تصرّفات عُدوانية من الطفل: ماذا تفعل؟
ربّما طفلك لا زال في سنّ الثالثة من عمره، وقد يكون أصغر من ذلك، ولكنّه يضرب ويخدش ويقرص، ويتصرّف بطريقة هجومية وعنيفة كردّة فعل لمعظم الحالات، هذا في الواقع ليس طبيعيًا، إليك أهم الاستراتيجيات التي عليك اتباعها ليتخلص طفلك من طبعه الهجومي، ولا يتطور فيه أكثر من ذلك:
فهم سنّ الطفل وطريقة تعبيره عن مشاعره
بالنسبة للأطفال ممن هم في سنّ الثالثة وما دون، فمن الطبيعي أن تلاحظ عليهم بعض السلوكيات العدوانية، فهم يعيشون في عالم من التواصل المادي، الذي يتمّ باللمس أو البكاء أو الصراخ، فهم يفتقرون إلى الكلام كوسيلة للتواصل. [١]
في هذه الحالة، يمكنك أن تساعد طفلك على مهارة التعبير عن مشاعره من خلال تسمية مشاعره بمسميات سهلة وبسيطة له، والتواصل معه بالكلمات البسيطة أو بالإشارات، وفهم سبب انزعاجه.
أما بالنسبة للأطفال بعمر الرابعة حتى السابعة، فقد يكون طبيعيًا ملاحظة سلوك عدواني من وقت إلى آخر، خاصةً عندما يشعر الطفل بالتعب أو الإحباط، فقد لا يريدون حينها الكلام أو الاستماع، ولا تكون هناك وسيلة أفضل من الضرب بنظرهم. [١]
في حالة الأطفال الأكبر سنًا، فإنهم يحتاجون إلى احتواء أكبر، فقد يكون تصرّفهم العدواني نتيجة ضغوطات في حياتهم، أو في المدرسة، ولهذا، يجب تعزيز التواصل بين الطفل ووالديه بشكل كبير.
وضع قواعد واضحة في المنزل
قُم بوضع لائحة للقوانين التي تنصّ على الاحترام بين جميع أفراد العائلة، توضّح فيها أن الضرب أو الركل أو العض أو الخدش أو أي تصرّفات عدوانية هي مرفوضة تمامًا، ويمكنك أن تكتب هذه اللائحة مع طفلك، وتجعله يستمتع في كتابتها معك. [٢]
وتذكّر أن تصيغ القواعد بطريقة إيجابية، يعني مثلاً بدل من القول "لا تضرب" قل "لنكن لطيفين في لمساتنا وتعاملنا مع بعضنا"، واحرص أن تذكّره بالمكافآت التي يمكن أن يحصل عليها من يلتزم بهذه القواعد، والعواقب التي من الممكن أن يحصل عليها أي أحد يخالف هذه القواعد.[٢]
مدح الطفل على التصرّفات اللطيفة
امدح طفلك إذا عانقك بحنية، أو بلمسك بلطف، وعبّر له عن إعجابك بتصرفاته المهذبة والحنونة، وبادله إياها بكل حب، كما عليك أن تمدحه إذا استمع لأوامرك، وتوقف عن الضرب عند غضبه، فهذه أيضًا بادرة جيدة. [٢]
عقاب الطفل لردعه عن العنف
إذا بدر من طفلك سلوك العناد حتى بعد وضع القواعد والقوانين الواضحة في المنزل، وكان مستمراً في الضرب، استخدم أساليب العقاب التالية: [٢]
- التوقّف عن فعل أي شيء لوقت محدد، يسمى بـ"الوقت المستقطع" أو "لحظة الصمت" اؤمره أن يفعلها، وأن يعمّ الهدوء بدون كلام أو صراخ أو ضرب أو أي شيء يصدر منك أو منه، ويفكّر هو بما فعل، واطلب منه شيئًا واحدًا في هذه اللحظة: "فكّر بماذا تشعر؟"
- طلب التعويض من الطفل، يعني إذا قام بضربك وخرق قانون المنزل، اجعله يقوم بعمل إضافي لك كوسيلة للتعويض والاعتذار من قِبله إليك، أو اطلب منه أن يرسم لك رسمة معيّنة أو أي عمل يناسب سنّه.
- حرمان الطفل من بعض الامتيازات، قد يحتاج الطفل إلى عقاب جدّي واستراتيجية ضبط واضحة، مثل سحب أجهزة الألعاب أو الإلكترونيات منه لمدة 24 ساعة، أو أقل، حسب عمر الطفل، فإن كلما كان الطفل أصغر سنًا يقل وقت العقاب.
تعليم الطفل مهارة إدارة الغضب
قد يكون التعامل مع الطفل العصبي أصعب وأكثر عدوانية من الطفل الهادئ، ولكن فور أن ترى طفلك قد بدأ بالغضب، لا تغضب أنت أيضًا، وقم بالعدّ إلى 10 لتهدئة غضبك، فأنت قدوته الآن في مثل هذه المواقف، وتعامل مع مشاعر طفلك باحترام، وقُل له: "من الطبيعي أن تشعر بالغضب، ولكن ليس من الطبيعي أن تضرب" [١]
اطلب منه التنفس ببطء وعمق 3 مرات، ويمكنك أن تطلب منه أن يرسم شخصية غاضبة، أو أن يكتب على الورق ما يزعجه ثم يمزّق الورقة إلى قطع صغيرة ليتخلّص من الغضب، أو اتركه يذهب إلى مكان هادئ لتتوقف موجة غضبه.[١][٣]
تجنّب تراكمات المشاعر في طفلك
قد يكون تصرّف الطفل العدواني مجرّد تعبير عن مشاعره السلبية التي تراكمت في قلبه الصغير، وانفجرت فجأة مرة واحدة، ونظرًا لأنك والده وأقرب الأشخاص إليه فأنت هدف تصرّفاته العدوانية، وظهرت عليك المشاعر المكوّمة على هيئة الضرب.[٣]
احرص أن لا تقطع حبل الوصل بينك وبين طفلك، خصّص له يوميًا وقتًا له للتحدث معه والنقاش حول أيامه وما يواجه من مواقف مختلفة، وإذا كان طفلك صغيرًا، احرص يوميًا على تخصيص وقت للعب معه. [٣]
تطوير التعاطف بين العائلة
إذا كان طفلك لا يتم التعاطف مع مشاعره، ولا يتم احترامها أو احتواؤها، كيف يمكنه أن يكون متعاطفًا معك؟ سيكون ذلك صعبًا للغاية، فإن تنشئة الطفل على الحنان والعطف لن تكون بنتائج مشابهة لتنشئته على الغضب والعنف والصراخ إطلاقًا. [٣]
تأكيد فكرة "العنف لا نتيجة له"
يعني إذا قام طفلك بضربك بعد أن طلب منك أمرًا، ورفضت منحه إياه، اجعله يتأكد ببساطة أنّ ضربه إياك لن يقدّم له ما يريد أبدًا مهما كان الأمر، لذا، قُم برفض ما يريد بالقول "ليس الآن يا عزيزي" بكل هدوء، وإذا تحرّك لمهاجمتك، تجنّبه ولا تجعله يؤذيك، وقُل له "أرى مدى غضبك وحزنك، وأعلم أنّك تريد ذلك حقًا، ولكنّي قلت لا. يمكنك أن تقول لي شعورك بالكلمات وتناقشني، لن أسمح لك بالضرب!"[٣]
تمثيل قدوة ناجحة لطفلك
إذا قمت بوضع قانون يمنع الضرب والصراخ والشتم في المنزل، ثم قمت أنت بضربه أو شتمه، لن يكون ذلك منطقيًا على الإطلاق في نظر طفلك، بل سيكون مخيبًا جدًا للآمال، بل عليك أن تكون نموذجًا ناجحًا لتعليمه ضبط النفس واللطف، وكيفية التعامل مع الغضب أو الإحباط بطرق مناسبة. [٣]