محتويات
وفقًا للعادات والتقاليد، كيف تطلب يدها وتخطبها؟
الخطبة وفقًا للشّريعة الإسلاميّة، تعني التّقدم للمرأة والتّصريح لها بشكلٍ مُباشر، أو إخبار وليّها بالرغبة في الزّواج منها، وشُرعت الخطبة وحُبّبت للناّس لأنّ الإسلام يحرص على مراعاة الأحوال الأسريّة، ويهدف لإقامة الزّواج وبناء الأُسر بناءً على أُسس متينة؛ لتتحقّق الغاية منه، إذ تعتبر الغاية من الزّواج عمومًا تحقيق الطّمأنينة للزوجين وبناء أُسرة سعيدة، تنعكس على الأبناء بجو من الحب والألفة، ومن شروط الزّواج ليكون شرعيًّا أن توجد النيّة بالدّوام والبقاء، والاستمرار سويًّا، ولتحقيق هذا شُرعت الخطبة ليتمكّن الزوجان من أخذ القرار بالاستمرار سويًّا، ففترة الخطبة تسمح لكليهما بالتعرّف على بعضهما، والتأكّد من مناسبة أحدهما للآخر واتفاقهما معًا، فالخطبة تقرّب الخاطِبَيْن من بعضهما، فإذا لمسا الانسجام بينهما، أمكنهما الاستمرار والإقدام على الزواج.[١]
كيف تختار شريكة حياتك المناسبة قبل الخطوبة؟
اختيار شريكة الحياة المناسبة ذات أهميّة كبيرة جدًا، ‘ذ عتبر الزّوجة الصّالحة أساس البيت الصّالح، وهي سبب من أسباب أنّك ستعيش حياة زوجيّة سعيدة، وهناك العديد من العوامل التي عليكّ التّفكير بها والأخذ بها عند اختيارك شريكة حياتكَ، فمن المهم أن تضع معاييرك الخاصّة، أو أن تختار وفقًا لرغبتك الشخصيّة ونظرتك، وقد تفيدك النّصائح التّالية، وتساعدك في اختيار شريكة حياتك المناسبة قبل الخطوبة:[٢]
- ابحث عن فتاة يمكنك التّواصل معها بسهولة: من المهم اختيار شريكة يمكنك الحديث معها بسلاسة، فبهذه الطريقة يمكنك الاستمتاع بالحديث معها والتكلّم عن كل شيء دون الشعور بالملل، وتقلّل الكثير من النّقاشات الحادّة بينكما.
- احرص على معرفة هتمامات شريكتك المحتملة: اختياركَ لفتاة تشارككَ الكثير من الاهتمامات، أمر جيّد، فالاهتمامات المشتركة تفتح مجالات للتّوافق بينكما، ويزيد من التّناغم والانسجام بينكما، ويجدر بالذّكر هنا أنّه ليس من الضروري أن تكون كل اهتماماتكما متطابقة، ولكن وجود دائرة مشتركة بينكما ستسهّل التّواصل، وتزيد من مساحة تفهّم كل منكما للآخر، إذ تقول عالمة النفس الإكلينيكي وخبيرة العلاقات سيما هينغوراني: "عندما تقرّر قضاء حياتكّ مع فتاة ما، يجب أن تنظر إلى الأشياء التي تحبّان أن تفعلاها معًا، فعلى سبيل المثال، إذا كنت من عشّاق الأفلام، فمن الأفضل أن تكون لشكريتكّ نفس الرّغبة، لتستمعا بالأفلام معًا، فهذا سيجعل حياتكما ممتعة".
- تعرّف على طريقة تفكير شريكتكَ ونظرتها للأمور: عند اختيارك لشريكة حياتكَ، احرص على الوقوف مليًّا عند طريقة تفكيرها، وطريقة معالجتها للأمور، ونظرتها للحياة عامّةً لا سيما في أبسط التّفاصيل اليوميّة، فإذا كنت شخصًا كسولًا مثلًا وكانت شريكتكَ نشيطة وتحب تحقيق الكثير من الإنجازات في يومها ، فقد يؤدّي ذلك إلى تهديد زواجك، لذلكَ يجب أن تقيّم وتدرس طريقة كل منكما على التّفكير ومعالجة كافّة الأمور الحياتيّة، وحتى البسيطة منها.
- لا تخجل من وضع معاييرك: من البديهي أنه لا يمكنك تفصيل إنسان كامل، ولا تستطيع التحكّم بكافّة التفاصيل أو المواصفات الخاصة بشريكتكَ، ولكن وأثناء اختيارك شريكة حياتكَ، عليكَ الأخذ بعين الاعتبار معاييرك ومعايير أسرتكَ، من المقبول طبعًا اختيار فتاة ربّما لا تنتمي إلى نفس طبقة المجتمع التي تنتمي إليها، ولكن تأكّد من أنها مناسبة لك وفقًا لمعايير أخرى تعتبرها أنت مهمّة.
- اعلم أنّ الاحترام المتبادل ضرورة: من الواضح أنّك لا تستطيع أن تقضي حياتك مع شخص لا يحترمك، أو لا يحترم أحلامك وأهدافك أو شخصيتك، لذا اختر شريكة تقدّرك وتعترف بكينونتك، وتبذل جهدها للمحافظة عليها وتنميتها، لا إبغائها، وتستطيع الشّعور بنفسك معها بك لبقية حياتك.
- تأكّد من أنّك تستطيع منحها الثّقة: من المهم للغاية طبعًا اختيار فتاة يمكنك الوثوق بها، فوجود شريكة جديرة بالثّقة إلى جانبكَ، سيجعل كل الأمور اليوميّة بينكما أسهل، بالتّأكيد لا يمكنك أن تعيش زواجًا سعيدًا إذا كنت لا تستطيع الوثوق بشريكتك.
- تأكّد من أنّك تستمتع بقضاء الوقت بقربها: فالاهتمامات المتبادلة أو المشتركة مهمة جدًا بينكما، ولكن في حال لم تكن كل اهتماماتكما متطابقة، فمن المهم أن تكون مع شريكة تقدّر أن تمضي الوقت معك للقيام بأمور تخصّك وحدك، وأيضًا تأكد من أنّه يمكنك تحمّل قضاء الوقت مع شريكتك للقيام بما يهمّها، دون أن تشعر بأنّ القيام بذلك عبء ثقيل عليكَ.
قد يُهِمُّكَ
كل مرحلة من مراحل العلاقة لها أوقاتها الهانئة وتحدّياتها، فحياة العزوبية تحتلف عن مرحلة الخطوبة، وكليهما يختلف اختلافًا كليًّا عن الحياة الزوجيّة ومسؤوليّاتها، ولا يوجد دليل مستخدِم يمكنك ببساطة الاطّلاع عليه وأخذ القرار الصّائب، ولكن يمكن لبعض المعلومات والأفكار أن تفيدكَ في هذا الخصوص، وفيما يلي مجموعة من النّصائح التي قد تفيدكّ في مواقف عدّة من الممكن توقّعها في فترة الخطوبة، وهي كما يلي:[٣]
- تشاركا التّخطيط: على الأرجح لديك فكرة مسبقة عن كون فترة الخطوبة هي وقت التّحضير للزّواج، وفي المقام الأوّل التّخطيط للزّفاف، إذ يتطلّب التخطيط للزّفاف ولحياتكما القادمة معًا الكثير من الجهد، وقد تكون الفترة بمجملها مرهقة، ولكنها أيضًا مليئة بالكثير من السّعادة والمواقف التي ستتذكرانها سويًّا، لأنّك ببساطة تخطط لحفل زفافكَ، فاستعد وشارك في التخطيط للحفل الذي تريده ولحياتك المقبلة، وحاول إشراك شريكتك في هذا التّخطيط وأخذ رأيها بعين الاعتبار، فالخطوبة ليست وقت التّراخي، وكذلك لا تُلقي بكل حمل التّخطيط بالزّفاف على شريكتكَ، بل حاول مساعدتها، ومساندتها في الفترة كثيرة التطلّب.
- احرص على الاستمتاع بالأوقات السّعيدة: من الأمور الجيدة في فترة الخطوبة هو أن مستوىً جديدًا تمامًا من الانفتاح والألفة يظهر بينك وبين شريكتك المقبلة. ففي هذا الوقت ستظهر أجزاء مختلفة من شخصيتك وشخصيتها، وستتاح لكما الفرصة لتعرفا بعضكما البعض على مستوى أعمق. لذا استمتع بلحظاتكما سويًا وعبر عن نفسك لتصبحا أقرب.
- تعرّف على أصهاركَ: عند تقدمك لخطبة فتاة، فأنت تسأل عائلتها، لذا الأمر لا يقتصر عليك وعلى شريكتك فقط، فهو حقًا يستدعي تدخل العائلة، لذا يقول الناس دائمًا أنك ما إن تتزوج، أنت لا تتخذ زوجة فقط، أنت تتزوج الأسرة! وهذا صحيح. ولكن لا تتوقع أن يكون الوفاق بين العائلتين عملية سهلة أو سريعة، فعليك مراعاة إختلاف الثقافات والعادات والنشأة لكل عائلة، ومثلما يستغرق الأمر وقتًا حتى يتعرف شخصان على بعضهما ويتعلمان كيفية التواصل أو التفاعل مع بعضهما البعض، فإن الأمر نفسه ينطبق على العائلات، لذا عند تعاملك مع عائلتها، تحلى بالصبر وسعة الصدر.
- اعلم أنّ التنازلات والحلول الوسط، مفتاح التّفاهم: من الطبيعي أن تكن لك تفضيلاتك الخاصة ونظرتك الشخصية للأمور، ولكن لا تكن عنيدًا ولا تتشبث بأرائك بتزمت، هناك الكثير من القرارات والآراء التي تدخل في التخطيط لحفل الزفاف والزواج ولحياتكما المشتركة، لذا قد تختلفان على عدة أمور في مختلف القرارات، ولكن هناك دائمًا حلٌ للخلافات، بالحوار والتفاهم و تعلّم كيفية التنازل لبعضكما البعض، ستصلان لحل وسط يُرضي كلاكما.
- ستحظى بلحظاتكَ الخاصّة من الشك: إذا لم تكن متأكدًا من رغبتك في الزواج من الشريكة التي اخترتها، فلا تُقدم على الارتباط بها من الأساس، فالخطوبة غالبًا ليست فترة طويلة لمعرفة ما إذا كنت تريد الزّواج من فتاةٍ ما، لذا اختر بعناية وتأنّى قبل أن تقدم على قرار قد يجعلك تعيسًا طوال حياتكَ، ولا تتّخذ قرارًا بالارتباط بأحداهنّ بداعي الملل، أو الوحدة، أو لمجرّد شعوركَ بأن الوقت يداهمك، والقطار على وشك أن يفوتكَ، بل إختر جيّدًا حتّى تستمتع بحياتك عمومًا وبخطوبتك خصوصًا، فالخطوبة هي التّخطيط للزّواج وبدء حياة جديدة، لذا تأكّد من كون شريكتك هي المرأة التي تريد أن تقضي بقيّة حياتك معها، و هذا لا يعني أنّ فترة الخطوبة كلّها ستكون أوقات هانئة، فمن الطّبيعي أن تحظى بلحظات من التردّد والشّك والخوف من الإقدام على هذه الخطوة، لا بأس، فالزّواج قرار كبير ومصيري، لذا توقع بعض التردّد، لكن لا تدع ذلك يخيفك، بما أنّك اخترت بعناية، فلتلتزم بما اخترت واستمتع به.
المراجع
- ↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ "7 ways to choose the right life partner", timesofindia.indiatimes, 2017-11-20, Retrieved 2020-10-10. Edited.
- ↑ Austen Broome, "What To Expect During Engagement", lifehack, Retrieved 2020-10-10. Edited.