محتويات
مفهوم فلسفة العلم
ساهم العلم في ارتقاء الأمم والحضارات وتقدمها، وأصبحت حياة الإنسان أكثر سهولة ممّا كانت عليه من قبل بفضل الاختراعات والاكتشافات، إلّا أنّ للعلم فلسفةٌ من نوع مختلف، وتعني؛ النظريات الميتافيزيقية والمعرفية والأخلاقية التي تهدف إلى معالجة القضايا الفلسفية التي أُثيرت من قِبل العلوم النظرية؛ كعلم الأحياء، والفيزياء، والهندسة، وغيرها.
فتاريخ العلوم والفلسفة، يتشابكان مع بعضهما في مراحل مختلفة، ممّا جعل العديد من الأعلام يدمجون بين الاثنين مثل؛ أرسطو، ورينيه ديكارت، غوتفريد فيلهلم ليبنيز، إيمانويل كانت، وغيرهم الكثير ممن كتبوا مؤلفات ضخمة في العلوم الحياتية، والضوء، والتفاضل، والتكامل، وعلوم الفلك، من منظور فلسفي بحت، وسنحاول في هذا المقال إلقاء الضوء على الرابط بين العلم والفلسفة من جوانب وتفاصيل عدة، وهذه دعوة لكَ للبقاء متأهبًا لما سيأتي.[١]
العلاقة بين الفلسفة والعلم
يعود تاريخ العلاقة بين الفلسفة والعلم إلى آلاف السنين الماضية، ممّا يعني أنّها اتخذت شكلًا متطورًا جدًا في يومنا الحالي بل أصبحت أفضل، ممّا كانت عليه من قبل؛ إذ قام العلماء بالتركيز على الأهمية الاجتماعية، والعلم الأكاديمي في أبحاثهم، ومن هؤلاء غاليليو وآينشتاين ونيوتن وكيبلر ولومونوسوف وغيرهم.
بالرغم من أنّ هنالك فترة طويلة ساد فيها اعتقاد خاطئ، بأنّ الفلسفة هي علم العلوم الشامل، إلّا أنّ هذا يُدل على انتشارها وترابطها المتكامل مع علوم الطبيعة كافة، فالفلسفة هي الوعي الذاتي للعلوم والمصدر الذي تستمد منه جميع العلوم مبادئها المنهجية ورؤيتها الحقيقية، وبالرغم من ذلك فإنّه لا يُمكن للفلسفة أن تحل محل العلوم، والعكس صحيح بالطبع، لكن يُمكننا اختصار العلاقة بينهما بالقول أنّ العالم يحتاج لامتلاك أسلوب فلسفي كي يتمكن من اختبار نظرياته وتدعيم أفكاره.[٢]
انفصال العلم عن الفلسفة
بدأ عهد انفصال العلم عن الفلسفة على يد الفيلسوف الشهير أرسطو، واستمر كذلك حتى العصور الوسطى، التي كانت تشهد انحدارًا في أوروبا يُقابله تقدم علمي في الدولة الإسلامية، ممّا جعل العالم الشهير ابن سينا، يُسهم بدوره في فصل العلم عن الفلسفة هو الآخر، وقد مرَّ ذلك بمراحل متعددة، ولم يكن مقتصرًا على فترة قصيرة محددة، ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ العلم أصبح أكبر وأوسع، ممّا كان عليه من قبل، ممّا جعله فكرة ضخمة مستقلة.
وقد حاول اليونانيون (الإغريق) تبسيط المعرفة وإيصالها للطلبة عن طريق الفلسفة، وترجح بعض النظريات أنّ العالِم طاليس كان أول من بدأ بفصل العلم عن الفلسفة لا أرسطو، لكن لا نظريات مُثبتة مؤكدة تدعم تلك الفرضية، كما أنّ علينا أن نذكر دور العلماء في الفترة القريبة السابقة أمثال نيوتن، ووندنت، ممّن تبنوا أساليبًا علميةً لدراسة نصوص الفلسفة الطبيعية من وجهة نظر فلسفية.[٣][٤]
حاجة العلم للفلسفة
بالرغم من تراجع دور الفلسفة في وقتنا الحاضر بصورة واضحة جدًا، إلّا أنّ هذا لا يعني عدم حاجة العلم إليها، وفيما يأتي سنذكر جملة من المهارات والمعارف التي ستكتسبها من الفلسفة، وستنعكس على درجتك العلمية:[٥]
- تُطور الفلسفة مهارات التقييم النقدي في التفنيد، وطرح الحجج، وإثبات البراهين للنظريات المعرفية.
- تدرس الفلسفة عملية التفكير كلها، بحيث يتسلح الطالب بالمعايير السليمة للتفكير بالصواب والخطأ.
- تُسهم الفلسفة في تعميق فهم الأفكار والثقافة المختلفة، ممّا يُساعد في التغلب على الاختلافات بين الأشخاص.
- تمنح الفلسفة الطلبة جملة من مهارات الاتصال، مثل؛ المقدرة على طرح النظرية، وتوضيحها وتبسيطها بعد نقلها.
- يتسلح الطالب بالمقدرة على البحث عن المعلومات الجديدة، والتحقيق في المشكلات والاحتياجات، لتحديدها تحديدًا منهجيًا متقدمًا.
- يتمكن المتعلم من تحليل المهام، والمواد المرجعية، والمصادر الأنسب للعودة إليها، وكذلك يتحلى بمهارات التنظيم والإدارة.
حاجة الفلسفة للعلم
مثلما لا يستغني العلم عن الفلسفة؛ فإنّ الفلسفة لا تستغني عن العلم أيضًا، وفيما يأتي سنسلط الضوء على أهمية العلم بالنسبة للفلسفة:[٦]
- يمد العلم الفلسفة بجملة من المفاهيم المعرفية المهم، مثل؛ الاستقراء، والأدلة والمنهج، وجميعها مهمة في اتباع الأسس الأنسب في البحث العلمي.
- يعدّ العلم التطبيق المعرفي لنهجر التفكير الفلسفي، بحيث يُمكنك من المقدرة على معالجة قضايا، ومشكلات الواقع بالصورة الصحيحة.
- تحقق الفلسفة نتائج حقيقية ذات تأثير ملموس عندما تتخذ من النظريات، والأسس الفلسفية إطارًا شاملًا لها.
- يُسهل العلم على الفلسفة التحليل والاستنتاج من خلال الاكتشاف، وتقديم الأدلة، ونشر الحقائق الموضوعية.
- يوسع العلم من حدود النظريات الفلسفية، ويمنحها مجالًا واسعًا للنقد، بما يزيد من المخزون المعرفي للإنسان.
تعزيز الترابط بين الفلسفة والعلم
لا بدّ أنّك أدركت الآن أهمية العلم والفلسفة على حد سواء، ممّا يُحتم على العقل البشري السعي إلى تدعيم الرابطة بين كليهما وتعزيزها، ويكون ذلك عن طريق:[٧]
- تعزيز الوعي الاجتماعي الذي يتواءم وأشكال المعرفة والعلوم كافة، ومنها؛ الفلسفة والعلم.
- السعي لتطوير النظريات الفلسفية والاهتمام بها، بمثل الاهتمام بالعلوم النظرية الطبيعية.
- تدعيم الأفكار التوجيهية العامة التي تسعى إلى تقريب المسافة بين العلم والفلسفة.
- تطوير الأفكار العلمية الحديثة، وتحليلها من وجهة نظر فلسفية لتبسيطها قدر الإمكان.
- اعتماد العلم منهجًا أساسيًا راسخًا للعلم الطبيعي المعاصر، بمجالاته وفروعه كافة.
- إثراء الفلسفة من خلال التقدم العلمي في العلوم التجريبية الملموسة.
المراجع
- ↑ "Philosophy of science", britannica, Retrieved 2020-5-10. Edited.
- ↑ "Philosophy and Science, what is the connection?", researchgate, Retrieved 2020-5-10. Edited.
- ↑ "Thales of Miletus", iep, Retrieved 2020-5-27. Edited.
- ↑ "Ibn Sina’s Natural Philosophy", plato, Retrieved 2020-5-27. Edited.
- ↑ "Knowledge & Skills Gained", unomaha, Retrieved 2020-5-10. Edited.
- ↑ "Why philosophy is so important in science education", aeon, Retrieved 2020-5-10. Edited.
- ↑ "Philosophy and Science", marxists, Retrieved 2020-5-10. Edited.