محتويات
الظّواهر الطّبيعيّة
كلمة الظاهرة مشتقة من الفعل اليوناني (phainein)، مما يعني إظهار أو تألق أو ظهور أو إظهار،[١] ويعد أي شيء ليس حدثًا من صنع الإنسان هو ظاهرة طبيعية، كالأعاصير والزلازل والشفق القطبي والانفجارات البركانية والفيضانات والانهيارات الثلجية وتصادمات النيازك وضربات البرق وقوى المد والجزر التي يسببها القمر جميعها ظواهر طبيعية، إذ تندرج العمليات البيولوجية والأحداث الفيزيائية الفلكية ضمن نطاق الطبيعة، فالزلازل مثلًا تحدث لأن الأرض تتكون من ألواح تكتونية متصلة بخطوط الصدع، عندما يكون الضغط بين هذه الصفائح كبيرًا تنزلق إحداها، وترسل صدمات موجية في جميع أنحاء الأرض وأي مسطحات مائية قريبة، والشفق القطبي ينتج عندما تتفاعل الإلكترونات النشطة القادمة من الرياح الشمسية مع الجزيئات والذرات في غلافنا الجوي، إذ يلتقط المجال المغناطيسي للأرض جزءًا من الرياح الشمسية، ويأتي عرض الأضواء من التصادمات العديدة بين الجسيمات، وتحدث هذه الظاهرة الطبيعية عادة في المناطق التي تحدد فيها أقطاب المجال المغناطيسي.[٢]
تعريف الجزر
ظاهرة الجزر ونقيضها هي صعود وانحسار للمحيطات والبحار، تحدث بسبب القوة التي يمارسها كل من القمر والشمس على البحر جنبًا إلى جنب مع دوران الأرض الذي يولد قوة طرد مركزي، إذ تختلف قوة الجاذبية المزعومة هذه بناءً على موقع القمر والشمس بالنسبة للأرض، فإذا كانا على نفس الجانب أو مقابل بعضهما البعض مباشرةً، فسيكون هناك ارتفاع كبير لمياه المحيطات، أما إذا فصل بينهما بمقدار 90 درجة فسيكون هناك انحسار في مياه المحيطات وهذا ما يُسمّى بالجزر.[٣]
تُسحب المحيطات ذهابًا وإيابًا عن طريق جاذبية كل من الشمس والقمر، إذ تتفاعل هذه الأجسام مع الأرض في مداراتها الشهرية والسنوية، وتحدث الجزر عندما تكون الشمس والقمر في زوايا قائمة لبعضها البعض كما ذُكر سابقًا، فإن ارتفاع المحيط الناجم عن الشمس يلغى جزئيًا وارتفاع المحيط الناجم عن القمر يلغى تدريجيًا أيضًا، مما يؤدي هذا إلى انحسار مياه المحيطات على كوكب الأرض، ومن الجدير بالذكر أنّ القمر يظهر نصف ممتلئ عند حدوث ظاهرة الجزر،[٤] ويبدو أنّ تأثير هاتين الظّاهرتين تجاوز الكرة الأرضية ليمتدّ تأثيرهما إلى جسد الإنسان نفسه، فجسم الإنسان تمامًا كسطح الأرض يتكوّن من ما يقارب 75% من الماء، لذا يحدث ارتفاع لمستوى الدم في الجسم ويتهيَّج حتى يبلغ حده الأقصى خلال فترات ارتفاع قوة جاذبية القمر.[٥]
أهمية ظاهرة الجزر
تكمن أهمية ظاهرة الجزر ونقيضها في الحركات الناجمة عنهما والتي تطهّر بدورها مياه البحار والمحيطات ومصبّات الأنهار والموانئ من الشوائب والرّواسب، وقد عرفت الشعوب التي تعيش بمحاذاة مسطحات مائية ظاهرتي المد والجزر منذ القدم، وحاولت الاستفادة منها في تحديد مواعيد دخول السفن إلى الموانئ الواقعة على المياه الضحلة، كما استغلّت القوى الناجمة عنها في إدارة طواحين طحن الغلال[٦]، وتعود الحركات الناجمة عنها بفوائد، نذكر بعضًا منها:[٧]
- الصيد: تؤثر ظاهرة الجزر على الكائنات الحية في المحيطات، بما في ذلك الأنشطة الإنجابية للأسماك ونباتات المحيطات.
- الأغذية المحيطية: فالكائنات البحرية الصالحة للأكل مثل سرطان البحر، وبلح البحر، والقواقع، والأعشاب البحرية وما إلى ذلك تعيش في منطقة المد والجزر، ودون حدوث المد والجزر بانتظام ستموت هذه المخلوقات وبالتالي ستقل موارد الغذاء.
- الملاحة: تلعب ظاهرة الجزر دورًا كبيرًا في الملاحة، مما يساعد السفن على الوصول إلى الميناء بسهولة أكبر.
- الطقس: تساهم في جعل الظروف المناخية صالحة للسكن، ولها دور أيضًا في توازن درجات الحرارة على الكواكب.
- الطاقة: في كل 24 ساعة يحدث مدان وجزران، وبالتالي فإن الحركة السريعة للمياه أثناء التدفق الداخلي والخارجي ستوفر مصدرًا للطاقة المتجددة للمجتمعات التي تعيش على طول الساحل.
تاريخ تكنولوجيا الجزر حول العالم
منذ العصور الوسطى استغلت المطاحن في جميع أنحاء العالم قوة المد والجزر، إذ كانت المصانع تنتشر على سواحل فرنسا والبرتغال وإسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والدنمارك وكندا والولايات المتحدة والصين، ومن الجدير بالذكر أنّه بدأت دراسة جادة حول إمكانية توليد الكهرباء من ظاهرة المد والجزر في فرنسا في العشرينات من القرن العشرين، وبلغت ذروتها بإكمال أول مشروع من نوعه في العالم الذي تملكه وتشغله شركة الكهرباء (EDF)، والذي يحتفل الآن بمرور 50 عامًا على التشغيل المتواصل، ويولّد المشروع أرخص كهرباء في أوروبا، وتبعتها دراسات صغيرة فيما بعد في الاتحاد السوفيتي وكندا والصين، وفي عام 2011 أصبحت محطة (Sihwa Lake Tidal) في كوريا الجنوبية أكبر محطة لتوليد الطاقة في العالم حتى الآن، وفيما يأتي بيان لبعض المشاريع الهامّة في مجال تكنولوجيا ظاهرة الجزر:[٨]
- 10 م: رصدت طواحين في الخليج العربي تعمل اعتمادًا على هذه الظاهرة.
- 1220م: بني أول مصنع معروف في هولندا باسم (Zuicksee).
- 1235م: سجّلت أول مطحنة تعتمد على المد والجزر في فرنسا.
- 1921م: طُرحت لأول مرة فكرة إنشاء محطة طاقة للمد والجزر على نهر رانس من قبل جيرارد بواينوير.
- 1961م: البدء ببناء محطة الطاقة (Rance Tidal).
- 1968م: تشغيل محطة كهرباء المد والجزر ( Kislaya Guba Tidal) في روسيا لأول مرة.
- 1980م: الانتهاء من إنشاء أول محطة طاقة للمد والجزر في آسيا، محطة ( Jiangxia Tidal) لتوليد الطاقة.
- 1984م: افتتاح أول محطة لتوليد الطاقة في المد والجزر في أمريكا الشمالية، وهي عبارة عن وابل بقوة 20 ميجاوات، في أنابوليس رويال، نوفا سكوتيا.
- 2011م: الانتهاء من بناء محطة (Sihwa Tidal Power) لتوليد الكهرباء، وهي عبارة عن وابل بقوة 254 ميجا واط في كوريا الجنوبية، لتصبح أكبر محطة لتوليد الطاقة في العالم.
المراجع
- ↑ "phenomenon", whatis, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ "What Are Some Examples of Natural Phenomena?", reference, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ "TIDES FROM A TO Z", escales, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ "What are spring and neap tides?", oceanservice, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ "It's Just a Phase: The Supermoon Won't Drive You Mad", livescience, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ "Tides and Water Levels", oceanservice, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ "What is Tide, why it occurs and how it is important for human life?", jagranjosh, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ "History of tidal range technology worldwide", tidallagoonpower, Retrieved 22-11-2019. Edited.