كيفية صلاة ليلة القدر

كيفية صلاة ليلة القدر
كيفية صلاة ليلة القدر

كيفية صلاة ليلة القدر

حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة في ليلة القدر لفضل هذه الليلة العظيم، فالمسلم يقوم ليلة القدر من خلال الإكثار من الذكر والدعاء وتلاوة القرآن والإكثار من الصلاة فيها، وهذه الصلاة تؤدى كما تؤدى الصلوات المكتوبة، ولكنها تُصلى مثنى مثنى، إذ يصلي المسلم ركعتين ويسلّم، ثمّ ركعتين ويسلّم وهكذا، فإذا ما انتهى من الصلاة يصلي بعدها الوتر، لما ورد عن الرسول الكريم قوله: [صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى][١].</ref> ويجوز للمسلم أن يصلى العدد الذي يقدر عليه من الركعات، من 8 ركعات أو 12 ركعة أو 20، كلُّ حسب استطاعته، مع الحرص على إخلاص النية والتأني في الصلاة لما في ذلك من أجر عظيم، وبخاصة في ليلة كليلة القدر إذ يتضاعف فيها الأجر، ولقيامها فضل كبير في الدنيا والآخرة.[٢]


مميزات ليلة القدر

خصّ الله ليلة القدر بخصائص تميزها عن غيرها من الليالي، ومنها:[٣]

  • وصفها الله بأنها خير من ألف شهر في قوله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.[٤]
  • وصفها الله تعالى بأنها ليلة مباركة حيث قال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}.[٥]
  • في ليلة القدر تنزل الملائكة، والروح، إذ يكثر نزول الملائكة في هذه الليلة لعظم بركتها، فالملائكة يتنزلون مع تنزل الرحمة والبركة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن الكريم، ويحيطون بحلَقات الذِّكْر، ويضعون أجنحتهم لمن طلب العلم بصدق تعظيمًا له، والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه الله بالذكر لمكانته.
  • وصف الله تعالى هذه الليلة بأنها سلام، أي سالمة لا يمكن للشياطين أن يفعلوا فيها سوءًا أو يحدثوا فيها أذى، وتكثر فيها السلامة من الإثم والعذاب وذلك لكثرة الطاعات التي يقوم بها العبد للتقرب من الله عز وجل.
  • من قام هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا فإن الله تعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ].[٦] ويعني قول النبي: إيمانًا واحتسابًا أي تصديقًا من العبد بوعد الله بالثواب عليه وطلبًا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نفاق.
  • أن الله تعالى قد أنزل في شأنها سورة في القرآن تتلى إلى يوم القيامة، وقد ذكر فيها شرف هذه الليلة وعظَّم قدرها، وهي سورة القدر.

 

علامات ليلة القدر

من علامات ليلة القدر ما يلي:[٧]

  • النور والإضاءة في هذه الليلة، وهي علامة لا يمكن أن نشعر بها كثيرًا في الوقت الحاضر بسبب الإضاءة الكهربائية، بينما يمكن أن يلاحظها من كان في البر أو في الصحراء بعيدًا عن الأنوار الكهربائية.
  • الإحساس بطمأنينة في القلب، والشعور بانشراح الصدر وراحة النفس.
  • سكون الرياح، فليلة القدر لا يكون فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو فيها مناسبًا وهادئًا.
  • الشعور بلذَّة العبادة في هذه الليلة أكثر من غيرها.
  • من الممكن أن يراها العبد في المنام كما كان يحدث لبعض الصحابة.
  • ومن العلامات اللاحقة ليلة القدر طلوع الشمس في صبيحتها من غير شعاع، وتكون صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ولا يكون وهجها قويًا يؤذي العين.


ما يُشرَع في ليلة القدر

من الأعمال المستحبة في ليلة القدر ما يلي:[٨]

  • القيامُ: يشرع في هذه الليلة قيام الليل للصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: [ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه].[٦]
  • الاعتكاف: يشرع الاعتكاف في ليلة القدر، إذ كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعتكف في العشرة الأواخر التماسًا لهذه الليلة، فعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: [من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ].[٩]
  • الدعاء: يعد الدعاء في ليلة القدر من الأمور المستحبة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: [قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي].[١٠]


الحكمة من إخفاء ليلة القدر

إن ليلة القدر من الليالي التي ينبغي أن يتحرّاها العبد على أمل أن يصيبها، فقد أخفاها الله تعالى لنجتهد في العبادة في جميع ليالي العشر الأواخر، فإنها إذا كانت غير معلومة فإن ذلك يدعو من أراد إحياءها إلى الاجتهاد في ابتغائها بجميع أوقاتها المتوقعة؛ وبالتالي تكون العِبادة أكثر، بخلاف ما إذا عرفوا وقتها تحديدًا، فإذا علم الناس وقتها لاقتصروا على قيامها فقط، ولكن اقتضَت الحكمة إبهامها حتى تعمَّ العبادة جميعَ أيام الشهر، ويكون الاجتهاد في العَشر الأواخر أكثر؛ ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشرَ الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله عزَّ وجلَّ، وعن عبدالله بن أُنيس أنه قال: [يا رسولَ اللهِ أخبِرْني في أيِّ ليلةٍ تُبتغَى فيها ليلةُ القدرِ فقال : لولا أن يترُكَ النَّاسُ الصَّلاةَ إلَّا تلك اللَّيلةَ لأخبرتُك].[١١][١٢]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  2. الشيخ خالد الرفاعي (2010-11-24)، "كيفية قيام الليل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-27. بتصرّف.
  3. "فضل العشر الأواخر وليلة القدر"، islamqa، 2018-1-29، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-27. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 3.
  5. سورة الدخان، آية: 3.
  6. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2206، صحيح.
  7. محمد عبدالرحمن صادق (2016-6-22)، "التمسوا القدر في ليلة القدر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-27. بتصرّف.
  8. "ليلةُ القَدرِ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-27. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2027، صحيح
  10. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2037، إسناده صحيح.
  11. رواه العراقي، في ليلة القدر، عن عبدالله بن أنيس، الصفحة أو الرقم: 49، إسناده حسن
  12. الشيخ صالح المنجد، "أعمال العشر الأواخر"، almunajjid، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-27. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :