مدينة صبراتة
كانت صبراتة مدينة رومانية مزدهرة، وتطل صبراتة الخلابة على البحر الأبيض المتوسط وتمنح الزائرين نظرة ثاقبة حول السبب الذي جعل هذا الموقع يخدم طرق التجارة القديمة جيدًا، ويمكن للزوار استكشاف مجموعة رائعة من الآثار فيها بما في ذلك المسرح المؤلف من ثلاثة طوابق وعدة معابد وبقايا رائعة من الفيلات والآثار الرومانية الفاخرة التي تتميز بالفسيفساء المحفوظة جيدًا، وتوجد أيضًا في صبراتة كنيسة جستنيان التي تعود إلى الحقبة البيزنطية، وفيها متحف يحتوي على معلومات حول المدينة والمعارض والأعمال الفنية.[١]
تاريخ مدينة صبراتة
تُعدّ صبراتة مدينة ساحلية قديمة تقع على ساحل شمال إفريقيا في ليبيا الحديثة، و في القرن الحادي عشر الميلادي أُطلق اسمها من قبل المؤرخ البكري، ووفقًا له كان يسكنها في الأصل قبيلة البربر زواغة الأصلية في القرن الثامن قبل الميلاد، وأصبحت بعد ذلك مستعمرة قرطاجية في القرن الـ 500 قبل الميلاد، وكانت جزءًا من شبكة التجارة الثلاثية التي كانت تعرف لدى اليونانيين باسم إمبوريا، وقد كانت المدينة من بين المدن التي استولت عليها روما بعد وفاة الحاكم يوجورتا في عام 105 قبل الميلاد، وخلال حكم يوليوس قيصر ضُمّنت جزءًا من مقاطعة نوفا، وقد واصلت دورها كمركز مهم للتجارة جنبًا إلى جنب مع المدن التي شُكلت في وقت سابق.
وكانت صبراتة موقع محاكمة الشاعر البربري الروماني الشهير لوسيوس أبوليوس مؤلف كتاب "الحمار الذهبي" في عام 158م ، والذي ما زال يُدرس حتى يومنا هذا، وقد زودت صبراتة روما بالعديد من السلع عبر طريق تجاري مباشر إلى المناطق الداخلية من إفريقيا إلى واحة غدامس، وسكنتها قبيلة ماهرة من الصيادين والحرفيين، لذلك كافأت روما المدينة من خلال تطوير شكل المسرح والمدرج والمعابد والآثار في القرنين الثاني والثالث، وأنقاض هذه المباني جعلت صبراتة وجهة سياحية مشهورة على مدار الخمسين عامًا الماضية، وأعلنت صبراته موقعًا تراثيًا عالميًا في عام 1982م.
في 21 يوليو من العام 365م ضرب زلزال بلغت قوته 8.0 جزيرة كريت حسب علماء العصر الحديث، مما أدى إلى تدمير جميع المباني في هذه الجزيرة ونشوء تسونامي من البحر المتوسط، وكانت آثار الزلزال واضحة في دول مثل مصر وإسبانيا وتأثرت صبراتة تأثرًا شديدًا وذلك بسبب قربها من مركز الزلزال، بالإضافة إلى أنها تقع مباشرة على الساحل، فقد هُدمت مباني المدينة، وسُحبت باتجاه البحر بما في ذلك ضريح بيس، وبعد ذلك غادر عدد كبير من الناس المدينة مع بقاء قلّة قليلة وجدوا أن صبراتة عُرضة لعواصف الرياح والرمل.
دُفنت صبراتة بالرمال ونُسيت حتى أوائل القرن العشرين الميلادي، وكان الإيطاليون قد أخذوا شمال إفريقيا من الدولة العثمانية في عام 1911م وأرسلوا علماء الآثار لبدء التنقيب عن المتاحف الإيطالية، وبدأت هذه الحملات في عام 1912م مع التركيز على استرداد القطع الأثرية الرومانية، وتعطلت الأعمال الأثرية بسبب الحرب العالمية الأولى ولكنها بدأت مرة أخرى جديًا في عشرينات القرن العشرين بين 1923-1929م، إذ أُعيد بناء المسرح في هذه الفترة وكذلك العديد من المباني الأخرى، بما في ذلك ضريح بيس، وقد أعاقت أيضًا الحرب العالمية الثانية العمل الأثري في صبراتة، ثم استمر العمل متقطعًا منذ ذلك الوقت، واليوم تعد صبراتة واحدة من أشهر المواقع الأثرية في العالم ومن بين المعالم السياحية الأكثر شعبية في ليبيا.[٢]
معلومات عامة عن مدينة صبراتة
نذكر فيما يأتي بعض الحقائق المتعلقة بمدينة صبراتة في ليبيا:
- اسم صبراتة يطلق على المدينة القديمة الأثرية، والمدينة الجديدة.[١]
- الموقع الأثري لصبراتة يطل على ساحل البحر المتوسط على بعد حوالي 70 كم غرب طرابلس.[٣]
- اكتُشف عدد من الفلل ومكابس الزيت مؤخرًا في صبراتة، وفقًا لصحيفة أويا الليبية على الإنترنت في مقال نُشر في 17 مايو 2010؛ إذ لا يزال معظم التراث الأثري في ليبيا تحت الأرض.[٤]
- أهم المعالم السّياحية والتاريخية في المدينة: مسرح صبراتة، معبد إيزيس، نافورة فلافيوس تويلوس، كنيسة أبوليوس، المتحف الروماني، ضريح بيس، كنيسة جستنيان، حمامات باتجاه البحر، معبد ليبر باتر، الجدار البيزنطي.[٤]
- متحف صبراتة؛ كان المتحف يُعرف سابقًا باسم متحف صبراتة الروماني الكلاسيكي، الذي افتتح أصلًا في عام 1932، ثم أعيد افتتاحه في عام 1966، كما أُعيد افتتاحه مرة أخرى في عام 2009، وعند الدخول إلى المبنى؛ فإن المعرض الموجود في نهاية الممر (الجناح الجنوبي) هو الكنيسة التي تحتوي على ألواح وأرضيات من الفسيفساء بجدران كبيرة من الكنيسة المسيحية في جستنيان، وتُعرض أيضًا بعض التماثيل والأعمدة في الهواء الطلق في الفناء، بينما يعرض البعض الآخر في القاعة عند دخول المتحف، وتحتوي غرفة المعرض الرئيسية (المفتوحة حاليًا) على لوحات جدارية بيزنطية جميلة، معظمها من منزل خاص بمواطن ثري من صبراتة القديمة وألواح الفسيفساء والتماثيل من مختلف المعابد، بما في ذلك معبد زيوس وسيرابيس.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "SABRATHA", triphistoric, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ↑ "Sabratha", ancient, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ↑ "ARCHAEOLOGICAL SITE OF SABRATHA - LIBYA", africanworldheritagesites, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sabratha (Sabrata)", Temehu, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ↑ "Sabratha Museum", temehu, Retrieved 19-12-2019. Edited.