محتويات
الدهون
يحصل الجسم على حاجته من الدهون عبر تناول الكثير من أصناف الطعام المختلفة، وتُعد الدهون مصدرًا مهمًا للطاقة، كما أن لها دورًا رئيسيًا في امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن، وبناء أغشية الخلايا، وتخثر الدم، وحركة العضلات، والالتهابات، وتوجد أنواع سيئة من الدهون كما توجد أنواع مفيدة منها، وتشتمل أهم أنواع الدهون المفيدة على الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة، أما أنواع الدهون السيئة، فتتضمن الدهون المتحولة أو الدهون الصناعية، وعادةً ما تُعد الدهون المشبعة من بين الأنواع متوسطة السوء بنظر البعض، وتتشارك جميع أنواع الدهون في المحصلة في تركيباتها الكيميائية التي تتضمن سلسلة من ذرات الكربون المرتبطة بذرات الهيدروجين، وقد حاول الخبراء توعية الناس حول أخطار الدهون منذ فترة طويلة لكونها أحد العوامل المؤدية إلى السمنة وترهلات الجسم، وقد دفع هذا الأمر بالكثيرين إلى التساؤل حول طرق حساب نسبة الدهون الدقيقة في أجسامهم، وهذا هو موضوع الأسطر القادمة[١].
حساب نسبة الدهون في الجسم
ليس من السهل الوصول إلى النسبة الحقيقة للدهون في الجسم؛ إذ يُمكن للشخص السمين ولاعب كمال الأجسام أن يكون لهما نفس الوزن، لكن على أرض الواقع قد تتفاوت نسبة الدهون لديهما بنسب كبيرة للغاية، كما تجدر الإشارة هنا إلى خلط البعض كثيرًا بين حساب نسبة الدهون وبين مؤشر كتلة الجسم (BMI)؛ فمؤشر كتلة الجسم يهدف إلى تحديد فيما إذا كان الشخص ذو وزن طبيعي أو أقل أو أكثر من الطبيعي، ولا يهدف إلى حساب نسبة الدهون الجسم، لكن وعلى أية حال تمكن الخبراء من الوصول إلى طرق كثيرة لحساب نسبة الدهون في الجسم، من أبرزها الآتي[٢]:
- حساب محيط الجسم: تُعد هذه الطريقة من بين أسهل وأقدم الطرق لحساب نسبة الدهون المتراكمة في مناطق مختلفة من الجسم، وهي تتضمن استخدام شريط أو متر للفه حول منطقة الخصر والرقبة عند الرجال، ومنطقة الرقبة والخصر والأرداف عند النساء، ثم إجراء الحسابات ذاتيًا أو إدخال الأرقام إلى أحد البرامج أو المواقع الإلكترونية الخاصة بهذا النوع من الحسابات، أو قد يكفي أخذ محيط الخصر فقط لتحديد درجة السمنة؛ فمثلًا لو ازداد محيط الخصر عن 40 سنتمتر عند الرجال، فإن ذلك قد يكون مؤشرًا على إصابتهم بالسمنة والدهون، بينما لو ازداد محيط الخصر عن 35 سنتمتر عند النساء، فإن هذا مؤشر على السمنة لديهن[٣].
- المقياس الفكي: يُمكن الحصول على المقياس الفكي الخاص بقياس نسبة الدهون بأقل من 7 دولارات من بعض المواقع على شبكة الانترنت، ويُمكن من خلاله للرجال حساب نسبة الدهون المتراكمة لديهم في منطقة الصدر، والبطن، والأرداف، أما النساء، فيمكن لهن قياس نسبة الدهون المتراكمة لديهن في الأرداف، وخلف الذراع، والخصر، وقد يأتي مع المقياس الفكي كتيّب يحتوي على إرشادات للدلالة على كيفية إجراء الحسابات المتعلقة به، أو يمكن أخذ الأرقام وإدخالها إلى أحد الحاسبات الالكترونية الخاصة بنتائج المقياس الفكي على شبكة الانترنت.
- موازين دهون الجسم: تحتوي بعض الموازين على خواص تكنولوجية تمكنها من حساب نسبة الدهون بدقة عبر الاستعانة بتيارات كهربائية تمر من خلال أحد القدمين لتصل إلى الحوض ثم تنزل إلى القدم الأخرى، وبما أن الدهون هي موصلة ضعيفة للكهرباء مقارنة بالعضلات والماء، فإن الميزان سيتعرف على وجود الدهون عندما يتحسس وجود مقاومة أكثر للكهرباء في الجسم، وعلى العموم، يُمكن الحصول على أحد الموازين القادرة على حساب نسب الدهون عبر شرائها من مواقع الانترنت بثمن يبلغ 32-50 دولارًا تقريبًا.
- الاختبار الهيدروستاتيكي: يقوم مبدأ هذا الاختبار ببساطة على غمر الجسم بالماء وتسجيل كثافة أو وزن الجسم تحت الماء، ثم استخدام الرقم الناتج لحساب دهون الجسم، ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تُعد طريقة مناسبة ودقيقة لحساب دهون الجسم وهي أدق من باقي أنواع الطرق المنزلية الهادفة إلى حساب نسبة الدهون في الجسم، لكن يجب بالطبع البحث عن أحد المنشآت الصحية التي تحتوي على الآليات والأجهزة الخاصة بإتمام هذه الطريقة.
- الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي: تشتهر تقنيتي الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بكونهما أدق التقنيات القادرة على حساب نسبة دهون الجسم، لكن وظيفة هذه التقنيات الأساسية هي أخذ صور دقيقة لأعضاء الجسم وليس لحساب نسبة الدهون، كما أنها تبقى تقنيات مكلفة وليست متوفرة دائمًا لغرض حساب الدهون.
نسبة الدهون في الجسم
يمكن شرح أو بيان نسب الدهون في الجسم لدى بعض الفئات العمرية للرجال والنساء وفقًا للبيانات الصادرة عن الكلية الأمريكية للطب الرياضي كما يلي[٢]:
- عند الرجال بعمر 20-29 سنة: 7-17%.
- عند الرجال بعمر 30-39 سنة: 12-21%.
- عند الرجال بعمر 40-49 سنة: 14-23%.
- عند الرجال بعمر 50-59 سنة: 16-24%.
- عند الرجال بعمر فوق 60 سنة: 17-25%.
- عند النساء بعمر 20-29 سنة: 16-24%.
- عند النساء بعمر 30-39 سنة: 17-25%.
- عند النساء بعمر 40-49 سنة: 19-28%.
- عند النساء بعمر 50-59 سنة: 22-31%.
- عند النساء بعمر فوق 60 سنة: 22-33%.
أصدرت الكلية الأمريكية للطب الرياضي كذلك جدولًا آخر لتبيان نسبة الدهون عند الرجال والنساء وفقًا لمستوى اللياقة البدنية لديهم؛ وقد ورد في الجدول بأن الرجال الرياضيين يجب أن يتمتعوا بنسبة من الدهون تتراوح بين 6-13% فقط، أما النساء الرياضيات، فإن نسبة الدهون لديهن يجب أن تتراوح بين 14-20%، وهذا يعني أن نسبة الدهون لدى الرياضيين هي قليلة مقارنة بالنسبة الطبيعية أو المتوسطة، وهذا بالطبع يتعلق بتحسين الآداء الرياضي لدى هذه الفئات بالذات، لكن يمكن أنه يكون لهذا الأمر تأثيراََ سلبياََ على الصحة.[٤]
أنواع الدهون الغذائية
توجد الكثير من الأسماء والأنواع المرتبطة بالدهون؛ كدهون النباتي، والدهون الحيوانية، والأحماض الدهنية، والشحوم، والزيوت، التي تشير أساسًا إلى أنواع الدهون السائلة في درجة حرارة الغرفة، لكن على أيه حال، توجد أنواع محددة من الدهون الغذائية، هي[٥]:
- الدهون المشبعة: يُطلق البعض على هذه الدهون تسمية الدهون الصلبة أحيانًا، ويؤدي تناول الكثير من هذه الدهون إلى زيادة مستوى الكوليسترول وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والجلطة الدماغية، وتتواجد هذه الدهون بكميات كبيرة في المنتجات الحيوانية، ومنتجات الحليب، والكثير من الأطعمة المصنعة، بما في ذلك الحلويات والبسكويت.
- الدهون غير المشبعة: تتواجد هذه الدهون على شكل دهون أحادية غير مشبعة ودهون متعددة غير مشبعة، وعادةً ما يحصل الناس على هذه الدهون من المنتجات النباتية، وتُعد أحماض الأميغا 3 مثالًا على الدهون المتعددة غير المشبعة، وتبقى هذه الدهون بالطبع أفضل من الناحية الصحية من الدهون المشبعة.
- الدهون المتحولة: يحصل الناس على هذه الدهون من مصادر مصنعة وليس من مصادر طبيعية، وتُعرف أحيانًا باسم آخر هو الدهون المهدرجة جزئيًا، وهي بالطبع أحد أنواع الدهون السيئة على الصحة، وتتواجد بكميات كبيرة في البطاطا المقلية، والحلويات، والبيتزا، وبعض المعجنات.
وعلى أية حال، يجب التذكير هنا بأن الدهون هي مكون غذائي أساسي، ويجب الحصول على كميات مناسبة منها لتسهيل امتصاص الجسم لفيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين هـ ؛ بسبب كون هذه الفيتامينات هي أصلًا فيتامينات ذائبة بالدهون، لكن وفي نفس الوقت، يلجأ الجسم عادةً إلى تخزين الدهون التي لم يجري الاستفادة منها لإنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى ظهور الترهلات الدهنية والسمنة، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الدهون، وإنما ينطبق أيضًا على الكربوهيدرات والبروتينات أيضًا[٦]. لكن يبقى بوسع الفرد خسارة ما يُعادل 1-3% من نسبة الدهون في جسمه شهريًا عبر ممارسة الأنشطة البدنية والأنماط الغذائية المناسبة، وتختلف هذه النسبة اعتمادًا بالطبع على عوامل كثيرة؛ كالعمر، والجنس، ومستوى الدهون الموجودة في الجسم ومستوى الهرمونات أيضًا[٧].
المراجع
- ↑ "The truth about fats: the good, the bad, and the in-between", Harvard Health Publishing,13-8-2018، Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Daniel Bubnis, MS, NASM-CPT, NASE Level II-CSS (5-3-2018), "6 Ways to Measure Body Fat Percentage"، Healthline, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ Kathleen M. Zelman, MPH, RD, LD (9-6-2005), "Bathroom Scales Don't Tell The Whole Story"، Webmd, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (4-8-2019), "Body Composition and Body Fat Percentage"، Very Well Fit, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ Natalie Butler, R.D., L.D (22-6-2017), "Can fat be good for you?"، Medical News Today, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ "Fat: the facts", National Health Service (NHS),1-5-2017، Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, MD (29-6-2017), "How Fast Should I Lower My Body Fat Percentage?"، Medicine Net, Retrieved 11-12-2019. Edited.