محتويات
الغسل يوم الجمعة
يوم الجمعة هو يوم من الأيام المباركة عند المسلمين، ينتظرونه كل أسبوع لنيل ثوابه وأجره، وكان حقًا على كل مسلم أن يُحسن استقبال هذا اليوم المبارك، وأول خطوة من خطوات استقباله هي الاغتسال والتطيب لقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[١] هذا نداء من الله للسعي إلى ذكر الله.
ومن شروط السعي إلى ذكر الله؛ الطهارة، عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: [كانَ النَّاسُ يَنْتابُونَ يَومَ الجُمُعَةِ مِن مَنازِلِهِمْ والعَوالِيِّ، فَيَأْتُونَ في الغُبارِ يُصِيبُهُمُ الغُبارُ والعَرَقُ، فَيَخْرُجُ منهمُ العَرَقُ، فأتَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنْسانٌ منهمْ وهو عِندِي، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو أنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَومِكُمْ هذا]،[٢] ويدلنا هذا الحديث على أهمية غُسل يوم الجمعة للمسلم، وذلك لما فيه من منافع دينية، تتمثل في التزام أوامر الله ورسوله، ومنافع دنيوية من التطهر، وإزالة الروائح الكريهة، والنجاسات عن البدن.[٣]
كيفية الغسل يوم الجمعة
أمّا كيفية غسل الجمعة؛ فإنّه لا يوجد فرق بينه وبين وغسل الجنابة؛ إلّا الحرص في زيادة التطيب، والتعطر، والزينة، وأقلّ ما يُجزئ في الغسل؛ النية ثم إزالة النجاسة إن وجدت ثم تعميم ظاهر الجسد بالماء ومنه السرة، فإذا لم تُغسل السرة لم يتحقق الغسل، أمّا الفم والأنف فإنهما يعدان من باطن الجسد؛ فمن العلماء من قال بوجوب غسلهما؛ كالأحناف والحنابلة، ومنهم من قال بالاستحباب؛ كالمالكية والشافعية، وينبغي للمسلم استعمال المنظفات كالصابون وغيره في الغسل، ويجب استعمالها إذا توقف إزالة النجاسة عليها.
أمّا صفة الغسل الكامل؛ فهي النية ثم التسمية (بسم الله) ثم غسل اليدين ثلاث مرات ثم غسل المذاكير ثم الوضوء كوضوء الصلاة ثم حثي الماء على الرأس ثلاث حثيات لتروى بها أصول الشعر ثم إفاضة الماء على باقي الجسد والبدء بالشق الأيمن ثم الأيسر مع تدليك البدن، ويجب مراعاة وصول الماء الى كل البدن والشعر.
عن عائشة رضي الله عنها : [كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا اغتسل من الجَنابة يبدأ فيَغسِلُ يديه، ثمَّ يُفرِغُ بيمينِه على شِمالِه فيَغسِلُ فرْجَه، ثمَّ يتوضَّأُ وضوءَه للصَّلاة، ثمَّ يأخُذُ الماء فيُدخل أصابعَه في أصولِ الشَّعْرِ، حتى إذا رأى أنْ قد استبرَأَ، حفَن على رأسِه ثلاثَ حَفَنات، ثم أفاض على سائِرِ جَسَدِه، ثمَّ غسَل رِجلَيه].[٤][٥]
وقت غسل الجمعة
اختلف أهل العلم في ابتداء وقت غسل الجمعة، فقد ذهب جمهورهم ومنهم؛ الشافعية والحنابلة والظاهرية على أنّ الغُسل يكون من فجر يوم الجمعة كما روي ذلك عن ابن عمر، وقال الخطيب الشربيني الشافعي: إنّ وقت غسل الجمعة من الفجر الصادق، وقيل إنّ وقته من نصف الليل؛ إلّا أنّ تقريب الغُسل من الذهاب إلى صلاة الجمعة أفضل، لأنّه أبلغ في المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة.
قال البهوتي الحنبلي أنّ أولَّ وقتِه من طلوع الفجر فلا يجزئ الاغتسال قبله، والأفضل أن يغتسل عند مضيه الى الجمعة لأنه أبلغ في المقصد، وقال ابن حزم أنّ أول أوقات الغُسل المذكور أثر طلوع الفجر من يوم الجمعة، وعن مجاهد والحسن وإبراهيم النخعي، أنّهم قالوا إذا اغتسل الرجل بعد طلوع الفجر أجزاه.
وعند الأمام مالك، فإنّه يبدأ وقته قبيل الذهاب للجمعة، فلا يجزئ إلّا عند الذهاب، إليها فلو اغتُسل الرجل بعد الفجر، ولم يذهب للمسجد مباشرة لم يجزئ ويندب له إعادته، وقال النووي لو اغتسل للجمعة قبل الفجر لم تجزئه على الصحيح من مذهبنا، وبهذا القول قال أيضًا جماهير العلماء، وقال الأوزاعي يجزئه، وقال الإمام مالك لا يجزئه؛ إلّا عند الذهاب إلى الجمعة.
وقال الشيخ ابن عثيمين إنّ غسل الجمعة، يبدأ من طلوع الفجر، لكنّ الأفضل أن يغتسل بعد طلوع الشمس، لأنّ ما قبل طلوع الشمس من وقت صلاة الفجر، فوقت صلاة الفجر لم ينقطع بعد، ثم إنّ الأفضل أن يغتسل عند الذهاب إلى الجمعة، فيكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطهارة مباشرة.[٦]
حكم غسل الجمعة
غسل الجمعة سنة عن النبي محمد عليه السلام، وليس واجبًا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة؛ (الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة)، وهو أيضا ما قال به جماهير العلماء كما حُكي الإجماع في ذلك، واستدل العلماء بقولهم هذا على العديد من الأدلة منها:[٧]
- كتاب الله: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،[٨] ووجه الدلالة هنا أنّ سياق الآية يُشير إشارةً خفية إلى عدم وجوب الغُسل، وذلك لأنّ الله تعالى لم يذكر نوع طهارة معين عند السعي إلى صلاة الجمعة بعد الأذان، كما هو معلوم لدى جميع المسلمين أنّ الطهارة واجبة في الصلاة، وهنا أحال العلماء المسألة على الآية الثانية العامة في كل الصلوت؛ أي أن طهارة يوم الجمعة تكون كطهارة باقي الصلوات، ويكتفى بالوضوء.
- السنة النبوية: عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: [مَن تَوضَّأَ، فأَحْسَنَ الوضوءَ، ثم أتى الجُمُعةَ فاستمَعَ، وأَنْصَتَ غُفِرَ له ما بَينَه وبينَ الجُمُعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ، ومَن مسَّ الحَصَى فقدْ لغَا]،[٩] ووجه الدلالة هنا، أنّ الوضوء كافٍ للجمعة، وأنّ الاقتصار على الوضوء لا يوجد فيه إثم أو عصيان، ومن هنا فقد دل قول النبي على أنّ الأمر بالغُسل محمول على الاستحباب فقط.
- الآثار: عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما [أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، بيْنَما هو قَائِمٌ في الخُطْبَةِ يَومَ الجُمُعَةِ إذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَادَاهُ عُمَرُ: أيَّةُ سَاعَةٍ هذِه؟ قَالَ: إنِّي شُغِلْتُ، فَلَمْ أنْقَلِبْ إلى أهْلِي حتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ، فَلَمْ أزِدْ أنْ تَوَضَّأْتُ، فَقَالَ: والوُضُوءُ أيضًا، وقدْ عَلِمْتَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ بالغُسْلِ]،[١٠] أمّا وجه الدلالة هنا؛ أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة وأكثرهم اقتداءً بالنبي لم يأمر الصحابي بالانصراف للغُسل، ولم ينصرف الصحابيّ أيضًا للغسل حين ذكَّره به عمر بن الخطاب، ولو كان الغسل واجب للجمعة لما أجزأت الجمعة إلّا به، ولو كان كذلك لما جهله عمر بن الخطاب والصحابي الذي يروي في روايات أخرى، أنّه كان عثمان بن عفان رضي الله عنه خصوصًا أنّ هذه الواقعة، حدثت أمام جم غفير من الصحابة.
أحاديث نبوية في فضل يوم الجمعة
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [خيرُ يومٍ طلَعَت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ فيه خُلِق آدَمُ وفيه أُهبِط وفيه مات وفيه تِيبَ عليه وفيه تقومُ السَّاعةُ...].[١١]
- عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ].[١٢]
- عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بابٍ مِن أبْوابِ المَسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، فإذا جَلَسَ الإمامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي البَدَنَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الكَبْشَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الدَّجاجَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي البَيْضَةَ].[١٣]
- جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إنَّ من أفضَلِ أيَّامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيه قُبِضَ، وفيه النفْخةُ، وفيه الصعْقةُ، فأكْثِروا عليَّ منَ الصلاةِ فيه، فإنَّ صَلاتَكم مَعْروضةٌ عليَّ، قالوا: وكيف تُعرَضُ صَلاتُنا عليكَ، وقد أرَمْتَ، أيْ: بَليتَ، فقال: إنَّ اللهَ جلَّ وعَلا حرَّمَ على الأرضِ أنْ تأكُلَ أجْسامَنا].[١٤]
- عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: [فيه ساعةٌ لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يُصلِّي يسأل اللهَ شيئًا إلا أعطاه إيَّاه ، وأشار رسولُ اللهِ بيدِه يُقَلِّلُها].[١٥]
- جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [مَن غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ، وبَكَّرَ وابتَكَرَ ، ومشَى ولم يركَب ، ودَنا منَ الإمامِ ، فاستَمعَ ولم يلغُ ، كانَ لَهُ بِكُلِّ خُطوةٍ عملُ سنَةٍ ، أجرُ صيامِها وقيامِها].[١٦]
- عن طارِقِ بنِ شِهابٍ، قال: [جَاءَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ إلى عُمَرَ، فَقالَ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ اليَهُودِ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا، قالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا}، فَقالَ عُمَرُ: إنِّي لأَعْلَمُ اليومَ الذي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكانَ الذي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفَاتٍ في يَومِ جُمُعَةٍ].[١٧]
سنن يوم الجمعة
شرع الله في يوم الجمعة المبارك بعض السنن التي يُستحب للمؤمن القيام بها، وقد ذكرنا إحداها في هذا المقال، وهو الغسل، أمّا ما تبقى من هذه السنن فسنذكرها في هذه الفقرة:
- الصلاة على النبي: الصلاة على النبي لها فضل وأجر عظيم عند الله، ويزداد هذا الفضل في يوم الجمعة خصوصًا، وذلك لما جاء في الحديث النبوي، عن أوس بن أوس قال: [قال النبي صلَّى الله عليه وسلم إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكُمُ الجمعةَ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ نَفخةُ الصُّورِ، وفيهِ الصَّعقةُ، فأَكْثروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صَلاتَكُم معروضةٌ عليَّ. قالوا: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ، فقالَ: إنَّ اللَّهَ تعالى حرَّمَ علَى الأرضِ أن تأكُلَ أَجسادَ الأنبياءِ].[١٨][١٩]
- التزين والتطيب: التزين ولبس الملابس الجميلة والتطيب بأفضل الطيب، من الأمور التي حبب بها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة فعن عبد الله بن سلام رضى الله عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر يوم الجمعة: [ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبى مهنته]،[٢٠] وعن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر، ويدّهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته ثم يروح إلى المسجد ولا يفرق بين اثنين، ثم يصلى ما كتب له، ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى]،[٢١] في هذين الحديثين نرى مدى حرص النبي على تعليم أصحابه أخذ زينتهم يوم الجمعة من اغتسال ولبس صالح الثياب والتزين بها، والتطيب بأجمل الطيب.[٢٢]
- التبكير للصلاة والمشي على الأقدام: استحب العلماء التبكير في الذهاب الى صلاة الجمعة، والذهاب مشيًا على الأقدام، وذلك لما دلّ عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [من غسَّل يومَ الجمعةِ واغتسل , ثمَّ بكَّر وابتكر , ومشَى ولم يركَبْ ودنا من الإمامِ فاستمَعْ ولم يلغُ , كان له بكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها]،[٢٣] من بركة يوم الجمعة أن جعل الله هذا الأجر العظيم كله لمن بكر وابتكر ومشى ولم يركب في ذهابه لصلاة الجمعة ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ.[٢٤]
- الإنصات للخطبة: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإنصات في صلاة الجمعة، لما فيها من خيرِ للمسلمين، وحذر من اللغو أثناء خطبة الجمعة، عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: [إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ].[٢٥][٢٢]
قد يُهِمُّكَ
يوم الجمعة هو يوم مبارك عند الله وقد جعل الله لهذا اليوم الكثير من الفضائل التي اختصه بها عن سائر الأيام لما فيه من بركة، وقد ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن في يوم الجمعة ساعة يستجاب فيها الدعاء، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [فِي الجُمُعَةِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ قائِمٌ يُصَلِّي، فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إلَّا أعْطاهُ وقالَ بيَدِهِ، ووَضَعَ أُنْمُلَتَهُ علَى بَطْنِ الوُسْطَى والخِنْصِرِ، قُلْنا: يُزَهِّدُها]،[٢٦]
ولأنّ المسلم بطبعه حريص على اغتنام مثل هذه الفرص الربانية؛ فلا بدّ له تحري هذه الساعة، وقد اختلف في وقت هذه الساعة على عدة أقوال القول الأول؛ أنّ هذه الساعة من جلوس الإمام الى انقضاء الصلاة، وقد استدل العلماء عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم [هي ما بَينَ أن يجلِسَ الإمامُ إلى أنْ تُقضَى الصَّلاةُ].[٢٧]
أمّا القول الثاني؛ أنّ هذه الساعة بعد العصر، وقد استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم [إنَّ في الجُمُعَةِ ساعَةً لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ فيها خَيْرًا إلَّا أَعطاه إيَّاه، وهي بعْدَ العَصرِ]،[٢٨] وعلى المسلم أن يجمع بين الخيرين معًا، بأنّ يستمع لخطبة الجمعة، ويُؤمِّن على دعاء الإمام، وأن يجتهد أيضًا بالدعاء من بعد صلاة العصر حتى الغروب.[٢٩]
المراجع
- ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشةَ، الصفحة أو الرقم: 902. خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "كيفية غسل الجمعة من السنة النبوية الكريمة.. تعرف على أهم أركانه"، akhbarak، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: 272. خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "مسألة حول كيفية غسل الجمعة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.
- ↑ "متى يبدأ وقت استحباب غسل الجمعة؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.
- ↑ "المَطلَبُ الأوَّل: حُكمُ غُسلِ الجُمُعةِ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 857. خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 878. خلاصة حكم المحدث : [صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2772، خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 850، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم: 1/59، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
- ↑ رواه ابن عبدالبر، في التمهيد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 19/17، خلاصة حكم المحدث : متصل صحيح.
- ↑ رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم: 1/333، خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طارِقِ بنِ شِهابٍ، الصفحة أو الرقم: 117. خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم: 5/776، خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ "فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة ويوم الجمعة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.
- ↑ رواه الشوكاني، في نيل الأوطار، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 3/288، خلاصة حكم المحدث : له طرق.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمانَ الفارسيِّ، الصفحة أو الرقم: 910. خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ^ أ ب "تعرف على سنن النبى فى الغسل والاستعداد لصلاة الجمعة"، youm7، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.
- ↑ رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم: 313، خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد].
- ↑ "أعظم حديث في فضائل الأعمال"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هُرَيرَة، الصفحة أو الرقم: 934. خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5294، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بُردَةَ بنِ أبي موسى، الصفحة أو الرقم: 853. خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7688، خلاصة حكم المحدث : صحيح بشواهده.
- ↑ "متى تكون ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة؟.. «البحوث الإسلامية» تجيب"، akhbarelyom، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-20. بتصرّف.