غض البصر: أهميته وأمور تعينك عليه

• ذات صلة
• حكم ظهور شعر المرأة
• تحديد موقع القبلة

غض البصر

أمرنا الله تعالى بغض أبصارنا عن المحرمات تحصينًا لأنفسنا وقلوبنا، والمقصود بغض البصر هو أن تغْمض أو تُقصر بصرك عما حرّمه الله تعالى عليك، فلا تنظر إلا لما هو مباح النظر إليه، وإذا وقع نظرك على محرّم دون قصد منك فعليك صرف النظر سريعًا وعدم التمادي في النظر، ولا يقتصر غض البصر على الرجال فقط، فالنساء أيضًا مأمورات بغض البصر، لأن البصر من أهم المنافذ إلى القلب، وإطلاقه بغير قيد أو شرط أو ضابط قد يجعل صاحبه يقع في الكثير من الفواحش والفتن، وقد أمرنا الله تعالى بغض البصر لكي نأمن عواقب السوء، وقد قدّم الله تعالى غض البصر على حفظ الفرج، وذلك لأن جميع الحوادث مبدؤها النظر، فقال الله سبحانه وتعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}^[١].^[٢]

أهمية غض البصر عن المحرمات

يوجد أهميّة كبيرة وفوائد عديدة تعود عليك عندما تحرص على غض بصرك، وأهمية غض البصر تتمثل فيما يلي:^[٢]

• يُخلص قلبك من ألم وحسرة إطلاق البصر، فمن أطلق بصره دامت حسرته.
• غض البصر يورث نورًا في قلبك، وإشراقًا في عينك ووجهك وجوارحك.
• يورثك غض البصر الفراسة.
• يفتح لك طرق العلم وأبوابه، ويُسهّل عليك أسبابه، فمن غض بصره ظهرت له الحقائق كما هي، ومن أرسل بصره تكدّر قلبه وأظلم.
• يورثك قوة القلب والثبات والشجاعة.
• يسد عنك بابًا من أبواب جهنم.
• يُقوّي عقلك ويُثبّته.
• يُخلّص قلبك من الشهوة والغفلة، لأن إطلاق البصر يورث الغفلة عن الله تعالى وعبادته، وعن الدار الآخرة، فتتعلّق في الدنيا وزينتها.

أمور تعينك على غض البصر

يوجد العديد من الطرق والوسائل التي يمكنها أن تُعينك على غض البصر، ومن أهم هذه الطرق ما يلي:^[٣]

• أشغل نفسك بالحق: فالنفس لا تمل من الحركة والسعي والعمل، فإذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك هي بالباطل، فالفراغ هاوية إلى الهوى، فقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه عن الفراغ: "إني لأكره أن أرى أحدكم فارغًا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة".
• أكثر من الصيام: فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب غير القادر على الزواج بالصيام لأنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
• اشعر بمراقبة الله تعالى لك: فعندما تشعر بمراقبة الله تعالى لك في كل أقوالك وأفعالك، ستكون النتيجة الحتميّة مخافتك من غضبه وسخطه وبُعدك عن المعاصي والشهوات كإطلاق البصر.
• ابتعد عن المثيرات: فعليك الابتعاد عن كل الأمور التي تثير شهواتك وتحركها، والابتعاد عن كل طريق يودي بك إلى المهالك والشبهات وإطلاق البصر، مثل الابتعاد عن رفاق السوء الذين يزيّنون لك المعاصي، والابتعاد عن مشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية، والابتعاد عن ارتياد الأماكن المشبوهة التي توقعك في الحرام.
• اقضِ وقتك فيما ينفعك: مثل ممارسة الرياضة، لأن ممارستك للرياضة هي نوع من تفريغ الطاقة، ويمكنك مطالعة الكتب المفيدة، أو حفظ القرآن الكريم وتعليمه، وغيرها من الأمور التي تعم بالفائدة عليك.

قد يُهِمُّكَ

لا بد أن تعلم بأن إطلاق البصر يوقعك بالعديد من المخاطر، ويعود عليك بالكثير من الأضرار، ومن أبرز تلك الأضرار ما يأتي:

• إطلاق البصر هو نوع من الزنا، فإطلاق البصر يعرف بزنا العين كما ذكر عبدالله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف قال: [ما رَأَيْتُ شيئًا أشْبَهَ باللَّمَمِ، ممَّا قالَ أبو هُرَيْرَةَ: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ]^[٤].^[٥]
• إطلاق البصر هو سبب لمنعك من السير إلى ربك، وانشغالك عن عبادة الله تعالى.^[٥]
• من أعظم مخاطر إطلاق البصر أنه لا يقف عند شيء معين، ولا حدّ معين، فبمجرد إطلاقك لبصرك فأنت ستستبيح كل المحرمات والشهوات.^[٥]
• إطلاق البصر يورثك الندم والحسرات وقسوة القلب، ويؤدي إلى انتشار الجرائم الجنسيّة والآفات المجتمعيّة.^[٦]
• النظرة سهم مسموم، فهي تلحق الضرر ببدنك ودينك ومبادئك وقد توقعك في الكفر.^[٦]
• السؤال يوم القيامة؛ فسيسألك الله تعالى عن كل نظرة محرمة نظرتها، وعندها لن تستطيع أن تنكر نظراتك وخفاياك التي يعلمها الله تعالى.^[٦]

المراجع

1. ↑ سورة النور ، آية:30
2. ^ ^{أ ب} "غض البصر"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
3. ↑ الشيخ حسن عبدالعال محمود، "لماذا غض البصر؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6612، صحيح.
5. ^ ^{أ ب ت} فرحان العطار، "الحذر من إطلاق البصر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب ت} محمد شتا، "غض الأبصار أو الوقوع في النار "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.