هل يجوز تقبيل الزوجة

هل يجوز تقبيل الزوجة
هل يجوز تقبيل الزوجة

هل يجوز تقبيل فم الزوجة؟

اهتّمت العقيدة الإسلامية بعلاقة الزواج اهتمامًا منقطع النظير؛ لرمزيتها وكونها الأصل في تكاثر الأمة وزيادة عددها، فمتى صلُح نباتها صلُح كل شيء ومتى فسدت فسد كل شيء، فإذا كنت من الرّجال المُقبلين على الزواج قد تسأل نفسك في حال كان جائزًا لك تقبيل فم زوجتك، إذ ورد عن علماء الدّين أنّ القُبلة مشروعة في الإسلام، فهي إحدى العادات التي تُشعر الزوجين بالمتعة الحلال، وتوصلهم إلى العفاف، إذ روي عن جابر بن بن عبد الله أنّ رسول الله صلّ الله عليه وسلّم قال له: [فَهَلَّا تَزَوَّجْتَ بكْرًا تُضَاحِكُكَ وَتُضَاحِكُهَا، وَتُلَاعِبُكَ وَتُلَاعِبُهَا][١]، ولم يقتصر الدّين في الحثّ على تقبيل الزوجة، بل أمر الرّجل بمدح الزوجة، ووصف جمالها والثّناء عليها، ومداعبتها أيضًا، لكن كل هذا بين الزوج والزوجة فقط، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿٦﴾ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴿٧﴾}[٢].[٣]


هل يجوز تقبيل غير الزوجة على الفم؟

إنّ الدين الإسلامي صالحًا لكل زمان ومكان، وهو دين الحق والهدى والاستقامة، كما أنّه دين العدل والعقل والمنطق، ولهذا فقد راعى حاجات الإنسان وشرعها ضمن حدود وأُطر معينة، لكن بعض الرّجال يسألون ما إن كان تقبيل المرأة الأجنبية حلالًا أم لا، إذ وضّح علماء الأمّة أنّ هذا الفعل من المُحرّمات، ولا يجوز لمسلم أن يُقبّل أيّة امرأة من الفم غير زوجته، كما لا يجوز لك أن تلمس المرأة الأجنبية أو تصافحها، إذ قال النووي رحمه الله: "كل من حّرم النظر إليه، حرّم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية - إذا أراد أن يتزوجها - ولا يجوز مسها"، أمّا بالنسبة لتقبيل المحارم، فقد شرّع الإسلام تقبيل الأم والابنة وغيرهنّ من المحارم شريطة أن تكون القبلة على الجبهة وغيرها لكن بدون شهوة وليست على الفم، قال ابن مفلح: "ولكن لا يفعله على الفم أبدًا: الجبهة, أو الرأس".[٤]


مَعْلومَة: هل يبطل التقبيل الصيام أو الوضوء؟

أحلّ الله للمسلمين الزواج كوسيلة صحيحة لتفريغ الشهوة الفطرية التي وضعها بهم، لكن قد تتساءَل ما إن كان تقبيل الزّوجة يُبطل الصيّام أو الوضوء، إذ بيّن علماء الدّين أنّ التقبيل لا يُبطل الصيّام ولا ينقض الوضوء، إلا إذا كان التقبيل بشهوة، إذ رُويَ عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: [كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ][٥] وكان عليه السلام يُقبّل ثم يصلي ولا يتوضأ، أمّا بالنسبة للصيام، ففي حال خرج المني عند التّقبيل، فقد وجب قضاء ذلك اليوم، وفي حال خرج المذي، فلا يبطل الصّوم، لكن يُنقض الوضوء، أمّا المذي، فهو الماء اللزج الذي يخرج بسبب الشهوة، إذ يُبطل طهارة كل من الرّجل والمرأة إذا خرج، وعليهما الاستنجاء وغسل الذكر والأنثيين من الرجل، وغسل الفرج من المرأة، ثمّ عليهم الوضوء.[٦]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:715 ، صحيح.
  2. سورة المؤمنون، آية:5-6-7
  3. "هل القبلة على الفم بين الزوجين من هدي الإسلام؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020. بتصرّف.
  4. "التقبيل في الفم "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1927 ، صحيح.
  6. "هل تقبيل الزوجة يفطّر الصائم ويبطل الوضوء"، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :