عدد ركعات صلاة السنة

الصلاة

تعرف الصلاة لغة في معاجم المعاني بأنها اسم مشتق من الفعل الثلاثي صلّى أي أدى الصلاة، وصلّى أي دعا، فهي بمعنى الدعاء ومناجاة الله جل وعلا، وأما شرعًا فتعرف بأنها عبادة مخصوصة بأقول وأفعال مخصوصة معينة، يؤديها المسلمون طاعةً لله وجل ولا واقتداءً بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، تبدأ بتكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم عن اليمين وعن الشمال، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ومما يدل على أهميتها أنها فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، وجاء فيها الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تؤكد أهميتها، منها ما رواه أنس بن حكيم الضبي قال: (إذا أتيتَ أَهلَ مصرِكَ فأخبرْهم أنِّي سمعتُ رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ المسلمُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ المَكتوبةُ فإن أتمَّها؛ وإلَّا قيلَ انظروا هل لَهُ من تطوُّعٍ فإن كانَ لَهُ تطوُّعٌ أُكمِلتِ الفريضةُ من تطوُّعِهِ ثمَّ يفعلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مثلُ ذلِكَ) [رواه الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

نبين من الحديث أن الصلاة المفروضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل راشد، والصلاة النافلة أو السنة من الرواتب المؤكدة التي تجبر الفرائض، وعليه يستحب أداؤها والإتيان بها، وهي محور حديثنا في هذا المقال بشيء من التفصيل، مع ذكر فضلها الذي أعده الله جل وعلا لعباده الصالحين.[١][٢][٣]


عدد ركعات صلاة السنة

اصطلح العلماء على تسمية صلاة السنة برواتب الفرائض كونها مرتبطة ومقيدة بالصلوات الخمسة فيؤديها المسلم قبل الفريضة أو بعدها تبعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه، وقد قسمها أهل الاختصاص إلى ما يأتي:[٤][٥][٦][٧][٨]

  • رواتب الفرائض المؤكدة: وهي على الأرجح 12 ركعة حسب ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من ثابرَ على ثنتي عشرةَ رَكعةً منَ السُّنَّةِ؛ بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ: أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتينِ بعدَها، ورَكعتينِ بعدَ المغربِ، ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ، ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ) [رواه الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن السنة أداء ركعتي الفجر القبلية بقراءة سورة الكافرون أو الآية رقم 136 من سورة البقرة في الركعة الأولى، وقراءة سورة الإخلاص أو الآية رقم 64 من سورة آل عمران في الركعة الثانية، ولم يرد قراءة مخصوصة في غير ذلك.
  • السنن غير المؤكدة: وهي زيادة ركعتين بعد فريضة الظهر، وأربع ركعات قبل فريضة العصر، وركعتان قبل فريضة المغرب، وركعتان قبل فريضة العشاء.


مكان أداء صلاة السنة

مما لا شك فيه أن المساجد هي بيوت الله، وقد بنيت في الأصل لأداء الصلاة فيها، وهذا ينطبق على الفريضة دون السنة، فقد أجمعت المذاهب الفقهية الأربعة الحنفي، والمالكي، والشافعي والحنبلي أن أداء صلاة النافلة في البيت أفضلها في المنزل لما ورد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: (صلُّوا أيُّها الناسُ في بُيوتِكم؛ فإنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ في بيتِه إلَّا الصلاةَ المكتوبةَ) [رواه البخاري| لخاصة حكم المحدث: صحيح]، وهو حديث صريح واضح لا مجال للبس فيه، وأما الحكمة من ذلك فهي أن صلاة المرء في بيته أبعد عن الرياء والمباهاة بين الناس ليُقال عنه كذا أو كذا فيكسب بذلك سمعةً حسنة على حساب الدين، أو يدخل في نفسه غرور أو كبر، كما أنه أصون من المحبطات فلا يصاب بالكسل أو الخمول ولا يستصعب الوصول إلى مكان المسجد إذا كان نائيًا، ناهيك عن مباركة المنزل بالصلاة فتنفر منه الشيطان وتتنزله الملائكة والرحمات.[٩]


فضل صلاة السنة

أجمع جمهور أهل العلم أن صلاة السنة هي من النوافل التي واظب على أدائها النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فهي غير واجبة، إلا أن مؤديها يناله الثواب العظيم والأجر الجزيل في الدارين، وأما تاركها فلا يؤثم غير أنه فوت على نفسه من الخير الشيء الكثير، ويمكن إجمال أبرز فضائل صلاة السنة فيما يأتي:[١٠][١١][١٢]

  • عبادة ترفع العبد عند ربه جل وعلا فيحبه ربه، ويبارك في سمعه وبصره ويده وقدمه.
  • باب من أبواب استجابة الدعاء، فمن سأل الله أعطاه، ومن استنصره نصره، ومن استجار به أجار، وحاشا أن يلجأ له عبد مطيع فيرد خائبًا.
  • إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والاستجابة لأوامر الله جل وعلا في الاقتداء بنهجه وهديه، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٢١]، وهنا تجدر الإشارة إلى أن تركها يدل على عدم الاهتمام بسنة النبي وشرع الله، وعليه فقد نص بعض الأئمة على أن تارك السنة بالمطلق لا تقبل شهادته لسقوط عدالته وتهاونه بدين الله، لا سيما وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع السنن في الحضر ولا في السفر.
  • روت أم المؤمنين رملة بنت صخر بن حرب عن رسول الله أنه قال: (مَن رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لحمَه علَى النَّارِ فما ترَكتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ) [رواه الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن الحديث يتبين فضل نافلة الظهر على الهيأة المذكورة، وقد اختلف العلماء في حصول الأجر هل ينطوي بالضرورة على المحافظة عليها أو أنه يكفي أداؤها مرة واحدة في العمر أي أن إطلاق الجزء يراد به الكل، والراجح هو القول الأخير، وهو من فضل الله تعالى على عباده، ولأنه مَن وفقه الله لهذه الطاعة يوفقه لسائر الطاعات والخيرات.


المراجع

  1. "تعريف و معنى صلّى في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
  2. "الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
  3. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
  4. د.أمين الشقاوي (11-11-2016)، "صلاة التطوع"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2019.
  5. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2019.
  6. "ما هي كيفية صلاة النافلة، وكم عدد ركعاتها، وهل لها إقامة؟"، طريق الإسلام، 7-11-2007، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2019.
  7. "أنـواع ومـراتـب السنـن والـنـوافـل"، إسلام ويب، 9-12-2002، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2019.
  8. "النوافل التي يستحب للمرء أن يلازمها قبل وبعد الفرائض"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2019.
  9. "صلاةُ السُّننِ في البَيتِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
  10. نسمة أمين (5-9-2017)، "فضل صلاة السنن ومنزلة مؤديها عند الله"، بوابة الوفد الإلكترونية، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
  11. "في المحافظة على السنن الرواتب المؤكَّدة"، فركوس، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
  12. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.

فيديو ذو صلة :