محتويات
ما هو حج التمتع؟
إنّ التمتع أن يُحرم الحاج بالعمرة من الميقات في أشهر الحج ثم يتحلل بعد أداء العمرة، ثم يحرم للحج من مكة، وسمي بحج التمتع لسببين؛ أحدهما أن المتمتع يؤدي نسكيّ الحج والعمرة في سفر واحد، فيكون قد تمتع بإسقاط أحد السفرين، ولذلك شُرع الدم جبرًا لما فاته من السفر للميقات. أمّا السبب الثاني، لأنّ الحاج المتمتع يتحلل بعد أداء العمرة، ويتمتع بكل ما لا يجوز للمحرم فعله كالنساء، والطيب، إلى وقت الحج، وهذا ما تدل عليه الآية في قوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ}[١] ويل عليه أيضَا كلمة التمتع التي تعني في اللغة التلذذ والانتفاع بالشيء.
ولحج التمتع صورتان؛ الصورة الأصلية أن يحرم الحاج للعمرة في أشهر الحج، وبعد فراغه من العمرة يحرم بالحج، والصورة الطارئة أن يحرم الحاج للحج، وقبل الطواف بالكعبة يفسخ حجه ويؤدي عمرة، وبعد فراغه وتحلله من العمرة يحرم بالحج، وقد قال صلى الله عليه وسلم عند حجه: [لو أنِّي استقْبَلْتُ مِن أَمْري ما استَدْبَرْتُ لم أَسُقِ الهَدْيَ، وجَعَلْتُها عُمْرَةً، فمن كان منكم ليس معه هدْيٌ فليُحِلَّ، ولْيَجْعَلْها عُمْرَةً، فقام سُراقَةُ بنُ مالكِ بنِ جَعْشَم، فقال: يا رَسولَ الله، أَلِعامِنا هذا أم لأَبدٍ؟ فشَبَّكَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم أصابِعَه واحدةً في الأُخْرى، وقال: دَخَلَتِ العُمْرَةُ في الحَجِّ- مَرَّتينِ- لا، بل لأبدٍ أبدٍ]،[٢] وهذه الصورة للتمتع تصح عند الحنابلة، والظاهرية، ومجموعة من السلف، واختارها ابن القيم، وابن تيمية، وابن عثيمين، وابن باز.[٣]
كيفية أداء حج التمتع
على الحاج المتمتع أن يؤدي المناسك بالطريقة الآتية:[٤]
- يحرم الحاج للعمرة في الميقات المحدد لبلده، ثم يأتي بعمرة تامة، فيطوف ويسعى بين الصفا والمروة، ويحلق أو يقصر حتى ينهي المناسك، ثم يتحلل.
- وفي اليوم الثامن من ذي الحجة؛ وهو يوم التروية يحرم وقت الضحى من مكانه الذي يقيم فيه ويقول: لبيك حجَا، ويلبي، ثم يتوجه إلى منى ويبيت فيها إلى اليوم التاسع.
- وفي اليوم التاسع يستعد الحاج لأداء الركن الأعظم في الحج، وهو الوقوف بعرفة، فيتوجه من منى إلى عرفة، ويصلي فيها الظهر والعصر جمعَا وقصرًا، ويقضي اليوم فيها، ويشتغل بالذكر والدعاء حتى غروب شمس يوم عرفة.
- و بعد الغروب يتوجه الحاج إلى مزدلفة، ويصلي فيها المغرب والعشاء قصرًا جمع تأخير، ويبيت فيها ليلته،ويستحب للحاج أن يلتقط منها الحصى التي سيرميها عندما يرمي الجمرات.
- قبل طلوع شمس اليوم العاشر، ويُسمى يوم النحر يتوجه الحاج إلى منى، ويقوم برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، ثم يذبح هديه، ويتحلل التحلل الأصغر فيحلق أو يقصر.
- ينطلق الحاج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، ويسعى بين الصفا والمروة، وبذلك يتحلل الحاج التحلل الأكبر، فيحل له ما كان محظورًا عليه ما عدا النساء، ثم يتوجه إلى منى للمبيت فيها.
- في أيام الحادي عشر والثاني عشر، وهي أيّام التشريق يرمي الجمرات الثلاث، الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، وجمرة العقبة الكبرى، وذلك بعد زوال شمس كل يوم، ويجوز للحاج التعجل في يومين أو يزيد عليها ليلة اليوم الثالث عشر.
- بعد الانتهاء من أعمال أيام التشريق يعود الحاج إلى مكة ليطوف طواف الوداع وجوبًا، وبذلك تنتهي مناسك حج التمتع، ويستعد الحاج للعودة إلى دياره.
شروط حج التمتع
يشترط لحج التمتع أمور عدة، وهي:[٥]
- أن يكون الإحرام بالعمرة في أشهر الحج.
- أن يؤدي الحج والعمرة في نفس العام، فإن اعتمر في أشهر الحج ولم يحج في نفس العام، وحج في العام القابل، فلا يكون متمتعًا.
- اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة ، وعامة أهل العلم على شرط عدم السفر بين الحج والعمرة للحاج المتمتع.
- نية المتمتع في بداية العمرة أو أثنائها، وقد اختلف العلماء في اشتراط النية، واختار جمهور الحنفية، والشافعية، والمالكية، وبعض الحنابلة، عدم اشتراط النية، أمّا القول باشتراط النية فقد اختاره الحنابلة، ووجه للشافعية، وابن عثيمين، لأنّه يحتاج لنية الجمع بين عبادتين؛ كالجمع في الصلاة.
- ومن الأمور التي لا يُشترط للمتمتع فعلها أن يُؤدي الحج والعمرة عن شخص واحد، وقد اتفق أصحاب المذاهب الأربعة على ذلك.
- يجوز لأهل مكة التمتع مثلهم كبقية الحجاج، ولكن يسقط عنهم الدم، وقال تعالى{فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}،[٦] وهذه الآية تجيز لهم التمتع، وتنفي عنهم وجوب الدم.
مستحبات الحج
يستحب للحاج بعض الأمور منها:[٧]
- الإحرام في رداء وإزار أبيضين.
- أن يغتسل للإحرام.
- أن يكون الإحرام بعد صلاة مكتوبة، أو يصلي ركعتين قبله.
- أن يغتسل قبل دخول مكة، وليوم عرفة.
- أن يستلم عند الطواف الحجر الأسود، والركن اليماني، او يشير إليهما، ويقول في بداية كل شوط: بسم الله والله أكبر.
- كثرة التلبية ورفع الصوت بها.
- التضلع من ماء زمزم.
- يستحب للحاج الإكثار من تلاوة القرآن والذكر، والدعاء في يوم عرفة.
- ويستحب التقاط الحصيات التي تُرمى للجمرات من مزدلفة، وإذا ترك الحاج بعضًا من السنن والمستحبات، فلا شيء عليه وحجه صحيح.
مَعْلُومَة
إذا اعتمر الحاج المتمتع، وأنهى عمرته، وبقي في مكة ينتظر الحج، يجوز له أن يُكرر العمرة قبل يوم التروية، وخاصة إذا سافر من مكة لزيارة المدينة المنورة، أو أي مكان آخر، ثم عاد إلى مكة، ولا يجب عليه أن يضاعف دم التمتع، ويكتفي بدم واحد، وذلك ولئن كرر العمرة فلن يحج إلا حجًا واحدًا، فلا يجب عليه إلّا دم واحد، أمّا بالنسبة لجواز تكرار العمرة لمن بقي في مكة ولم يخرج منها، ولكنه ذهب للتنعم وأحرم منها، فهذه الحالة وضعت العلماء في خلاف في الآراء؛ إذ أجز بعضهم هذا الأمر، وكرهه بعضهم لأنه يُخالف فعل السلف.[٨]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1218، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ " التمتُّعُ في الحَجِّ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "صفة التمتع"، islamweb. اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "التمتُّعُ في الحَجِّ"، الدرر السنية. اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ "مناسك الحج"، الجزيرة. اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "إذا اعتمر ليحج متمتعا وكرر العمرة قبل الحج،"، الإسلام سؤال وجواب. اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.