محتويات
النشوة عند الرجل
لا يوجد تعريف علمي موحد لتعريف النشوة أو الرعشة الجنسية؛ فالتخصصات العلمية والطبية تنظر إلى موضوع النشوة الجنسية من زوايا ووجهات نظر مختلفة لتفسير الأمور والاستجابات الحاصلة أثناء وصول الرجل إلى مرحلة النشوة؛ لكن على أيّ حال، تبقى النشوة الجنسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقذف عند الرجال على الرغم من التباين الواضح في الطبيعية الفسيولوجية بين القذف والنشوة، وعلى العموم يؤدي الوصول للنشوة الجنسية إلى إحساس الرجل بانقباضات عضلية في منطقة الحوض، بالإضافة إلى تغيرات فسيولوجية أخرى؛ كارتفاع ضغط الدم وزيادة سرعة التنفس، ومن الجدير بالذكر أن بعض الدراسات التي أجريت بالاستعانة بتقنيات التصوير الحديثة قد توصلت إلى امتلاء مراكز محددة من الدماغ بتروية دموية غزيرة أثناء الوصول إلى النشوة، كما أشارت دراسات أخرى إلى أن الوصول إلى النشوة يُصبح أمرًا أكثر متعة مع التقدم بالسن عند الرجال، وذلك لأن الوقت كفيل بتعليم الرجال طرقًا مناسبة للتعامل مع المتعة المرتبطة بالنشوة الجنسية والتعود عليها[١].
علامات النشوة عند الرجل
توجد الكثير من العلامات التي تظهر على الرجل عند وصوله إلى النشوة الجنسية، منها الآتي[٢]:
- تسارع ضربات القلب عند الرّجل.
- الشعور بعدد من الرّعشات الجنسيّة والعضلية السريعة التي تسبق النشوة.
- القذف للسائل المنوي والوصول إلى نقطة تعرف بنقطة اللاعودة، إذ لا يستطيع الرجل وقتها التّحكم بنفسه أو منع عملية القذف.
- الاحساس بالاسترخاء وفي ذات الوقت قد يشعر ببعض التّعب.
- شعور الرّجل في لحظات النشوة بشدّ في أعضاء الجسم المختلفة، وخاصةً في منطقة الحوض والمنطقة الحساسة (العضو الذكري).
- الشعور بحالة من اختلاط المشاعر واللامبالاة التي تعقب القذف المنوي مباشرة[٣].
- إنتاج مقدار كبير من الهرمونات الاندورفينية إلى الدّورة الدموية[٤].
ومن المثير للاهتمام أنه أثناء مرحلة النشوة تمتلئ المراكز الدماغية المسؤولة عن الشعور بالمتعة بالنواقل العصبية التي تزيد من حدة العواطف أثناء هذه المرحلة بالذات، كما يحدث إغلاق كامل لما يُعرف داخل الدماغ بالقشرة الحجابية الجبهية الوحشية التي تقع خلف العين اليُسرى مباشرة، وتتمحور وظيفة هذا المركز الدماغي حول التحكم في النفس واتخاذ القرارات الصائبة، وهذا هو ما يُفسر الشعور الكبير باللامبالاة أثناء النشوة[٣].
مرحلة النشوة والقذف
عند الوصول إلى لحظات النشوة تحدث مجموعة من التقلصات التي تؤدي إلى دفع الحيوانات المنوية في مجرى البول، أي الأنبوب الذي يخرج منه المني والبول من القضيب، وتنتج هذه الانقباضات في المنطقة السفلى من الحوض، وتُعدُّ هذه التّقلصات جزءًا من النّشوة، ويبلغ الرّجل إلى مرحلة لا يستطيع فيها منع حدوث القذف، فتؤدي التّقلصات التي تحدث في غدة البروستاتا، وعضلات قاع الحوض إلى القذف وخروج الحيوانات المنوية، ويلي هذه المرحلة مرحلة الارتخاء، ويدخل الرجل في مرحلة من الهدوء والشّعور بالرضا، وفي هذا الوقت يعود القضيب والخصيتين إلى حجمهما الاعتيادي والطّبيعي، ولكن يبقى الرّجل يشعر بزيادة في معدل التنفس وتسارع نبضات القلب، وقد يكون التّعرق علامةٌ من علامات الوصول إلى مرحلة النشوة، وتبلغ الفترة الزمنية التي يشعر الرجل اثنائها بالنشوة ما بين 10-30 ثانية فقط، بينما تتباين الفترة التي يقضيها الرجال وهم في مرحلة التعافي التي تأتي بعد القذف مباشرة، ومن المعروف أن الرجال يفقدون مقدرتهم على القذف أو الانتصاب مرة أخرى خلال هذه الفترة، وقد تدوم هذه الفترة لدقائق معدودة أو حتى لأيام أحيانًا، وهذا يعتمد على عمر الرجل في الدرجة الأولى[٥].
معلومات تتعلق بالنشوة الجنسية عند الرجل
فيما يلي أبرز المعلومات التي تتعلق بالنشوة الجنسية عند الرجل:
- لا ينقص استعمال الواقي الذكري من الإحساس والشّعور ببلوغ مرحلة النّشوة، بل يساهم في جعل عملية الإيلاج تستمرُ لفترة زمنية أطول قبل حدوث القذف، لذا ليس من الغريب أن يلجأ البعض إلى استعمال الواقي الذكري كوسيلة لعلاج القذف المبكر[٦].
- يؤثّر عدم التّركيز وانشغال الشّخص أثناء الجماع بالتفكير بأمور أخرى تثير القلق والتّوتر لديه على إمكانية الوصول لمرحلة النشوة، إذ يكون العقل منشغلاً بالتفكير بمواضيع أخرى[٧].
- يبلغ الرّجل النشوة قبل حدوث عملية القذف وخروج الحيوانات المنوية، ويبلغ متوسط الفترة الزمنية للإيلاج حوالي 5.4 دقيقة، ووفقًا لأحد الدراسات التي أجريت على أزواج من عدة بلدان من بينها بريطانيا، وهولاندا، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية[٨].
- يتحدث بعض الخبراء عن وجود فوائد للنشوة عند الرجال؛ ففي أحد الدراسات التي أجريت في تسعينات القرن الماضي، توصل الباحثون إلى انخفاض في معدلات الوفاة عند الرجال الذين يصلون إلى النشوة، كما بات هنالك بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى إمكانية أن يكون القذف المتكرر هو أحد الأمور التي تُقلل من فرص الإصابة بسرطان البروستاتا[٥].
- تُعد النشوة الجنسية من بين العمليات الفسيولوجية المعقدة التي تتطلب تعاونًا بين الكثير من الهرمونات، والأعضاء، والأعصاب، ويُعد هرمون التستوستيرون أحد أهم الهرمونات التي تولد الشعور بالرغبة والتهيج الجنسي عند الرجل، وفي حال قل مستوى هذا الهرمون في جسم الرجل، فإنه سيُعاني من انخفاض التأثر نحو المثيرات الجنسية الذهنية والحسية، لكن يبقى من المعروف ان الرجل يحتاج فقط إلى محفزات حسية للوصول إلى التهيج الجنسي، بينما تحتاج المرأة إلى محفزات حسية وذهنية من أجل الوصول إلى نفس الأمر[٣].
اضطرابات النشوة عند الرجل
يعتقد الكثيرون أن مشاكل أو اضطرابات النشوة هي نفسها اضطرابات القذف، مثل؛ مشكلة القذف المبكر ومشكلة القذف الراجع، لكن الحقيقة هي أن اضطرابات النشوة تختلف بعض الشيء عن اضطرابات القذف على الرغم من التشابه الكبير بينهما؛ فمثلًا يخلط البعض بين اضطراب القذف الراجع وبين اضطراب الرعشة أو النشوة الجافة، الذي هو عبارة عن خروج القليل من السائل المنوي أثناء الوصول إلى النشوة، وهذا قد يحدث نتيجة لانسداد قنوات الحيوانات المنوية أو قلة إفراز الجسم لهرمون التستوستيرون، أو بسبب تضخم البروستاتا، وعلى أيّ حال يُعد اضطراب "فقد الإرجاز" من بين أشهر اضطرابات النشوة عند الرجال والنساء، وهو يشير باختصار إلى فقدان المقدرة على الوصول إلى النشوة، ويُمكن لهذا الاضطراب أن ينشأ نتيجة للإصابة بمشاكل نفسية؛ كالتوتر مثلًا، أو لأسباب بدنية مرتبطة بالإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو تناول بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذا يعني أن علاج مشكلة فقد الإرجاز سيتوقف على طبيعة السبب الذي أدى إلى هذه المشكلة في الأساس، وللأسف فإن أدوية ضعف الانتصاب لن تكون قادرة على علاج اضطرابات النشوة الجنسية؛ لأن هدف هذه الأدوية هو زيادة التروية الدموية إلى العضو الذكري، وليس زيادة الرغبة الجنسية أو التحفيز الجنسي[٣].
المراجع
- ↑ Amjad Alwaal, M.D., M.Sc., Benjamin N. Breyer, M.D., M.A.S., Tom F. Lue, M.D (11-2015), "Normal male sexual function: emphasis on orgasm and ejaculation", Fertility and sterility, Issue 5, Folder 104, Page 1051–1060. Edited.
- ↑ Allison Young, MD (27-3-2018), "Understanding the Male Climax"، Everyday Health, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Richard N. Fogoros, MD (20-9-2019), "The Science of Male Orgasms"، Very Well Health, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ "How do you know if your partner is having an orgasm?", Planned Parenthood,18-7-2011، Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Janet Brito, PhD, LCSW, CST (23-11-2018), "Everything you need to know about orgasms"، Medical News Today, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ "Premature ejaculation", Mayo Clinic,16-5-2018، Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ Timothy J. Legg, PhD, PsyD (29-10-2018), "7 Ways Your Mental Health Can Get in the Way of Your Orgasm"، Healthline, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ Waldinger MD, Quinn P, Dilleen M, Mundayat R, et al (7-2005), "A multinational population survey of intravaginal ejaculation latency time.", The journal of sexual medicine, Issue 4, Folder 2, Page 492-7. Edited.