حديث قدسي مؤثر

حديث قدسي مؤثر
حديث قدسي مؤثر

ما هو الحديث القدسي

الحديث القدسي بضم القاف والدال، عرّفه علماء الحديث بأنّه الحديث الذي نصّه أو كلامه وصلنا على لسان الرسول صلّى الله عليه وسلّم ولكن معناه من الله سبحانه وتعالى يوحيه لنبيّه إمّا بإلهام أو قذف في الروح، أو رؤيا في المنام، ومن المعروف أنّ رؤيا الأنبياء حق بكل ما جاء فيها، ويعتبر الحديث القدسي أقلّ رتبة من القرآن الكريم الذي نزل بكامل ألفاظه من خلال الوحي جبريل عليه السلام، فهو يأتي بعد القرآن الكريم وقبل الأحاديث النبويّة بالرتبة.


حديق قدسي مؤثر

حدّثنا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربّ العزّة تبارك وتعالى:

  • "يا ابن آدم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولو أتيتني بملء الأرض خطايا، أتيتك بملء الأرض مغفرة، مالم تشرك بي شيئًا ولو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك".
  • "إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين، لم أرضَ له ثوابًا دون الجنّة إذا حمدني عليهما"، وكريمتيه هنا تعني عينيه.
  • "افتخرت بالنّار والجنّة، فقالت النار: يدخلني الجبّارون والمتكبّرون والملوك والأشراف، وقالت الجنّة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين، فقال للنّار: أنتِ عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنّة: أنتِ رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأمّا النّار فيلقي فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها الله فيصنع قدمه عليها فتزوي، فتقول: قدّي قدّي، وأمّا الجنّة فيلقي فيها ما شاء فينشئ الله لها ما يشاء".
  • "إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يومًا، نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه، وعمله، وأجَله، وشقيّ أو سعيد، فو الذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى يكون ما بينه وبيها إلاّ ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار، حتى يكون ما بينه وبيهنا إلاّ ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها".


سبب تسمية الحديث القدسي

سمّي الحديث القدسي بهذا الاسم نسبةً للقدّوس وهو اسم من أسماء الله الحسنى، وذلك لتقديسه وتشريفه، وبعض العلماء أطلقوا عليه اسم الحديث الإلهي، ويقسم العلماء الحديث القدسي كما الحديث النبوي إلى مراتب منها الصحيح، ومنها الحسن، ومنها الضعيف وذلك بالاعتماد على الراوي ومدى عدله وثقته وصدقه، والأحاديث القدسية عمومًا ليست بكثرة الأحاديث النبويّة الشريفة، فعددها قد يفوق المئتي حديث قدسي.


صيغة رواية الحديث القدسي

اعتمد العلماء ورواة الحديث عن النبيّ صلّ الله عليه وسلّم أن يرووا الحديث القدسي بإحدى صيغتين، وذلك لما له من مكانة فهو ليس فعلًا أو قولًا أو تقريرً جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنّما هو كلام الله ومعانيه أوحاها لنبيّه، لذلك كان التمييز بطريقة الرواية، وهما كما يلي:

  • قال الله تبارك وتعالى فيما يرويه عنه النّبي صلّ الله عليه وسلّم.
  • قال النّبي صلّ الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربّه سبحانه وتعالى.


الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي

  • القرآن الكريم يُتعبّد بتلاوته في الصلاة، بينما الحديث القدسي لا يُتعبّد بتلاوته في الصلاة.
  • قراءة الحرف الواحد في القرآن الكريم بعشرة حسنات والله يضاعف لمن يشاء، وهو ليس في حق الحديث القدسي.
  • القرآن الكريم كلام مُعجز تحدّى به الله تبارك وتعالى جميع خلقه من الجنّ والإنس أن يأتوا بآية مثله، وهو ما ليس في حق الحديث القدسي.
  • القرآن الكريم تعهّد ربّ العزّة بحفظه من التحريف والزيف والباطل، فهو منقول عبر الأجيال بالتواتر، على عكس الحديث القدسي الذي يُعتبر خبره آحادًا، وثبوته طنّي بينما القرآن الكريم قطعيّ الثبوت.
  • القرآن الكريم كتاب متكامل مقسّم إلى سور وآيات وأجزاء، وهو ما لا يوجد في الحديث القدسي.
  • القرآن الكريم لا يتلوه للعبادة إلاّ من كان طاهر الجسد والملبس، بينما الحديث القدسي يجوز أن تقرأه الحائض أو المرأة النفاس.

فيديو ذو صلة :