محتويات
رأس الخيمة
تقع رأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة، وهي رابع أكبر إمارة فيها؛ إذ تبلغ مساحتها نحو 1684 كيلومتر مربع؛ أي ما نسبته 3.16% من مجموع مساحة دولة الإمارات، وتتميّز إمارة رأس الخيمة بتاريخ غني وحافل، وتعد موطنًا للحضارة، ومنشأً للعديد من الحضارات البشرية قديمًا، وتشتهر هذه الإمارة بضمها لميناء حيوي ومُزدهر، كما تُعدّ موطنًا لأجود اللآلئ الطبيعية التي تُستخدم في صناعة مجوهرات الملكات والملوك، فقد كان الغوص لاستخراج اللؤلؤ الطبيعي في الماضي من أهم مصادر دخلها.
يبلغ عدد سكان رأس الخيمة حسب التحديثات في الموقع الرسمي لحكومة رأس الخيمة في عام 2015م ما يقارب 300,000 نسمة، كما يشهد النمو السكاني في هذه الإمارة ارتفاعًا كبيرًا، وتتميز رأس الخيمة بموقعها الجغرافي المميز في أقصى شمال دولة الإمارات، وتمتد على ساحل الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز الذي يُمثّل مدخلًا للخليج العربي، ويحظى بأهمية تجارية واستراتيجية خاصة منذ القدم، وتُشاطر هذه الإمارة حدودها مع كل من الشارقة وأم القيوين والفجيرة، بالإضافة إلى اشتراكها في حدودها الجبلية من جهة الجنوب الشرقي مع سلطنة عُمان.[١]
الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة
تمتدّ جذور هذه الجزيرة إلى القرن السادس عشر الميلادي ، كما تُسمّى بالمدينة المهجورة، وهي واحدة من أقدم وأعرق القرى الساحلية في الإمارات العربية المتحدة، وكان معظم سكان الجزيرة الحمراء يعيشون على صيد الأسماك وصيد اللؤلؤ، وتُعبّر هذه الجزيرة عن طرق البناء التقليدية القديمة، كما تضم الجزيرة مسجد القرية القديمة الذي يتميز بالمآذن المتعرجة الذي رُمم في تحديثات الجزيرة، [٢]وتقع الجزيرة الحمراء -المُسماة بقرية صيد اللؤلؤ القديمة- على بُعد نحو 12 ميلًا تقريبًا جنوب مدينة رأس الخيمة الرئيسية، مقابل الطريق السريع الذي يتجاوز منتزه (ايس لاند) المائي.[٣]
تاريخ الجزيرة الحمراء
كان يعيش في هذه الجزيرة ما يقارب الـ 200 شخص في عام 1830م تقريبًا، وكان معظمهم يكسبون قوتهم من مهنتهم في صيد اللؤلؤ، ومع الزمن تضخم عدد السكان إلى ما يُقارب الـ 2000 شخص وذلك في القرن العشرين، وكانت تُمثّل الجزيرة الحمراء قرية ساحلية، يعود تاريخها إلى 700 عام مضت، وقد اكتسبت أهميتها بسبب صناعة واستخراج اللؤلؤ، وكان السكان الأوائل لهذه الجزيرة يُعرفون باسم الحضر، وهم ما يُطلق عليهم اسم "البدو الساحليون"، وآخر الناس الذين عاشوا في الجزيرة الحمراء هم قبيلة الزعاب، وهم الذين يملكون المباني المهجورة في الجزيرة، وفي عام 1968م غادر السكان الحديثون الجزيرة بسبب تراجع المدينة، فقد انخفض السوق العالمي للؤلؤ، وذلك عقب الكساد الاقتصادي العالمي الذي نتج عن انهيار وول ستريت عام 1929م.
وأدت الخلافات بين العائلات المحلية فيها إلى تسريع الهجرة، كما عرضت الحكومة فرصًا لتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتقديم المزيد من الوظائف في مناطق أخرى من الإمارة، وقد بُنيت المباني القديمة في هذه القرية التاريخية من أحجار الشعب المرجانية؛ إذ استُخدم الطين لتجميع الشعب المرجانية، كما غُطي سقف هذه المباني بسقف من أشجار النخيل المنسوجة، فقد كانت مثل المباني الأخرى التي كانت موجودة قبل عصر النفط في المنطقة، في حين أن المباني الأحدث مبنية من طوب المرجان المسحوق.[٣][٤]
تطوّر الجزيرة الحمراء
لقد أصبحت الجزيرة الحمراء الآن مكانًا نابضًا بالحياة، وذلك لإعادة اكتشاف التراث الثقافي لإمارة رأس الخيمة، فلولا تدخل المنظمات الحكومية الثلاثة في الإمارات العربية المتحدة في الوقت المناسب، لكانت الجزيرة الحمراء قد اختفت من الذاكرة والأنظار مع مرور الزمن، فقد سعت الحكومة إلى الحفاظ على هذه الآثار الثقافية الموجودة في الجزيرة الحمراء من خلال عمليات إعادة الترميم والتأهيل، وقد أكمل هذا الموقع التاريخي المرحلة الأولى من عمليات الترميم في شهر يناير من عام 2019م، وذلك بفضل المشروع المشترك بين إدارة الآثار والمتاحف في حكومة رأس الخيمة، ووزارة الشؤون الرئاسية في أبو ظبي، ووزارة تطوير البنية التحتية في أبوظبي، وتُعدّ هذه القرية الساحلية الفريدة من نوعها آخر بلدة تقليدية أصيلة لا تزال موجودة في دولة الإمارات.[٥]
لقد أصبحت الجزيرة الحمراء مكانًا تراثيا مميزًا، يبرز فيه الجمال الأنيق للهندسة المعمارية التقليدية، والعظمة التي تثيرها المباني القديمة، وتعد هذه القرية التاريخية مكانًا يلتقي فيه القديم بالجديد، كما تتمتع هذه الجزيرة بمكانة خاصة في قلوب أهالي إمارة رأس الخيمة؛ إذ إنها قرية غارقة في التاريخ والثقافة، ولذلك فقد جعلوها مكانًا لمهرجان رأس الخيمة للفنون الجميلة، بحيث يمكن للزوار الاستمتاع بروعة الطبقات التاريخية فيها، ويشارك فيه الفنانون المحليون والدوليون.[٥]
المراجع
- ↑ "Ras Al Khaimah", government,2019-12-10، Retrieved 2019-12-21. Edited.
- ↑ "Jazira Al Hamra Fishing Village", lonelyplanet, Retrieved 2019-12-20. Edited.
- ^ أ ب ELLE CROFT (2016-4-26), "Al Jazirat Al Hamra: The Ghost Town of Ras Al Khaimah"، thetravelhack, Retrieved 2019-12-21. Edited.
- ↑ "Inside the 'ghost town' of Ras Al Khaimah", arabianbusiness,2015-7-5، Retrieved 2019-12-20. Edited.
- ^ أ ب Sangeetha Swaroop (2019-3-7), "Ras Al Khaimah’s abandoned ‘ghost town’ comes alive"، fridaymagazine, Retrieved 2019-12-20. Edited.