من الذي بنى قبة الصخرة
تعد قبة الصخرة واحدة من المعالم الإسلامية المهمة التي بُنيت فوق الصخرة التي عرج منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العُلى في حادثة الإسراء والمعراج، وقد أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، إذ تقع في حرم المسجد الأقصى في مدينة القدس[١] وُلد عبد الملك بن الحكم بن أبي العاص المعروف باسم أبو الوليد في سنة 26 للهجرة، وقد كان عابدًا زاهدًا فقيهًا، ومُلازمًا للمسجد وذلك ما كان معروفًا عنه من قبل توليه الخلافة، حدثت في عصره الكثير من الصراعات السياسية في الدولة الإسلاميّة، إضافةً إلى العديد من الفتوحات الإسلاميّة، ومن المعلوم أنّه قضى على خلافة عبدالله بن الزبير، وحارب الخوارج ، وقد كان من أبرز وُلاته الحَجاج بن يوسف الثقفي، أمّا عن سبب بنائه فلم يُعلم السبب الحقيقي، ولكن توجد بعض الآراء التي تقول أنّ السبب هو تعظيم بيت الله، ويرى آخرون أنّ بناءه كان لهدف سياسي وذلك لصد الناس عن بيعة عبد الله بن الزبير في مكّة، ولكنه اعتبر أنّ فكرة بناء هذه الصخرة جاءت من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الّذي ذكر فيه المساجد الثلاثة الّتي لا تشد الرحال إلّا اليها، وذكر من بينها المسجد الأقصى.[٢]
قبة الصخرة والمسجد الأقصى
المسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد وأقدسها في العالم، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وكثيرًا ما يخلط الناس بينه وبين قبة الصخرة، ولكن قبة الصخرة هي جزء من المسجد الأقصى، إذ يقع داخل البلدة القديمة في القدس الشريف في دولة فلسطين، وهو المنطقة التي يحيط بها السور بأكملها. تعدُّ قبة الصخرة بناءً ثماني الأضلاع ذا أربعة أبواب، ويوجد فيه من الداخل شكل ثُماني آخر قائم على دعامات وأعمدة أسطوانيّة في وسطها دائرة ووسط الدائرة تقع الصخرة المشرفة الّتي عرج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على السماء في الحادثة المعروفة وهي رحلة الإسراء والمعراج، ومن المعلوم أنّ هذه الصخرة ترتفع بنسبة متر ونصف عن أرضيّة البناء، وشكلها غير منتظم ويتراوح قطرها بين 13 و18 مترًا، ويوجد على الصخرة من الأعلى قبة دائريّة قطرها حوالي 20 مترًا مطلية من الخارج بالذهب، ويبلغ ارتفاعها 35 مترّا، ووضع في أعلاها هلال بارتفاع خمسة أمتار.[٣]
قد يهمك
اهتم المسلمون بقبّة الصخرة اهتماما كبيرًا، وكانوا يعظمونها لدرجة أنّهم كانوا يطحنون الزعفران ويمزجونه بالمسك والعنبر والماورد، ويتكون المزيج طوال الليل حتّى يتخمّر، ثم يأتي الخدم ومعهم ذلك المزيج، فيدخلون الحمام حتى يغتسلوا ويتطهروا، وبعد ارتدائهم الثياب النظيفة يحضرون إلى قبة الصخرة فيغسلونها ويأتون بمجامر الذهب والفضة، وفيها من الند الممزوج بالمسك والعنبر، ثم يرخون الستور حول كل الأعمدّة، ثم يدورون حول الصخرة معلنين أن الصخرة فتحت أمام الجميع يدعون كل من يريد الصلاة إلى الحضور، وعلى كل باب من أبواب المسجد كان يقف 10 حُجاب؛ لكي يشم كل من يدخل المسجد رائحة البخور والمسك والعنبر.[٢]
المراجع
- ↑ "قبة الصخرة"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-30.
- ^ أ ب دعــاء (2018-12-02)، "من الذي بنى قبة الصخرة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-30.
- ↑ "س وج: الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة"، اليوم السابع، 07 -11- 2017، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-30.