محتويات
قد يواجه العديد من الأهالي بعض التحديات والمشكلات في تربية أطفالهم بمختلف مراحلهم العمرية، فهم غالبًا ما يسعون لتربيتهم بالطريقة الصحيحة والصحية، وصقل شخصيتهم بالشكل الجيد، ولكن إحدى هذه المراحل قد تكون أكثر صعوبة من غيرها، حيث يبدأ فيها الطفل في التمرد وعدم الطاعة؛ مما يزيد من فرصة تغيير سلوكه نحو الأسوأ إن لم يتم السيطرة عليه جيدًا.[١] فإن أردت معرفة ما أصعب مرحلة في تربية الأطفال، تابع قراءة المقال.
أصعب مرحلة في تربية الطفل
تربية الأطفال عامةً بمختلف مراحلها تُعد أمرًا صعبًا وشاقًا على الأباء، لكن الغريب في الأمر أن سابقًا الجميع كان يعتقد أن مرحلة المراهقة هي الأصعب، ولكن بعد سؤال العديد من الأباء والأهالي تم ملاحظة أن هنالك مرحلة أكثر صعوبة، وهي المرحلة الانتقالية التي تأتي بين مرحلة الروضة ومرحلة المراهقة وهي حول سن الثماني سنوات، حيث وُجد أن في هذه المرحلة العمرية قد تظهر على الطفل بعض السلوكيات الغريبة والسيئة إلى حدٍ ما، منها:[١][٢]
- العناد وعدم الاستماع للأوامر.
- العصبية وإغلاق الأبواب عند عدم رضاهم لأمر أو موقف معين.
- رفع أعينهم عند التحدث مع الآباء؛ كمحاولة لإثبات استقلاليتهم وفرديتهم، وعدم رغبتهم في الانصياع للأوامر.
- تجاهل الوالدين.
- التصرف على أن واجباتهم ومهامهم المنزلية بمثابة أداة تعذيب بالنسبة لهم.
أسباب صعوبة تربية الطفل في سن 8 سنوات
ومن أبرز الأسباب التي تجعل من هذه المرحلة بالنسبة للآباء الأكثر صعوبة:[٢][٣]
- بدء شعور الطفل بالاستقلالية والحرية ومحاولة إثبات وجوده بأيّ شكل من الأشكال؛ مما يترتب على ذلك زيادة حساسيته ومطالبه الصعبة.
- مشكلة في تحديد وتنظيم مشاعره، فهو في مرحلة انتقالية وحساسة، حيث يشعر أحيانًا أنه يريد أن يصبح بالغًا، وفي أحيانٍ أخرى ترى أنه بحاجة إلى القليل من الحب والعطف والحنان.
- التغييرات التي قد يواجهها في هذه المرحلة سواء من الناحية العقلية، أو الجسدية، أو حتى العاطفية.
- تطور مهاراته اللغوية والرياضية والمعرفية؛ مما يجعله على الدوام يحاول فهم السبب والنتيجة وكيفية العمل في الأشياء.
- بدء تطور الأخلاق والقيم لديه، بالإضافة إلى تقدمه في المهارات الحركية.
- زيادة وعيه بأعضاء جسمه المتنامية، فمن الممكن لطفلك الدخول في مرحلة البلوغ المبكر.
نصائح وإرشادات لتربية الطفل
لا بدّ من اتباعك لطرق وأساليب معينة في التعامل مع طفلك في هذه المرحلة الحساسة والصعبة، مثالًا على ذلك:
احرص على بناء علاقة تواصل جيدة معه
أهم طريقة لكسب ثقة طفلك في أيّ مرحلة عمرية هي بناء علاقة تواصل صحية معه، بعيدة عن الانفعال وإلقاء الأوامر والأحكام، أيّ حاول أن تكون صديقًا لطفلك حتى يستطيع الوثوق بك ومُصارحتك بكل ما يشعر ويفكر به دون خوف، ولا يغلق نفسه عنك، فعند وقوعه في مشكلة ما حاول السيطرة على أعصابك وعدم الانفعال، واحرص على إيصال نصيحتك له بشكل لطيف دون انتقاده أو القسوة عليه.[٤]
تحلى بالصبر
يجب عليك التحلي بالصبر عند التعامل معه في هذه الفترة الحساسة، فهو يمر بمرحلة انتقالية في النمو، إذ لا بدّ لك من الحفاظ على هدوئك والاستجابة والاستماع إليه عوضًا عن إعطاء ردود فعلٍ سريعة وانفعالية.[٢]
قلل استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي
تُشكل وسائل التواصل الاجتماعي خطرًا كبيرًا على الطفل في هذا العمر، فهو في سن لا يستطيع التمييز وحده بين الخطأ والصواب، وما يجب عليه رؤيته وما لا يجب، فهو لا يزال بحاجة إلى توجيهٍ منك، لذلك احرص على إبعاده عنها قدر الإمكان، أو حاول أن يكون طفلك تحت مراقبتك.[٢]
كن جاهزًا لأسئلته
يبدأ طفلك الآن في استكشاف ما حوله، حيث ستكثر أسئلته لفهم ما يحدث، فلا تحاول أن تتجاهله أبدًا وكن دائمًا المصدر والمرجع الأساسي لأسئلته مهما كانت، حتى لا يذهب ويبحث عن الأجوبة في مكانٍ آخر ويحصل على الإجابة الخاطئة.[٢]
واحرص على توعيته في كل الأمور ولو بشكل بسيط، كالتحدث معه عن المخدرات والكحول وما إلى ذلك، فالأمر ليس مبكرًا بل على العكس الكثير من الأطفال قد يبدأون بالتعاطي في سن مبكرة كالتاسعة أو العاشرة من العمر، فلا تستخف في الأمر وتتجاهله، فنحن لم نعد نعيش في بيئة آمنة تمامًا.
ساعده على تنظيم وقته ومسؤولياته
لا بدّ لك في البدء بتدريبه وإرشاده؛ ليتمكن من الاعتماد على نفسه ولو قليلًا لتكون لديه القدرة على مواجهة مشكلاته وتنظيم عواطفه التي بدأت تتطور لديه فجأةً وبشكل سريع، وقد تكون أفضل وسيلة لذلك:[٢]
- تحديد مسؤولياته المنزلية التي تناسب عمره.
- تعزيز شعوره بالاستقلالية من خلال السماح له باختيار ملابسه بنفسه، أو بقضاء بعض الوقت مع زملائه وأصدقائه خارج حدود المدرسة.
احرص على دعمه دائمًا
تذكر دائمًا أن طفلك في هذه المرحلة لا زال بحاجة إلى دعمك ووقوفك إلى جانبه، حتى إذا حاول ردعك ودفعك بعيدًا عنه في بعض الأحيان وبيّن لك عدم رغبته في ذلك، فإذا استطعت النجاح في التقرب من طفلك جيدًا في هذه المرحلة، إذًا فقد نجحت في الاختبار الأصعب واستطعت إنشاء علاقة صحية وسليمة معه إلى مدى الحياة.[٢]
نصائح وإرشادات أخرى
من النصائح الأخرى التي ننصحك باتباعها للتعامل مع طفلك عند مروره بهذه المرحلة الصعبة، ما يأتي:[٤][٢]
- احترم خصوصيته: فلا تحاول التجسس على مكالماته أو رسائله النصية، أيّ حاول إعطائه المساحة الخاصة ولكن ضمن مراقبة معقولة ومنطقية لا تجعله يخسر ثقته بك.
- خصص له وقتًا: حاول أن تعطيه بضع ساعات من وقتك في اليوم؛ للتحدث معه أو مشاركته ببعض المغامرات، فذلك سيقوي العلاقة والرابط الذي بينكما كثيرًا.
- استشر أخصائي عند الحاجة: وذلك في حال واجهت صعوبة في التعامل معه، أو ظهرت عليه بعض العلامات الغريبة، مثل: مشكلات في النوم، والتغيب عند المدرسة فمن الممكن أنه يواجه مشكلة مع زملائه فمشاكل التنمر أصبحت شائعة جدًا في وقتنا الحالي، أو في حال عدم قدرتك على إيصال مخاطر تعاطي المخدرات والكحول له بالشكل الصحيح وبما يتناسب مع عمره.
المراجع
- ^ أ ب "Age 8 Is the Hardest Age to Parent, According to Parent Poll", parents. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Is 8 the hardest age to parent? Here’s what the experts say", www.mother.ly/health-wellness. Edited.
- ↑ "Surviving My 8 Year-Old: Parenting Through Difficult Stages of Development ", 3armedmomster. Edited.
- ^ أ ب "What Age Is Hardest to Parent?", medicinenet. Edited.
فيديو ذو صلة :
ملخص المقال
قد يواجه الأهالي تحديات في تربية أطفالهم بمراحلهم العمرية المختلفة، حيث يسعون لتربيتهم بشكل صحيح وصقل شخصيتهم. تُعد المرحلة الانتقالية بين الروضة والمراهقة، حول سن الثماني سنوات، الأصعب، حيث يظهر الطفل سلوكيات مثل العناد والعصبية. أسباب صعوبة هذه المرحلة تشمل شعور الطفل بالاستقلالية، صعوبة تنظيم مشاعره، والتغييرات العقلية والجسدية. نصائح للتعامل تشمل بناء علاقة تواصل جيدة، التحلي بالصبر، تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، الإجابة على أسئلته، مساعدته على تنظيم وقته، ودعمه دائمًا.
أسئلة شائعة
نعم، فكما ذكرنا سابقًا لا يمكن الجزم بأن مرحلة معنية هي الأصعب فقط، فالتربية في كل مراحلها صعبة، بما فيها مرحلة المراهقة، فتحديد الأصعب منها غالبًا ما يعتمد على آراء الأهالي ووجهات نظرهم وتقديرهم للأمور، إليك الأسباب التي تجعل من المراهقة مرحلة صعبة:
- التغييرات التي تحدث في فترة البلوغ.
- بدء طفلك الميل إلى الجنس الآخر.
- مشكلات حول اختيار أصدقائه وكيفية التعامل معهم، وما إلى ذلك.
- الأداء المدرسي.
- بداية تعرفه على بعض العادات السيئة، كالحكول والتدخين، خاصة إن لم تتم تربيته في بيئة بعيدة عنها.
- الملابس ومستحضرات التجميل، وذلك بالنسبة للإناث على وجه التخصيص.
من أبرز الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال:
- تخلي أحد الوالدين عن مشاركته في التربية.
- التذبذب في أسلوب التربية.
- التفرقة بين الأولاد.
- التدليل والدلع الزائد للطفل.
- استخدام أسلوب التعنيف والتوبيخ في التربية.
- إلغاء أحد الوالدين شخصية الآخر.
- اعتقاد بأن تربية الطفل تبدأ في وقت أو مرحلة معينة.