإن الخبراء يتحدثون عن كونه قادرًا على التداخل مع علاجات أخرى خاصة بعلاج التسمم؛ كالفحم النشط مثلًا، كما يجب التذكير هنا بأن تحفيز الجسم على الاستفراغ لن يؤدي إلى إفراغ المعدة بالكامل من محتوياتها كما يعتقد البعض، وهذا يعني بأن استخدام شراب عرق الذهب لتحفيز الاستفراغ لن يكون أمرًا مفيدًا لإزالة السموم بالكامل من المعدة[٣].
- المنعكس البلعومي: يشير مفهوم المنعكس البلعومي إلى الاستجابة اللاإرادية التي تظهر مباشرة عند إدخال أجسام غريبة في البلعوم أو الحلق، وهي تؤدي -كما هو معروف- إلى الاستفراغ مباشرة، ويُعد المنعكس البلعومي مشكلة كبيرة لأطباء الأسنان على وجه التحديد، وقد يضطر البعض منهم إلى إعطاء المريض أدوية مهدئة وعقاقير مضادة للاستفراغ والتقيؤ من أجل السيطرة على هذا المنعكس الطبيعي[٤]، لكن وعلى أية حال، يبقى للمنعكس البلعومي وظيفة مهمة في منع سوائل المعدة من الدخول إلى الرئتين أثناء التقيؤ أو الاستفراغ، وفي حال لم يكن المنعكس البلعومي فعالًا، فإن خطر الاختناق بالقيء يُصبح عاليًا جدًا، خاصة عند الأفراد الذين يتقيؤون بسبب شربهم للكثير من الكحوليات [٥].
- أساليب أخرى: يتحدث الباحثون عن وجود أساليب وعوامل أخرى تؤدي إلى الاستفراغ، منها -مثلًا- إحداث الدوخة عبر تدوير الجسم إراديًا [٦]أو تناول الكثير من الأطعمة [٥].
الأسباب المرضية للاستفراغ
يُعد التقيؤ أو الاستفراغ من بين الأعراض الدالة على الإصابة بالكثير من الأمراض والمشاكل الصحية التي من بين أبرزها الآتي: [٥]
- الإصابة بدوار الحركة أو دوار البحر.
- أسابيع أو أشهر الحمل الأولى.
- تناول بعض أنواع المضادات الحيوية أو مسكنات الآلام.
- الشعور بالألم الشديد.
- التعرض للكثير من الضغوطات النفسية أو الخوف الشديد.
- الإصابة بأحد أمراض المرارة.
- الإصابة بالتسمم الغذائي، أو شرب الكثير من الكحوليات، أو تناول أحد أنواع السموم.
- الإصابة بالعدوى، بما في ذلك النزلة المعوية.
- شم أو استنشاق بعض الروائح.
- النوبة القلبية.
- ارتجاج الدماغ أو إصابات الرأس.
- الأورام الدماغية.
- تقرحات المعدة.
- النهام العصابي أو أي من الأمراض النفسية المشابهة الأخرى.
- الإصابة بما يُعرف بخزل المعدة الذي يؤدي إلى حدوث بطئ في إفراغ المعدة، وعادةً ما يظهر عند المصابين بمرض السكري.
- الصداع النصفي، أو التهاب التيه، أو التهابات الكلى، أو حصى الكلى.
- الخضوع للعلاجات الكيماوية أو الاشعاعية.
- حصول انسداد في الأمعاء.
- التهاب المرارة.
علاج الاستفراغ
لا ينصح الأطباء والخبراء بتاتًا بتحفيز التقيؤ أو الاستفراغ مهما كانت الأسباب؛ لأن التقيؤ يؤدي إلى الجفاف، وقلة الحصول على العناصر الغذائية، واختلال مستويات الكهارل أو الأملاح، وتلف الأسنان، واللثة، والحلق، والمريء، فضلًا عن حدوث التهاب البنكرياس[٣]، لذا فإن من الضروري ذكر العلاجات الأنسب لإيقاف الاستفراغ والتقيؤ، لكن يجب التنبيه هنا إلى وجود أسبابٍ مرضية كثيرة مؤدية إلى التقيؤ والاستفراغ كما ورد مسبقًا، وهذا يعني ضرورة تقصي هذه الأسباب وعلاجها، وعلى العموم تتضمن بعض أهم العلاجات المستخدمة للتعامل مع حالات التقيؤ والاستفراغ ما يلي: [٧]
- شرب بعض الماء البارد أو تناول بعض قطع الثلج الصغيرة.
- تناول كميات قليلة من الأطعمة الصلبة التي لا تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون؛ لأن الأطعمة السكرية تؤدي إلى زيادة حدة الغثيان، بينما تؤدي الأطعمة الدهنية إلى الشعور بالشبع والامتلاء وزيادة حاجة المعدة لمزيد من الوقت لإفراغ محتوياتها.
- استخدام بعض العلاجات المنزلية والعشبية البسيطة المشهورة بكونها قادرة على إيقاف الاستفراغ والغثيان؛ كالزنجبيل، والفواكه الحمضية، والنعناع.
- استخدام دواء البزموت الذي يُمكن الحصول عليه دون وصفة طبية لغرض علاج التقيؤ والغثيان.
- استشارة الطبيب للحصول على وصفات دوائية أخرى لعلاج التقيؤ، مثل:
- دواء الميتوكلوبراميد ودواء الدومبيريدون، وغيرها من أنواع الأدوية التي تُسرع من عملية إفراغ المعدة لمحتوياتها لتخفيف الحاجة للتقيؤ.
- دواء البروميثازين ودواء البروكلوربيرازين وغيرها من مضادات الهستامين القادرة على علاج التقيؤ الناجم عن دوار الحركة.
- دواء الأوندانسيترون ودواء الدايمينهيدرينات، وغيرها من الأدوية القوية التي يصفها الطبيب لعلاج التقيؤ والغثيان الناجمين عن الخضوع للعلاج الكيماوي.
- دواء الدوكسيلامين، الذي يُوصف لعلاج الغثيان الناجم عن الحمل عند النساء.
- دواء الميرتازابين، الذي ينتمي أصلًا إلى فئة مضادات الاكتئاب، لكنه يبقى قادرًا على علاج الغثيان والتقيؤ أيضًا.
قد يُهمُّك
قد يسبب الاستفراغ العديد من المضاعفات، خصوصًا إن تكرر على مدى ساعات أو أيام، وتتضمن بعض المضاعفات المرتبطة بالاستفراغ المتكرر ما يلي: [٨][٩]
- إعادة توجيه القيء في مجرى الهواء والرئتين: يحتوي القيء على محتويات معدية وحمضية بطبيعتها، ومن المضاعفات الشائعة للاستفراغ إعادة توجيه القيء إلى الممرات الهوائية عبر القصبة الهوائية وصولًا إلى الرئتين، وبالرغم من أنَّ إعادة توجيه القيء ليس أمرًا ممكنًا في العادة لأن الممرات الهوائية محمية بواسطة لسان المزمار الذي يُغلق عندما يُحاول السائل الدخول؛ إلا أنَّ خطر استنشاق محتويات القيء يصبح مرتفعًا عندما يضعف رد الفعل الوقائي للسعال أو يُلغى، وهذا بدوره قد يسبب الاختناق أو الالتهاب الرئوي التنفسي التي قد تهدد الحياة، وقد تؤدي إلى فشل في الجهاز التنفسي إن لم يتم اكتشافها مبكرًّا.
- فقدان الماء والعناصر المهمة: يؤدي القيء المفرط إلى فقدان الجسم للماء والعناصر المهمة؛ إذ تعتبر الكهارل أو الاملاح مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والبيكربونات، وأيونات الكلوريد ضرورية لوظائف الجسم الطبيعية، ومع فقدان الماء أثناء القي يتغير التوازن الدقيق لها مما قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، كما يؤدي الاستفراغ أيضًا إلى زيادة درجة الحموضة في الدم، بالإضافة إلى انخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم.
- تلف مينا الأسنان: يظهر هذا الأمر بشكلٍ شائع عند الأشخاص الذين يُعانون من النهام العصبي أو الذين يسعون عن قصد إلى التقيؤ بشكل منتظم كجزء من مرضهم، فيؤدي المحتوى الحمضي في المعدة الذي يلامس المينا إلى تآكل الأسنان وتلفها، كما تؤدي الإنزيمات الهضمية الموجودة في القيء أيضًا إلى تلف اللثة وهذا بدوره يؤدي إلى مضاعفات في الأسنان.
- تمزُّق الغشاء المُخاطي للمريء: يسمى هذا بتمزق مالوري- وايس، وعادةً يحدث بسبب تواجد الكثير من القيء الذي يمزق جدران الغشاء المخاطي الداخلي للمريء، ويظهر هذا على شكل خطوط حمراء من الدم الأحمر الحديث في محتوى القيء.
- الجفاف: يُعد الجفاف من أبرز مضعفات القيء، وهو يحدث عند فقدان الجسم لكمية كبيرة من الماء، ومن المعروف أن الإصابة بالجفاف تجعل الجسم خاليًا من كميات الماء الضرورية لأداء وظائفه الطبيعية.
- مضاعفات إضافية: قد يؤدي القيء المتكرر إلى سوء التغذية، وفقدان كبير في الوزن، بالإضافة إلى حدوثقرحة في المعدة.
المراجع
- ↑ Alana Biggers, MD, MPH (16-4-2018), "When Should You Make Yourself Throw Up?"، Healthline, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Ipecac", Encyclopaedia Britannica, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Saurabh (Seth) Sethi, M.D., MPH (5-9-2019), "How to induce vomiting: What to know"، Medical News Today, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ Prashanti E1, Sumanth KN, Renjith George P, Karanth L, Soe HH. (2015 Oct ), "Management of gag reflex for patients undergoing dental treatment.", .Cochrane Database Syst Rev, Iss
- ^ أ ب ت "What Is Vomiting? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, 2020-11-01, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "Vomiting and Nausea", emedicinehealth, 2019-07-09, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "Vomiting Treatment", news-medical.net, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "Aspiration of the vomitus into the air passage and lungs", news-medical.net, Retrieved 2020-11-10. Edited.
- ↑ "What Is Vomiting? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, 2020-11-01, Retrieved 2020-11-10. Edited.