طريقة لبس ملابس الاحرام

طريقة لبس ملابس الاحرام
طريقة لبس ملابس الاحرام

مفهوم الإحرام

يعرف الإحرام في معاجم اللغة العربية بأنه مصدر مشتق من الفعل الرباعي أحْرَمَ بمعنى امتنع، فنقول: أحرم عن قول السوء أي امتنع وأمسك فلم يتلفظ به ولم يصدر عنه، ونقول أحرم الرجل أي دخل في الحرم، أو في البلد الحرام، أو في حُرمة من عهد أو ميثاق، فالإحرام هو الشيء الممنوع المصون، فنقول، أحرم بفلان أي نزل في حرمه واحتمى به، وأما الإحرام اصطلاحًا حسب تعاليم الشريعة الإسلامية فهو نية الدخول في نسك الحج أو العمرة مع التزام أحكام الإحرام بالامتناع عما كان حلالًا في السابق، وقيل هو الدخول الفعلي في النسك فمَن قَدِم من أي بلد بنية الحج أو العمرة قبل أن يصل الميقات فهو ناوٍ لكنه لم يلتزم بعد بالإحكام فهو ليس بمحرِم، إنما يُحرِم إذا التزم ودخل النسك فعليًا، وسنتحدث في هذا المقال حول طريقة لبس ملابس الإحرام بشيء من التفصيل، مع سرد محظورات وواجبات الإحرام وماهيّة الأخطاء التي قد يقع فيها كثير من المعتمرين أو الحجاج أثناء تأدية المناسك أو الفرائض.[١][٢]

طريقة لبس ملابس الإحرام

قبل شرح طريقة لبس ملابس الإحرام لا بد من تفصيل بعض المعلومات الضرورية أولًا، وهي كما يلي:


محظورات الإحرام

يحظر على المحرم لبس المخيط أو تغطية الرأس للرجال، وصيد البر، والنكاح والاستمتاع بالنساء أو وطئهن، أو الاستمناء، أو رش الطيب أو العطر، أو لبس الخف والجورب، و الاكتحال والزينة والادّهان، والنظر في المرآة، والفسوق والجدال في ما لا طائل منه، وقتل هوام الجسد، وإزالة الشعر، واستخدام الحناء، وحلق الرأس، وتقلد السلام، وتقليم الأظافر، ومن فعل شيئًا من ذلك فعليه فدية ذبح شاة، أو صيام 3 أيام، أو إطعام 60 مسكينًا لكل واحد منهم نصف صاعٍ من الطعام.

وأما واجبات الإحرام فهي عقد النية، والتلفظ بالتلبية تبعًا للنية، فمَن نوى عمرة يقول: لبيك عمرة، ومَن نوى حجًا يقول: لبيك حجًا، بالإضافة إلى لبس ملابس الإحرام.[٣]


ملابس الإحرام

روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: "قَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ مَاذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ" [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي شرح الحديث يتبين ما يلي:

  • ملابس الإحرام للرجال هي الرداء على الجزء الأعلى من البدن، والإزار على الجزء الأسفل، مع التجرد من كل ما هو مخيط بما في ذلك العمامة أو غطاء الرأس أيًا كان، فإن لم يجد إزارًا لبس السراويل، وإن لم يجد نعلين لبس الخفين.
  • ملابس الإحرام للنساء هي ملابسهن العادية من غير زينة أو تبرج أو تطيب، وقد ورد النهي عن ارتداء النقاب أو القفازين، مع جواز تغطية الوجه والكفين بغيرهما، ولا أفضلية لارتداء الملابس البيضاء أو الخضراء على غيرها، فالحكمة هي تغطية البدن بما لا يصف ولا يشف.
  • ارتداء اللباس المصنوع من الحرير لكلا الرجال والنساء غير جائز.[٤][٥]


طريقة لبس ملابس الإحرام

ثبت من السنة النبوية المطهرة أن طريقة لبس ملابس الإحرام تنطوي على جعل الرادء على الكتفين، وطرفيه على الصدر، فإذا أراد المحرم أن يطوف طواف القدوم فعليه الاضطباع، والاضطباع يعني جعل وسط الرداء تحت الإبط الأيمن، وأطرافه على الكتف الأيسر، مع كشف المنكب الأيمن في حال الطواف للقادمين إلى مكة المكرمة سواء بنية الحج أو العمرة، ومَن لم يفعل فقد خالف سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والحكمة من مشروعية الإحرام هو تحقيق العبودية لله جل وعلا والامتثال لأوامره، مع إظهار المساواة بين جميع الناس منهم الحاكم والمحكوم، الغني والفقير، ناهيك عن تذكير الناس بيوم الحشر.[٦][٧]


أخطاء الإحرام

  • تجاوز الميقات دون الإحرام، والمواقيت المكانية المعروفة خمس، وهي ميقات أهل المدينة في ذو الحليفة أو ما يعرف بأبيار علي، ومقيات أهل الشام ومصر في الجحفة، وميقات أهل نجد في قرن المنازل، وميقات اليمن هو يلملم، وميقات أهل العراق ذات عرق، والصواب الإحرام من الميقات بالضرورة، أو قبله لمَن هو مسافر بالطائرة.
  • الاعتقاد بوجوب أداء ركعتي الإحرام، وإن كانت مستحبة إلا أن الإحرام صحيح بدونهما.
  • تأخير إحرام المرأة الحائض أو النفاس إلى ما بعد الطهارة، والصواب أن تحرم وتفعل كل شيء عدا الطواف تؤخره إلا ما بعد الاغتسال.
  • الاعتقاد بعدم جواز تخييط ملابس الإحرام إذا انقطعت أو وصل الرادء بخيط، والصحيح جواز الوصل لأن المقصود بالمخيط ما كان محيطًا بالجسم أو لاصقًا به سواء بتخييط أو لا.
  • الاعتقاد بصحة الإحرام بملابس عادية لغير عذر، بل إن ملابس الإحرام لدى أكثر المذاهب واجب تُجبَر بالدم.
  • الاعتقاد بعدم جواز تغيير ملابس الإحرام أو غسلها، والصحيح جواز ذلك على أن يكون تغيير الملابس بمثلها.
  • الكشف عن الكتف على هيئة الاضطباع عند الإحرام، وهذا مخالف للسنة، ومشروع في حال طواف القدوم أو العمرة خاصة، وعدا ذلك يكون الكتف مستورًا بالرداء في جميع الحالات.
  • رفع النساء أصواتهن عند التلبية، والصحيح أن صوت المرأة لا يتجاوز سماعها له أثناء التلبية، لأنهن مأمورات بالستر لا الإعلان والإشهار.
  • التوقف عن التلبية بعد الإحرام، والصحيح المداومة عليها في كل الأحوال، ويستثنى من ذلك وصول المعتمر إلى الكعبة ورؤيتها وبدء الطواف، ووصول الحاج إلى جمرة العقبة وبدء الرمي.
  • تعمّد الإحرام للحج من المسجد الحرام في الثامن من ذي الحجة، أو الإحرام من التنعيم، والصواب أن مَن يريد الإحرام للحج بعد العمرة يُحرك من مكانه الذي هو فيه، وأما الإحرام في العمرة فقد ذكرنا مكان المواقيت في النقطة الأولى.[٨]


المراجع

  1. "تعريف و معنى الإحرام في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف.
  2. "مفهوم الإحرام"، almosleh، 24-9-2013، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019.
  3. "الإحرام، مواقيته، واجباته، محرماته، فروع أخرى"، alshirazi، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019.
  4. "إحرامُ الرَّجُلِ في إزارٍ ورِداءٍ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019.
  5. "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019.
  6. "بيان السنة في كيفية لبس المحرم للإحرام"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019.
  7. "تعريفُ الإحرامِ، وحُكْمُه، والحِكْمَةُ منه"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019.
  8. "أخطاء الإحرام"، alukah، 2-12-2007، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019.

فيديو ذو صلة :