في ذكرى المولد النبوي

في ذكرى المولد النبوي
في ذكرى المولد النبوي

المولد النبوي

ذكرى المولد النبوي أو مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي ذكرى اليوم الذي وُلد فيه النبي محمد بن عبد الله خير خلق الله، ويصادف الثاني عشر من الشهر الهجري ربيع الأول، ويفرح العديد من المسلمين في كل عام بهذا اليوم لأنّه اليوم الذي وُلِد فيه النبي الكريم الذي دعا النّاس إلى الحق، وكان سبباً لهداية البشرية، وخروج الناس من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام.

وتتعدّد مظاهر احتفال الناس بهذا اليوم، فمنهم من يقيم حلقات ذكر ويعظون مَن حولهم بالخير، ويتحدّثون عن السيرة النبوية الشريفة وأبرز قصص النبي وصحابته، ومنهم من يصدح بقصائد شعرية في مدح النبي الكريم، ومنهم من يقيم موائد الطعام والحلوى ويجمعون الأقارب والعائلة في هذا اليوم، وسيتمّ فيما يأتي بيان حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

تعدّدت آراء العلماء حول حل أو تحريم الاحتفال بذكرى المولد النبوي، وبيان أقوالهم فيما يأتي:

القول الأول: يجوز الاحتفال بذكرى المولد

ذهب بعض العلماء إلى القول بجواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي، لأن فيه تذكيرًا للناس بنبيّهم وسيرته العظيمة وتقريبهم من الدين، فلا ضرر في الاحتفال بذكرى المولد النبوي بذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العظيمة التي تحرّك المشاعر نحو الدين بين جموع المسلمين، دون مبالغة ومغالاة فيما لا يفيد أو ينفع.

بالإضافة إلى استغلال هذا اليوم بتذكير الناس بالسنن النبوية المهجورة، والحث على الاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، فالاحتفال بالمولد بهذه الطريقة إن كان بدعة فهو بدعة حسنة، ومن أبرز العلماء الذين أجازوا الاحتفال بذكرى المولد النبوي: ابن الجوزي، وابن حجر، والسيوطي، والسخاوي، ومن المتأخرين: ابن عاشور، والقرضاوي، كما أنهم بعض أهل العلم ألّفوا كتبًا خاصة في المولد النبوي.[١]

والقائلون بجواز الاحتفال بهذا اليوم اشترطوا خلوّ مظاهر الاحتفال من المخالفات الشرعية والمنكرات، كالاختلاط والرقص والأغاني والإسراف واتّخاذ عبادات مخصوصة في هذا اليوم دون دليل، فهذه الأمور غير مشروعة بالاتّفاق.

القول الثاني: لا يجوز الاحتفال بذكرى المولد

ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأنّ الاحتفال بالمولد هو من البدع التي أحدثها الناس، وبالتالي فإنه ليس مشروعًا، لكونه أمرًا لم يكن شائعًا ومعروفًا عند السلف الصالح والصحابة رضوان الله عليهم، ولم يكن موجوداً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في زمن مَن جاء بعده من التابعين، ولا حتى أتباع التابعين.

وقد ذكر بعض المؤرخين إلى القول بأنّ أول من ابتدع فكرة الاحتفال بالمولد النبوي هم الفاطميون، وكان هذا في عام أربعمئة للهجرة، وبناءً على ذلك لا يُشرع الاحتفال بهذا اليوم، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن اتباع البدع، وعدّها من الضلالات التي تؤدي إلى دخول النار والعياذ بالله.

المراجع

  1. "الاحتفال بالمولد النبوي.. بدعة حسنة أم سيئة؟ "، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 3/9/2023. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :