أسباب نهضة سنغافورة

أسباب نهضة سنغافورة
أسباب نهضة سنغافورة

سنغافورة

تقع سنغافورة في جنوب شرق آسيا، إذ يسكنها الصينيون، والهنود والملايو، وكانت في الماضي مركزًا تجاريًا استعماريًا بريطانيًا، وتعد سنغافورة الآن واحدة من الدول التي تمتلك مركزًا ماليًا عالميًا مزدهرًا، إذ إنها تعد من الدول الغنية، وبجانب ذلك فإنها تشتهر بالنظام واتباع القوانين والأنظمة على أتم وجه، وهي بلد مستقلة وتتمتع بالأمن والأمان، إلا أن قضايا ارتفاع تكاليف المعيشة والهجرة وعدم المساواة في مستوى الدخل بين الأفراد من التحديات الرئيسية التي تواجه الحكومة في سنغافورة، وفي هذا المقال سنستعرض الأسباب التي ساعدت سنغافورة على نهضتها، والتي جعلتها من أغلى دول العالم.[١]


أسباب نهضة سنغافورة

تعد سنغافورة من الدول التي تتميز باقتصاد مزدهر، وهناك العديد من الدول المزدهرة اقتصاديًا كماليزيا مثلًا، إلا أن سبب نهضة سنغافورة لم يكن فقط بسبب اقتصادها المربح، ولكنها تتسم بعدة مزايا تجعلها الأولى من بين الدول المجاورة لها، فهناك استراتيجية متبعة تجعل الدول الأخرى تستثمر فيها، وهذا الذي لم تقدرعلى فعله بعض الدول، لذا إذا ما أردنا إيجاد سبب محوري ومهم لنهضتها، فهو ذكاء ودهاء الحكومة وصدقها، وإذا ما أردنا الاطلاع على الأسباب الأخرى المساعدة فسوف تكون:[٢]

  • الصلة الوثيقة بين النمو الاقتصادي والإستقرار السياسي: حصلت سنغافورة على استقلاها في عام 1965، والسبب الذي أدى لاستقلالها حقيقة بأنها دولة تتبع القوانين والأنظمة بدراية وفعالية، إذ أن جميع القوانين المُسنة في الدساتير تطبق على الجميع دون استثناء، وبصورة فعالة، أي أنه يطبق في كل الأوقات، ومن شأن هذه الأسباب أن تكون كافية لأي مستثمر بأن يستثمر مع هذه الدولة؛ إذ أنها من وجهة نظر المستثمرين لا يمكن أن تكون تحت تهديد أي خطر أو تحت أي هيمنة سياسية، لذا هذا ما يجعلها أن تكون الخيار الأول الأول والدائم لهم.
  • النظام التعليمي القوي الداعم للنمو الاقتصادي: لا بد وأنك تتساءل بالرغم من وجود العديد من الدول التي تشتهر بنظام تعليمي متين، فلماذا سنغافورة إذن هي الأولى في هذا، والموضوع أشبه بسباق بين القوي والأقوى، وعلى الرغم من وجود منافسين أقوياء إلا أن النتيجة قد تختلف بوجود فرق بالثواني والدقائق من مدة الوصول، هذا هو حال سنغافورة، فالتعليم في هذه البلدة يعتمد بشكل أساسي على الاستثمار الاقتصادي، أي أن هناك نتائج ورؤى فعالة دومًا في خلق أيادي عاملة من خلال التعليم، والتركيز على اختيار نخبة من المعلمين الذين يشاركون في هذه العملية التعليمية، والتي يجب عليهم فيها أن يتابعوا جودة وفعالية التعليم في المدراس والجامعات، وهنا الفائدة تعود بالنفع على الجميع، فالتعليم يزيد الثقافة وينور العقول خاصة أنه لا يعتمد على التلقين، بل هناك منهج قوي ومتين ونافع، والتعليم يؤدي إلى الاستثمار الاقتصادي، أي قوى مالية عظمى على الجميع، ومن الجدير بالذكر بأن هذا كله لم يكن ليحدث لولا القوانين والأنظمة المتبعة بجدية، إذ أنه لا يوجد هناك واسطة ومحسوبية.


الرئيس الذي ساعد على نهضة سنغافورة

أصبحت سنغافورة من الدول الأكثر ازدهارًا في جنوب شرق آسيا على يد رئيس وزراء سنغافورة السابق، وكان يدعى "لي كوان يو"، والتي امتدت فترة حكمه من 1959 إلى 1990، أي أنها كانت فترة حكم طويلة، تحمل في طياتها الكثير من النجاح والازدهار لهذه الجزيرة.[٣]

فقد بدأ "كوان يو" بالبحث عن الطرق التي من شأنها أن تزيد وتحسن من اقتصاد البلد، على الرغم من أن وقتها لم يكن لدى هذه الجزيرة أي موارد طبيعية لاستغلالها، لذا كانت خطة الرئيس "لي" بأن يستغل الظرف الحالي وقتها الذي كانت فيه سنغافورة في وضع قوي للنشاط التجاري، بالإضافة إلى أنه نشط استخدام العملة المحلية ألا وهي الدولار الآسيوي، وسعى إلى تقليل دخول أو استخدام العملات الأجنبية الأخرى، كما أنه استطاع استغلال الأوضاع والاضطرابات المالية آنذاك حين قررت أمريكا تفكيك ربط الدولار مع الذهب، إذ أن "لي" استخدم هذا المنوال لصالح بلاده وأسس لها مركزًا إقليميًا للنقد الأجنبي، وكما ذكرنا سابقًا بأنه سعى إلى تمويل وتنمية سوق الدولار الآسيوي، مما جعل البلاد قوة مالية مركزية عظيمة، ورغبة لان يكون هناك استثمارات من دول أخرى.

ومن الجدير بالذكر بأن تركيز "لي" لم يكن فقط على الاقتصاد من جانب الدولار، بل سعى إلى الاستثمار في طاقات المواطنين وإسعادهم بالوقت نفسه، إذ إنه سعى إلى بناء وتجديد الأماكن السكنية للمواطنين مما جعلهم يتمتعون بوجود حياة سكنية مرفهة وصحية، بعيدًا عن الأماكن الضيقة، وأتاح أيضًا العديد من الفرص لهم، وكان يعلم "لي" بأن استمرارية ازدهار البلاد تأتي أولًا من سكانها، فكلما زادت الفرص لهم، كلما كانت إنتاجيتهم أعلى، مما يعود هذا على نهضة ورفعة البلاد.[٤]


قد يُهِمُكَ

ما الذي يجعل سنغافورة من أغلى الدول في العالم؟ من المؤكد أنك تتساءل كيف لبلد كانت محدودة المصادر والموارد أن تصبح من أغلى دول العالم في يومنا هذا، لا بد من أن القرارات والأفعال الذي اتخذها الرئيس لي كوان يو صبت بمكانها الصحيح، وجعلت من سنغافورة قوى مركزية عُظمى على جميع الأصعدة، ومهدت الطريق إلى المزيد من الازدهار، تقول الخبيرة الاقتصادية ليندا ليم: "بأن جميع الإحصائيات التي حصلت عليها سنغافورة مثل النمو السريع، وتوظيف الأيدي العاملة، والمؤشرات الاجتماعية المرضية، والتعليم المتقدم، لا يمكن لأي اقتصاد آخر تحقيقه"، ومن الجدير بالذكر أن التنمية الصحيحة لقولبة البلاد كانت تسلك طريقها الصحيح، إذ أنه فهم طبيعة واحتياجات البلد وسكانها، فبعد أن كانت سنغافورة جزيرة صغيرة ليس لديها أي موارد طبيعية أصبحت الآن مركزًا صناعيًا وماليًا للمستعمرات البريطانية.

لذا يمكن القول بأن الشيء الذي جعل سنغافورة من أغنى دول العالم، هو العمل على جميع الجوانب التي تصب في تحسين الاقتصاد، بالإضافة إلى أن القيم المشتركة بين السُكان كانت تصب في اتجاه واحد أيضًا كما ذكر الرئيس السابق "لي"، أي أن المسيرة والرؤية كانت موحدة، وهذا اعتمد على ذكاء ودهاء لي عندما قرر بأن يعمل لصالح الشعب أولًا، وأن يقدم لهم الرعاية الصحية والسكن المناسب، وغيرها من الأمور المرتكزة على الاكتفاء المعيشي، مما شكل هذا حالة رضا لدى السُكان، وجعلهم متماسكين وموحدين، فعندما يكون هناك أساس متين وقوي، يصعب أن يدمر بأي شكل كان.[٥]


المراجع

  1. "Singapore country profile", bbc, Retrieved 13-5-2020. Edited.
  2. "The True Spell of Magic that Lies Behind Singapore's Success", hospitalityinsights, Retrieved 12-5-2020. Edited.
  3. "Lee Kuan Yew", britannica, Retrieved 13-5-2020. Edited.
  4. "How Lee Kuan Yew transformed Singapore from small town into global financial hub", theconversation, Retrieved 13-5-2020. Edited.
  5. "How Singapore Became One Of The Richest Places On Earth", npr, Retrieved 13-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :