العمرة
العمرة في اللغة الزيارة، وأمّا العمرة في الشرع زيارة بيت الله الحرام، وهو النسك المعروف والمكوّن من الإحرام، والتلبية، والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروى، والحلق أو التقصير، وقد أجمع أهل العلم على أن العمرة مشروعة في الإسلام، وأن فعلها المسلم في العمر مرّة واحدة تسقط عنه، ولكن اختلف العلماء في وجوبها من عدمه وكان لهم رأيان في ذلك، الرأي الأول؛ قال إنّ العمرة واجبة وهو الشافعي وبعض أهل الحديث، واستدلوا بذلك على ما ورد في الحديث النبوي الشريف: [عن أبي رُزَينٍ العُقَيلِيِّ لَقِيطِ بنِ عامرٍ أنَّه أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجَّ ولا العمرةَ ولا الظَّعنَ فقالَ حُجَّ عن أبيكَ واعتمرْ].[١]
وأما رأي المالكية والحنفية والكثير من أهل العلم، قالوا أنّ العمرة سنة وليست واجبة، ولكن لم يوجد حديث صحيح يدلّ على أنّها سنّة، ويثبت ما ذهبوا إليه، فقد أوجب الله تعالى الحج على الناس، ولكنه لم يوجب العمرة قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}،[٢] وقد رتب الله تعالى على العمرة الثواب العظيم والأجر الكبير، وليس هناك وقت معيّن للعمرة، ويُمكن الذهاب لأدائها في أيّ وقت من أوقات السنة سوى أيام الحج، وقد استحب الكثير من العلماء الذهاب للعمرة في شهر رمضان الكريم، وعدّوه أفضل وقت لأدائها عن غيره من الأوقات.[٣]
هل يجوز وضع مزيل العرق للمعتمر؟
توجد عدّة آراء حول استعمال المعتمر لمزيل رائحة العرق، ومن هذه الآراء:[٤]
- إذا كان مزيل العرق ليس له رائحة الطيب، فإنّه يجوز على المعتمر استعماله، ولا حرج في ذلك.
- أمّا فيما يتعلّق بالكريمات والدهن من كريمات الوجه، والشعر، والجسم بأنواعها فقد ذهب الحنفيّة والمالكيّة إلى أن المعتمر ممنوع من وضعها قياسًا على رائحة الطيب والعطور.
- أمّا الشافعيّة قالوا إلى أنّ المُحَرّم من الكريمات والدهون والطيب ما يُوضع على شعر الرأس والوجه، وأمّا سائر الجسد فيجوز وضع الطيب.
- وأما الحنابلة، قالوا بمشروعية وضع المعتمر للمزيل والدهون على جميع البدن، والرأس، والوجه من دون استثناء، إذا لم يحتوِ المزيل والدهون على رائحة الطيب.
- أمّا إذا كان مزيل العرق معطّر وله رائحة الطيب، فلا يجوز استعماله في البدن أو في الجسد، وعلى من استعمله الفدية، ففي الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن العباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [بيْنَا رَجُلٌ واقِفٌ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفَةَ، إذْ وقَعَ عن رَاحِلَتِهِ، فَوَقَصَتْهُ أوْ قالَ: فأوْقَصَتْهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تَمَسُّوهُ طِيبًا، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، ولَا تُحَنِّطُوهُ، فإنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا]،[٥] وأمّا مَن وضع مزيل عرق ذو رائحة طيبة ساهيًا أو ناسيًا أو جاهلاً بالحكم، فلا حرج عليه بإذن الله تعالى.[٦]
محظورات الإحرام
عندما يذهب المسلم للعمرة؛ فإنّه يحرص على أن تكون عمرته تامة ومكتملة الأركان، ومقبولة عند رب العباد، ومن أهم الأمور التي يجب تجنبها هي محظورات الإحرام، وهي الممنوعات التي يُمنع منها الإنسان بسبب الإحرام، وهذه المحظورات منها هي:[٧]
- المحظورات الخاصة بالرجال:
- تغطية الرأس: فيُحرم على الرجال عند إحرامهم تغطية الرأس أو أيّ جزء منه إلّا لعذر شرعي، وأمّا الاستظلال بمظلة أو بجدار أو بشجرة؛ فلا مانع منه ولكن من دون أن تلامس رأسه.
- لبس المَخيط من الثياب، مثل؛ القميص والسروال، والمحظور هو اللبس المعتاد، أما لو وضع المحرم القميص على بطنه خشية أن يصاب بالبرد مثلاً فلا بأس بذلك.
- لبس الخف: فيحرم على الرجل لبس الخف الذي يستر أصابع القدمين والكعب، والخف نوعٌ من غطاء القدم، ويكون أكثر سماكة من الجوارب.
- المحظورات المشتركة بين النساء والرجال:
- حلق شعر الرأس أو نتفه أو قصه: وقاسوا على ذلك بباقي شعر البدن من شعر العانة، وشعر الإبط، وغيره، أمّا إذا زال المحرم شعر رأسه بسبب مرض يُعانيه فلا إثم عليه، وعليه الفدية فقط.
- إزالة الأظافر: فيحرم على المرأة والرجل قص الأظافر، ولكن لو انكسر ظفره، وأزال هذا الكسر فلا شيء عليه.
- التطيّب: فلا يجوز للمحرم المرأة أو الرجل استعمال الطيب في البدن أو الملابس.
- عقد النكاح: فلا يجوز على المُحرم النكاح سواءً نكاح نفسه أو نكاح غيره عن طريق التوكيل، وعقد النكاح باطل إذا تم بهذه الصورة.
- قتل الصيد البر: فقد حرّم الله تعالى على المُحرِم قتل صيد البر بكل أشكاله وأنواعه، وأمّا صيد البحر وطعامه، فيجوز أكله حتى إن كان مُحرمًا.
- المباشرة والجِماع: يحرم على المحرم أن يباشر زوجته سواءً باللمس أو بالتقبيل بشهوة، سواءً في الليل أو في النهار، ومن فعل ذلك فإنه آثم، ووجب عليه الفدية، وهي شاه يذبحها ويوزّعها على المساكين والفقراء.
قد يُهِمُّك
صفة العمرة إجمالاً، أنّه من أراد أن يعتمر فإنه يُحْرِم من الميقات أو من محاذاته لمن كان وراء هذه المواقيت، أما مَن كان دونها فيحرم من حيث أنشأ، وإن كان من أهل مكة يُحْرِم من الحِلّ ثم يشرع في التلبية، حتى إذا رأى البيت يقطع تلبيته، ثم يبدأ بالطواف في البيت، ويُشتَرَط أن يكون على طهارة، وعند الانتهاء من الطواف بالبيت يُصلّي خلف المقام ركعتين، ثم يسعى بين الصفا والمروى، ثم يحلق أو يقصّر شعره، وبذلك يكون قد قضى نُسكَه، وحلّ له ما كان محظورًا عليه، وتوجد عدد من الواجبات والأركان والمستحبات سواءً قبل الإحرام أو بعده أو أثناء الطواف، ومن أهم هذه الأركان والمستحبات:[٨]
- المستحبات في العمرة قبل الإحرام:
- تقليم الأظافر وحلق شعر العانة.
- الاغتسال.
- التطيّب في البدن.
- المستحبات بعد الإحرام:
- التلبية مع رفع الصوت بالتلبية للرجل.
- الاشتراط، وهو قول اللهم إن حبسني حابس فمحِلي حيث حبستني.
- التلبية، وهو قول لبيك اللّهم عمرة، لبيك اللّهم عمرة.
- المُستَحَبات في الطواف:
- تقبيل الحجر الأسود.
- إبراز الكتف الأيمن وهو خاص بالرجال فقط دون النساء.
- الرّمل؛ وهو الإسراع في المشي.
- الإكثار من الذكر والدعاء.
- المُستَحبات في السعي:
- الصعود على الصفا والمروى، وقول نبدأ بما بدأ الله به.
- الهرولة بين العلمين الأخضرين.
- الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى والدعاء.
المراجع
- ↑ رواه ابن الملقن، في شرح البخاري لابن الملقن، عن أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر، الصفحة أو الرقم: 30/384، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 97 .
- ↑ الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر، "تعريف العمرة وحكمها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم استعمال مزيل العرق والكريمات المرطبة للمحرم "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1850، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "وضع مزيل العرق المعطر أثناء الإحرام جاهلا بالحكم"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
- ↑ الدكتور أيمن حتمل، "محظورات الإحرام"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "العمرة...أركانها..واجباتها..ومستحباتها"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.