كيف أعرف اتجاه القبلة بالبوصلة؟
تعد البوصلة من الأدوات القديمة التي استخدمها العرب القدماء ليحددوا الاتجاهات اعتمادًا على أقطاب الأرض وخطوط الطول والعرض، وكان للبوصلة أهميّة كبيرة فقد استخدمها العرب المسلمون لتحديد القِبلة ومواقع ترحالهم وتنقلهم ومسيرهم، وللبوصلة عدّة أنواع منها البوصلة الجيروسكوبيّة، والبوصلة الجافة، والبوصلة الإلكترونيّة، وبوصلة الإبهام وغيرها الكثير من الأنواع، وقد ارتبطت البوصلة قديمًا برمزية دينيّة وهي تحديد قبلة الصلاة للمسلمين، إذ أمر الله تعالى عباده أن يصلوا باتجاه القِبلة، فقال سبحانه وتعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}[١]، والمقصود بالقِبلة هي الوِجهة التي يستقبلها المسلمون للصلاة وهي الكعبة المشرفة.
ولكن كيف أستخدم البوصلة لتحديد اتجاه القِبلة؟ دعنا نتعرّف أولاً على مكونات البوصلة حتى نستخدمها بالشكل صحيح، فالبوصلة تتكوّن من مدرج كامل وكل درجة منه ترمز لرمز دولة معيّنة، وعلى سطح البوصلة الداخلي يوجد سهم مرسوم، إذ إن هذا السهم يشير دائمًا لاتجاه الشمال وهو اتجاه الكعبة المشرّفة، والجزء الثالث للبوصلة هو الإبرة المغناطيسيّة، ويمكنك استخدام البوصلة لتحديد اتجاه القِبلة بخطوات بسيطة وهي:[٢]
- ابحث عن مساحة مفتوحة وفارغة: عند استخدام البوصلة وللحصول على الدقة المتناهية في تحديد الاتجاه، يُفضَّل أن تكون المساحة مفتوحة أو خارج المنزل، والسبب في ذلك هو أن الإبرة المغناطيسيّة تتأثر بالحديد وبالتالي لن تعكس القراءة الصحيحة.
- قف مع اتجاه الشمس: قم بتدوير البوصلة وحرّكها باتجاهات مختلفة، ويُفَضَّل أن تكون واقفًا مع اتجاه الشمس وبعكس عقارب الساعة.
- ثبّت البوصلة: عليك تثبيت البوصلة في يدك جيدًا، إذ سوف تتحرّك الإبرة المغناطيسيّة تلقائيًا باتجاه الشمال نحو السهم المرسوم والذي يدل على اتجاه القِبلة أي الكعبة المشرّفة، وتحدد القبلة عن التقاء الإبرة مع اتجاه السهم، وبذلك تكون قد نجحت في تحديد إتجاه القبلة، وستكتفي بتحديده مرّة واحدة لمعرفة الاتجاه دومًا في المكان الذي تتواجد فيه.
قد يُهِمُّكَ
تعرّفنا إلى كيفيّة معرفة اتجاه القِبلة لمن لا يعرفها ولكنه يملك البوصلة لتحديدها، ولكن كيف يعرف اتجاه القِبلة من لا يملك بوصلة أو أي دليل على اتجاهها؟ اتّفق الفقهاء على أنّ القِبلة هي شرط من شروط صحة الصلاة إلا في حالتي الخوف الشديد، وصلاة النافلة للمسافر على رِحاله، وأما مَن كان مشاهِدًا للكعبة فعليه التوجّه إلى الكعبة مباشرة، وأما الشخص الذي يسكن بعيدًا عن مكة، ولا يعرف اتجاه القِبلة، ولم يكن معه بوصلة لتحديد اتجاهها، فيمكنه معرفة اتجاهها بطريقتين هما:[٣]
- الاجتهاد والتحرّي: فمن لا يعرف اتجاه القِبلة وجب عليه البحث والاجتهاد إذا لم يجد شخص ثقة يُخبره باتجاهها، ويكون التحرّي والاجتهاد لمعرفة القِبلة بعدّة أمور منها؛ مواقع الشمس والنجوم، وأقوى تلك الدلائل نجم القطب الشمالي وهو نجم صغير ينتمي إلى مجموعة نجوم بنات نعش الصغرى ويقع بين الفرقدين والجدي، وهذا النجم يمتاز بأنه لا يتحرّك من مكانه أبدًا، ويمكن لأي أحد الاستدلال عليه بسهولة، ففي مصر يكون هذا النجم خلف أذن المصلّي اليسرى، أما في العراق فيكون النجم خلف أذن المُصلّي اليُمنى، وفي بلاد الشام يكون النجم وراء المُصلّي، وفي اليمن يكون على الأغلب مقابل المصلّي بالقرب من جانبه الأيسر.
- سؤال شخص ثقة: فمن لم يعرف اتجاه القِبلة ولم يكن معه بوصلة لتحديدها وجب عليه سؤال شخص ثقة عن اتجاهها، وعليه اتباع ما يقوله، لأن معرفته باتجاه القِبلة ستكون أقوى من اجتهاد الشخص غير العارف ولو امتلك الدليل.
- الاستدلال بمحاريب المسلمين: يحرص مشيدو المساجد على تحري اتجاه القبلة، فإذا وجدت مسجدًا فاعتمد على محرابه في تحديد اتجاه القبلة، فلا يجوز الاجتهاد في تلك الحالة، وذلك لأن تلك المحاريب لم تنصب إلا بوجود جماعة من أهل المعرفة.[٤]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:144
- ↑ "كيف أستعمل البوصلة لتحديد القبلة"، نور الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-07. بتصرّف.
- ↑ "كيفية معرفة القبلة دون بوصلة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.
- ↑ "الاستدلالُ على القِبلةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-07. بتصرّف.
