آثار منبج

آثار منبج
آثار منبج

سوريا

تعد سوريا واحدةً من الدول العربية التي يُتداول اسمها كثيرًا على مدى السنوات السابقة؛ بسبب الوضع السياسي والإقليمي الذي أظهر العديد من المدن الداخلية ووضعها تحت المجهر، وتقع إلى الجنوب الغربي من قارة آسيا، وهي إحدى دول بلاد الشام إلى جانب كل من الأردن وفلسطين ولبنان، وتحدّها من الشمال تركيا، ومن الجنوب فلسطين والأردن، ويحدّها من الشرق البحر الأبيض المتوسط، وتحدّها من الغرب لبنان، وتبلغ مساحتها الإجمالية ما يزيد عن 185 كم2 ويسكنها أكثر من 17 مليون نسمة، ويدين غالبيتهم بالديانة الإسلامية، ويتحدثون اللغة العربية رسميًا، وينحدرون من أطياف وأصول عدة؛ كالعرب والأرمن والكرد، وتتميز سوريا بأرضها الخضراء الممتدة على مساحات كبيرة مما جعلها غنيةً بالمعادن والثروات الطبيعية، مثل؛ النفط والفحم الحجري والرخام والحديد الخام، وتعتمد اقتصاديًا على قطاعات شتى كالزراعة، ومن أفضل محاصيلها؛ الخضراوات والفاكهة والحبوب بأنواعها، وتصنيع المنسوجات والأقمشة وتصدريها للدول المحيطة، وتتمتع سوريا بمناخ متوسطي يساعد في تنمية قطاعاتها كافة، ومن الجدير بالذكر أن الدولة حصلت على استقلالها في السابع عشر من شهر إبريل عام 1946 ميلاديًّا بعد أن عانت من الاحتلال الفرنسي لسنوات[١].


مدينة منبج

تحتوي سوريا على العديد من المدن المتنوعة والمتباينة عن بعضها البعض من حيث المساحة والاكتظاظ السكاني والنشاط الاقتصادي والطبيعة المناخية والموقع الجغرافي، وتعد محافظة حلب أشهرها، إذ لطالما كانت واجهةً للحضارة والثقافة السورية؛ نظرًا لتاريخها العريق على مدى التاريخ، وتنقسم إلى الكثير من المدن الداخلية، ومنها؛ منبج التي تقع إلى الغرب من نهر الفرات العظيم، ويحدّها نهر الساجور من الشمال، وتقع على ارتفاع 475 م عن سطح البحر، وتتبعها ثلاثة نواحٍ أو مناطق، وهي؛ الخفسة وأبو قلقل ومسكنة، وفيها 285 قريةً، وأكثر من 351 مزرعةً، مما يعكس اهتمام سكانها في الزراعة وكثرة الثروة الحيوانية.

ويقدّر تعداد السكان بحوالي 85 ألف نسمة، فمنذ تأسيسها في الألف الثاني قبل الميلاد ومنبج مأهولة بالسكان، إذ تعاقبت على زيارتها والنزول والاستقرار فيها العديد من الممالك والأقوام والحضارات، منهم الحثيون والآراميون، كما يُبرر تنوع الأديان والعقائد فيها بسبب اختلاف ساكنيها، فقد استقر المسيحيون فيها منذ منتصف القرن الثالث الميلادي إلى أن فتحها الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح عام 15 هـ، ثم أصبحت جزءًا من منطقة سلطة الدولة الحمدانية عندما تولى أبو فراس الحمداني الحكم عليها، وكانت مزدهرةً للغاية آنذاك، وسوقًا مركزيًا للدولة الإسلامية وما حولها، فقد كانت تنتج وتصدر منها كميات كبيرة من القطن والحبوب، والسجاد والحُصر والملابس وغيرها، وكانت جزءًا في تاريخها المعاصر من المناطق التي شهدت اقتتالًا عنيفًا وعددًا من التفجيرات التي أودت بأرواح كثيرة، مما أدى إلى نزوح العديد من سكانها بحثًا عن بقعة ومكان آمن آخر، ومن الجدير بالذكر أن اسمها (منبج) مشتق من كلمة (مبوغ) التي أطقلها الحثيون عليها في فترة حكمهم[٢].


آثار منبج

تتعدد المدن الأثرية في سوريا وتنتشر على امتداد مساحتها ضاربةً في عُمق الحضارة والتاريخ الإنساني منذ فجر التاريخ، وقد عانت آثارها من الاندثار بفعل تعاقب الأزمنة والعصور، وقلة الاهتمام المخصص لتلك المدينة الأثرية، كما ساهم التوسع العمراني في اندثار العديد من المواقع الأثرية، إذ شُيدت المباني والمساكن على تلك الأراضي، مما أعاق عمليات الحفر والتنقيب، على الرغم من كثرة المناطق والمواقع الأثرية فيها، مثل تل الأسود، وتل الماعز، ومنطقة حمدان، والمعمورة، ومقطع الحجر الكبير، وتل توتون، وجب خميس، وقشلة يوسف باشا، وصيادة، ومنلا أسعد وغيرها،[٣] ومن الآثار الباقية والبارزة فيها حتى الآن ما يأتي[٤][٥]:

  • المعابد والمدافن: اكتُشف الكثير منها في الجنوب الشرقي من المدينة، وتحديدًا في منطقة (المطاحن)، وسرعان ما جذبت انتباه واهتمام لجنة الثقافة والفن السورية التي تتولى مهام حماية الآثار في الدولة، وبعد تعمق الباحثين في الاكتشاف عُثر على سراديب وممرات سرية فيه يُعتقد أن المبشرين من الحركة المسيحية السرية كانوا يلجؤون للاختباء فيه عام 325م، ومن أشهر معابد منبج معبد أتارغاتيس الذي تحول إلى معهد لتعلم النحت على الطريقة التدمرية لسنوات.
  • الأقواس الرومانية: وهي عبارة عن أحجار مصنوعة على شكل قوس أقامها الرومان في عهدهم، بالإضافة إلى وجود أنماط متعدّدة من السراديب أسفلها، تنتهي بمحاريب ومدافن في أقصى شمال منبج، وبعضها مصمم على شكل صليب.
  • الفناء المكشوف: وهو عبارة عن مساحة واسعة، أرضيتها مرصوفة بأحجار الفسيفساء الجميلة القديمة، وتنتهي بدرج سري يفضي إلى سرداب قديم تحت الأرض، ويحتوي على قبور عدة، منها؛ قبور الكهنة ورجال الدين، وبعضها تعرض لسرقة المحتويات والنهب.
  • التماثيل: تحتوي منبج على تماثيل عديدة ومجسمات مختلفة الأحجام، بعضها يعود للعهد الروماني وبعضها الآخر يعود للعهد البيزنطي.


التقسيم الإداري في منبج

حرصت إدارة محافظة حلب على إظهار المزيد من الاهتمام في مدينة منبج مع ازدياد أعداد السكان في مطلع الألفية الجديدة من خلال إقامة شبكة للنقل لتسهيل عبور الطرق، وتوسيع شبكات المياه والكهرباء والهواتف، وإنعاش النشاط الاقتصادي من خلال ضخ المشاريع بالمال واليد والعاملة، وقد تحتم على ذلك التطور إجراء إداري يتمثل بتقسيم المدينة إلى مجموعة من الوحدات الإدارية أو البلدات، وذلك على النحو الآتي[٣]:

  • البلدات: وعددها تسع عشرة بلدة، وهي؛ الفارات، وحية صغيرة، وتل حوذان، ورسم العبد، وعطشانة جب ميري، وأبو كخف، وخربة بشار، وقرية الروس، وخربة تويني، وأبو قلقل، وخرفان، وبابيري فوقاني، وعطشانة، ومسطاحة، والمعمورة، ومقطع حجر كبير، وأربعة كبير، وحيمر لابدة.
  • المدن: وتنقسم لثلاثة مدن رئيسية، وهي؛ الخفسة، ومنبج (مركز المدينة)، ومسكنة.
  • البلديات: وعددها أربعة فقط، وهي؛ وضحة، وحطين، والمسعودية، وقصر المتياها.


المراجع

  1. "سوريا "، الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
  2. "آثار منبج"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "منطقة منبج "، محافظة حلب ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
  4. "آثار منبج أوابد تحكي قصص التاريخ"، مركز الفرات ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
  5. "آثار منبج في مهبّ كلّ أنواع الباحثين عن الربح"، عين المدينة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :