الغدة الدرقية
تتخذ الغدة الدرقية شكلًا شبيهًا بشكل الفراشة الصغيرة، وتختص في إفراز هرمونات مهمة لتنظيم العمليات الأيضية داخل الجسم، ومن بين أهم هذه الهرمونات كل من الهرمون الثلاثي اليودوثيرونين وهرمون الثيروكسين، اللذان تُصنعهما الغدة الدرقية من اليود الموجود في الملح، والخبز، والحليب، والأطعمة البحرية، وغيرها من الأطعمة التي يستهلكها الإنسان، لكن نشاط وقدرة الغدة الدرقية على إفراز الهرمونات تقل كثيرًا عند الإصابة بما يُعرف بقصور الغدة الدرقية، الذي يصيب النساء أكثر من الرجال بحوالي 5-8 أضعاف تقريبًا، وقد تظهر أعراض المرض تدريجيًا أو فجأة خلال أسابيع أو أشهر، وتؤدي الإصابة بقلة نشاط أو قصور الغدة الدرقية إلى ظهور أعراضٍ كثيرة، مثل: الإعياء، وارتفاع الكوليسترول، وفقدان الشهية، وعدم تحمل البرد، بالإضافة إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية، ولحسن الحظ فإن تشخيص وعلاج قصور الغدة الدرقية هو أمرٌ سهل على الأطباء عمومًا[١].
طرق تنشيط الغدة الدرقية
يتحدث الخبراء عن وجود طريقتين لعلاج قصور الغدة الدرقية وتنشيطها مرة أخرى للقيام بوظائفها الطبيعية في إنتاج الهرمونات، هما[٢]:
- هرمون الثيروكسين الصناعي: يلجأ الأطباء عادةً إلى وصف الأدوية التي تحتوي على هرمون الثيروكسين الصناعي من أجل علاج قصور الغدة الدرقية، وتعتمد جرعة الدواء الموصوفة على حدة أعراض المرض ومستويات الهرمونات الدرقية لدى المريض، ويراقب الطبيب مستويات الهرمونات بانتظام من أجل تحديد الجرعة الأنسب للمريض.
- تناول الأطعمة المناسبة: يُعد نقص اليود أحد المشاكل الصحية المسؤولة عن الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، لذا سيكون من الأفضل الحفاظ على مستوى مناسب من اليود في الجسم، لكن بعض المصابين بأمراض الغدة الدرقية يُمكن أن يكونوا أكثر تحسسًا من اليود، مما يزيد من حدة أعراض قصور الغدة الدرقية بدلًا عن علاجها، وهذا يعني ضرورة إطلاع الطبيب بأمر الحساسية من اليود قبل اتباع أي أنماطٍ غذائية جديدة. ومن المهم كذلك الابتعاد عن الأطعمة التي تؤثر على امتصاص الجسم للأدوية الموصوفة لعلاج قصور الدرقية، وقد تزداد الحاجة أكثر لتناول الأطعمة الغنية باليود عند النساء الحوامل بالذات؛ لإن الجسم يُصبح بحاجة لمزيدٍ من اليود أثناء الحمل، وعلى أي حال، يبقى من الضروري حث المرضى المصابين بقصور الغدة الدرقية على الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والصوديوم، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على بروتين الجلوتين في حال كانوا يُعانون من مرض هاشيموتو أيضًا، ومن الأطعمة التي قد تكون خطرة، خاصة إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة:
- منتجات الصويا، التي تؤثر على امتصاص الجسم لهرمون الثيروكسين.
- مكملات الحديد، التي تؤثر أيضًا على امتصاص الجسم لهرمون الثيروكسين.
- مكملات اليود والأطعمة الغنية باليود؛ كالأعشاب البحرية مثلًا.
- الخضراوات الصليبية؛ كالقرنبيط، والملفوف أو الكرنب، عند تناولها بكميات كبيرة جدًا.
أسباب قصور الغدة الدرقية
يشير الباحثون إلى وجود أسبابٍ متنوعة وكثيرة للإصابة بقصور الغدة الدرقية، من أهمها ما يأتي[٣]:
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية: يشتهر مرض التهاب الدرقية المنسوب لهاشيموتو بكونه أحد أبرز أنواع أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى قصور الغدة الدرقية، ومن المعروف أن أمراض المناعة الذاتية تنشأ عمومًا عن إفراز الجهاز المناعي لأجسام مضادة تقوم بمهاجمة أنسجة الجسم العادية بدلًا من مهاجمة الميكروبات المسببة للأمراض، ولقد عزى الخبراء حدوث هذا الأمر إلى عوامل جينية أو بيئة لها المقدرة على تحفيز الجهاز المناعي نحو القيام بهذا الأمر.
- الخضوع لعملية جراحية في الغدة الدرقية: يؤدي استئصال الغدة الدرقية أو جزء منها إلى توقف أو انخفاض مقدرة الغدة الدرقية عن إنتاج الهرمونات التي يحتاجها الجسم، وهذا بالطبع يجعل من الضروري تزويد المصاب بهرمونات مصنعة لباقي سنوات حياته.
- الخضوع لجلسات العلاج الاشعاعي: يلجأ الأطباء إلى استخدام تقنيات العلاج الاشعاعي للقضاء على السرطانات التي تُصيب الرأس والرقبة، لكن للأسف تتسبب هذه الأشعة بمشاكل في الغدة الدرقية وقد تؤدي إلى حصول قصورٍ فيها.
المراجع
- ↑ "Treating hypothyroidism", Harvard Health Publishing,12-2009، Retrieved 1-8-2019. Edited.
- ↑ Natalie Butler, RD, LD (2-1-2018), "What is hypothyroidism?"، Medical News Today, Retrieved 1-8-2019. Edited.
- ↑ "Hypothyroidism (underactive thyroid)", Mayo Clinic,4-12-2018، Retrieved 1-8-2019. Edited.