كيفية قيام ليلة القدر في البيت

كيفية قيام ليلة القدر في البيت
كيفية قيام ليلة القدر في البيت

ليلة القدر

تعد ليلة القدر من أفضل الليالي عند الله تعالى، فقد أنزل القرآن الكريم في هذه الليلة، وقال بأنها خير من ألف شهر، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} [١]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ] [٢]، فقيام ليلة القدر يكون بالذكر والصلاة وقراءة القرآن والدعاء، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، فهي ليست في ليلة معينة، فقد تكون في ليلة الحادي والعشرين، أو الثالث والعشرين، أو الخامس والعشرين، أو السابع والعشرين، فمن قام هذه الليالي فقد فاز بما وعد الله تعالى أهلها، قال النبي عليه الصلاة والسلام: [التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى] [٣]، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الآواخر من رمضان باجتهاد أكثر من من العشرين الأول، قالت عائشة رضي الله عنها: [كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يجتَهِدُ في العشرِ الأواخرِ ، ما لا يجتَهِدُ في غيرِها] [٤][٥]

أما الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر كما أخفى سائر الأشياء مثل رضاه بالعبادات والطاعات لكي يزيد العبد فيها، وأخفى الإجابة في دعائهم لكي يبالغوا ويلحّوا فيها، وأخفى اسمه الأعظم لكي يعظموا بقية الأسماء، وأخفى الصلاة الوسطى لكي يحافظوا على جميع الصلوات، وأخفى قبوله للتوبة لكي يستمروا على جميع أنواع التوبة، وأخفى الله تعالى وقت الموت حتى يخافه المكلف، وهكذا أخفى ليلة القدر لكي يعظموا ليالي رمضان جميعها.[٦].


كيفية قيام ليلة القدر في البيت

الكثير منا يحتار بأن هل صلاة ليلة القدر فيها اختلاف عن بقية الصلوات؟ يجب أن نعلم بأن الله تعالى قد أنزل على المسلمين خمس صلوات بطريقة واحدة، لكن باختلاف النية والفروض، فالطريقة واحدة والوضوء واحد، فصلاة ليلة القدر تكون بدايتها بالوضوء العادي مثلما تتوضأ للصلوات الأخرى، ثم صلِّ ركعتين ركعتين قدر المستطاع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ] [٧]، فيمكنك أيضًا قيام ليلة القدر بقراءة القرآن الكريم، فهو نور ينير الروح والقلب، فالدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، فيمكن للمسلم قيام هذه الليلة بذكر الله تعالى ورسوله والاستغفار والتسبيح مع الصلاة، ويمكنك دعوة الله تعالى بما تحتاج، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: [مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ] [٨]، والمقصود بكفتاه أيّ أنه قام الليل، فيجب الحرص على قيام الليل باستمرار لما لها من فضل كبير عند الله تعالى، أما عدد ركعات ليلة القدر فقال أحد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بأنه كان يصلي ركعتين ركعتين إلى أن يصل لثلاث عشرة ركعة، وقال آخر بأنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة، فاقتدِ بالنبي عليه السلام قدر المستطاع، وقيل أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي الوتر ركعة واحدة في صلاة ليلة القدر، وبعضهم قال بأنه كان يصلي خمس ركعات، وبعضهم قال بأنه صلى أربع ركعات.[٩]


فضل قيام ليلة القدر

قال الله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [١٠]، خص الله تعالى ليلة القدر بخصائص عظيمة لفضلها ورفعة شأنها، منها: [١١]

  • وصفها الله تعالى بأنها ليلة مباركة، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} [١٢]، فتدل الآية الكريمة على خير هذه الليلة وعظمتها وأجر من قامها إيمانًا واحتسابًا لله تعالى، فله الأجر الوفير والخير الكثير.
  • أخبر الله تعالى عنها أنه قال: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [١٣]، والمقصود بأنه في هذه الليلة يفصل اللوح المحفوظ لصحف الكتَبَة من الملائكة فيما يتعلق بالعبد من أمور المعاش والمعاد لمثلها في العام المقبل من أرزاق وأعمال وغيرها، فذلك كله يبين عظم شأن هذه الليلة.
  • يضاعف الله تعالى الأعمال في ليلة القدر، وما يناله الشخص من أجر وثواب فهو خيرٌ له، فثوابها عليه عن ألف شهر خالية منها، أي ما يعادل ثمانين سنة، فالعمل الصالح يكون مضاعف في شهر رمضان، فكيف إذ كان في هذه الليلة؟
  • تتنزل الملائكة في ليلة القدر إلى الأرض للرحمة لأهل الإيمان وللخير والبركة، فيكثر فيها السلامة من عذاب الله تعالى والفوز بمغفرته.


مَعْلومَة

يُمكنكَ أن تستشعر بليلة القدر، إذ توجد علامات عديدة تدل على وقوع ليلة القدر، منها:[١٤]

  • تكون ليلة القدر ليلة لا حارة ولا باردة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ ، طَلِقَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ] [١٥].
  • أن تكون ليلة القدر وضيئة مُضيئة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إنِّي كُنْتُ أُريتُ ليلةَ القدرِ ثمَّ نُسِّيتُها وهي في العشرِ الأواخرِ وهي طَلْقةٌ بجة، لا حارَّةٌ ولا بردة كأنَّ فيها قمرًا يفضَحُ كواكبَها لا يخرُجُ شيطانُها حتَّى يخرُجَ فجرُها] [١٦].
  • في ليلة القدر تكثر الملائكة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سابعةٌ ، أو تاسِعةٌ وعِشرِينَ ، إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى] [١٧].
  • تطلع الشمس في صبيحتها من غير شعاع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إنَّ ابنَ مسعودٍ يقولُ: مَن قام السَّنةَ أصاب ليلةَ القدرِ فقال أُبَيٌّ: واللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو إنَّها لفي شهرِ رمضانَ - يحلِفُ ما يستثني - واللهِ إنِّي لأعلَمُ أنَّ ليلةَ القدرِ هي هذه اللَّيلةُ الَّتي أمَرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نقومَها صبيحةَ سبعٍ وعشرينَ وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شعاعَ لها كأنَّها طَسْتٌ] [١٨]، وتكون تلك العلامات بشارة لمن قام الليلة، فهي تكون بعد انقضاء الليلة وليس قبلها، إلا أن هناك علامات أخرى لليلة القدر لكنها ليست مثبتة مثل؛ أنه لا يُرمى فيها بنجم، ولا تنبح فيها الكلاب، ولا ينزل فيها مطر.


المراجع

  1. سورة القدر، آية: 1-5.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2021، صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 796، صحيح.
  5. "ليلة القدر هي أفضل الليالي"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2020. بتصرّف.
  6. "تحصيل ليلة القدر والحكمة من إخفائها"، alukah، 5/8/2013 ، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو مسعود، الصفحة أو الرقم: 5008، صحيح.
  9. Randa Abdulhameed ، "طريقة صلاة قيام ليلة القدر"، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2020. بتصرّف.
  10. سورة يونس، آية: 62 - 64.
  11. "فضل قيام رمضان وفضل ليلة القدر"، alukah، 7/9/2010 ، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
  12. سورة الدخان، آية: 3.
  13. سورة الدخان، آية: 4.
  14. "علامات ليلة القدر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5475، صحيح.
  16. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3688، أخرجه في صحيحه.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 7707 ، صحيح.
  18. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 3690، أخرجه في صحيحه.

فيديو ذو صلة :